الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام ومقالات / حديث الجمعة / الهدي الإسلامي في علاج الكرب والهم والغم والحزن

جريدة صيدونيانيوز.نت /  الهدي الإسلامي في علاج الكرب والهم والغم والحزن

صيدونيانيوز.نت / أقلام ومقالات / الهدي الإسلامي في علاج الكرب والهم والغم والحزن

أَولَى الإسلامُ الجانبَ النَّفسي لدى الإنسان اهتِماماً كبيراً، ونَظَر إليه نظرةً خاصَّة في سِياق الطُّمأنينَة والسَّكَن والانسجام عندَ الفرد.

قال تعالى: [أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلُوبُ] (الرعد 28).

[وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ  إِلاَّ خَسَارًا] (الإسراء 82).

[وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيَامَةِ  أَعمَى] (طـه 124).

[وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ] (البقرة 45).

فالحزنُ والهمُّ والكَرب stress، مثلما يؤكِّد الأطبَّاء والعلماء، ترفع ما يُدعى بِهُرمونات الشدَّة stress hormones، مثل الكورتيزول cortisol والأدرينالين  norepinephrine، ويشير الباحثون إلى دورهما في الاكتئاب depression، ورفع ضغط الدم، وزيادة سرعة ضربات القلب ومعدَّل التنفُّس، واضطرابات الاستقلاب (الأيض) في الجسم، مثل الهضم (حدوث قرحات) والإنجاب (نقص مستويات الهرمون الذكري المسمَّى "التِّستوستيرون" واضطراب الدورة الطمثية عندَ المرأة) والنموِّ (نقصه) وحالة المناعة (زيادة الاستعداد للعدوى).

وفي "الصَّحيحين" من حديث ابن عبَّاس، أنَّ رسولَ الله - عليه الصلاة والسلام - كان يقول عندَ الكرب: (لا إله إلاَّ الله العظيم الحليم، لا إلهَ إلاَّ الله رب العرش العظيم، لا إلهَ إلاَّ الله رب السموات السبع، ورب الأرض رب العرش الكريم).

وفي "جامع الترمذي" عن أنس، أنَّ رسولَ الله - عليه الصلاة والسلام - كان إذا حزنَه أمر، قال: (يا حيُّ يا قَيُّوم برحمتك أستغيث). وفيه: عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ - عليه الصلاة والسلام -  كان إذا أهمَّه الأمر، رفعَ طرفَه إلى السماء، فقال: (سبحان الله العظيم)، وإذا اجتهدَ في الدِّعاء قال: (يا حيُّ يا قيُّوم).

وفي "سنن أبي داود" عن أبي بكر، أنَّ رسولَ الله - عليه الصلاة والسلام -  قال: (دعوات المكروب: اللهمَّ رحمتَك أرجو، فلا تَكلني إلى نفسي طرفةَ عين، وأصلح ليَ شأني كَّله، لا إله إلاَّ أنت). وفيها أيضاً عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسولُ الله -  صلَّى الله عليه وسلَّم - (ألاَّ أُعلِّمك كلماتٍ تقوليهن عندَ الكرب، أو في الكرب: اللهُ ربِّي لا أشرك به شيئاً).

وفي "مسند الإمام أحمد" عن ابن مسعود، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: (ما أصابَ عبداً همٌّ ولا حَزن، فقال: اللهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدك، ابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فِيَّ حُكمُك، عَدلٌ فيَّ قَضاؤُك، أسألكَ بكلِّ اسم هو لك سَمَّيت به نفسَك، أو أنزلته في كتابك، أو عَلَّمته أحداً من خلقك، أو استأثرتَ به في عِلم الغيب عندك: أن تجعلَ القرآنَ العظيم ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ هَمِّي، إلاَّ أذهبَ اللهُ حزنُه وهَمَّه، وأَبدَله مكانَه فرحاً).

وفي "سنن أبي داود" عن أبي سعيد الخدري، قال: دخلَ رسولُ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم، ذات يومٍ المسجدَ، فإذا هو برجل من الأنصار يُقال له: أبو أمامة، فقال: (يا أبا أمامة مالي أراكَ في المسجد في غير وقتِ الصَّلاة؟) فقال: همومٌ لَزمِتني، وديونٌ يا رسولَ الله، فقال: (أَلا أُعلِّمك كلاماً إذا أنتَ قلتَه أَذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ هَمَّك وقضى دينَك؟) قال: قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: (قُل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهمَّ إني أعوذ بكَ من الهمِّ والحَزَن، وأعوذ بكَ من العجز والكَسَل، وأعوذ بكَ من الجبنِ والبخل، وأعوذ بكَ من غلبة الدَّين وقَهر الرِّجال)، قال: ففعلتُ ذلك، فأذهبَ اللهُ عزَّ وجل هَمِّي، وقضى عنِّي ديني.

وفي "سنن أبي داود" عن ابن عباس، قال: قال رسولُ الله، صلَّى الله عليه وسلَّم: (من لزم الاستغفارَ، جعلَ اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجاً، ومن كلِّ ضيقٍ مَخرجاً، ورزقَه من حيث لا يحتسب).

وفي "المسند" أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا حزنَه أمرٌ، فَزعَ إلى الصلاة، وقد قال تعالى: [وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاَةِ] (البقرة 45).

 

2018-02-09

دلالات: