جريدة صيدونيانيوز.نت / أجمل أيام الدنيا

صيدونيانيوز.نت/أقلام ومقالات /أجمل أيام الدنيا

انتهى موسمُ الطاعات والبركات، رحل رمضانُ عنَّا، مِنَّا من اجتهد وفاز، وثبَتَ بعده، ومِنَّا من تكاسَلَ، وغفَل فيه عن عِظَمِ الأجر والثواب فخسِر!!

 

ولكن لم ينتهِ عطاءُ الله لعباده؛ فمن رحمة الله بنا تذكيرُ عباده كُلَّما تغافلوا أو انتكسوا وتكاسلوا....

فما من أيام أحبُّ إلى الله تعالى منها، إنها أيام الله، أفضل أيام الدنيا فهل ستستعدون لها ؟!!

ماذا ستفعل لتفوز؟ هل ستترك هذه الغنيمة، وتظل هكذا؟!.....

إن هذه الأيام عظيمة؛ فلقد ميَّزَ الله الأسبوع بيوم الجُمُعة، وميَّز أشهر السنة بشهر رمضان، وميَّزَ رمضان بليلة القَدْر، ولكنْ هناك أيام أحبُّ إلى الله منها، وهي: العشر الأوائل من ذي الحجة، فأقسم بها عز وجل في القرآن: ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]، وما يقسم الله إلَّا بعظيم؛ فبالرغم من عِظَم الأجر والثواب في العشر الأواخر من رمضان، فإن العشر الأوائل من ذي الحجة أحبُّ إلى الله وأعظم في الأجر.

ومن فضائلها أنها أفضل أيام الدنيا؛ فهي موسم للرِّبْح والأعمال الصالحة، وهي طريق النجاة؛ فدقائقها وساعاتها غنائم، وأيامُها أحبُّ إلى الله فاستبقوا الخيرات فيها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيَّامٍ العملُ الصالحُ فيها أحَبُّ إلى الله تعالى من هذه الأيام))، قالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلَّا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء)).

أرأيت عِظَم هذه الأيام؟! فهي أعظَم حتى من الجهاد، ومن فضائلها أيضًا الذكر؛ روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيَّامٍ أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن مِن هذه الأيام العشر؛ فأكْثِرُوا فيهنَّ من التهليل والتكبير والتحميد)).....

ومن فضائلها يوم عرفة، وهو يوم عظيمٌ لِما فيه من كثرة الأجر ومغفرة الذنوب؛ ففيه يكون العبد ملحًّا على ربِّه بكثرة الدعاء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ الدُّعاء يوم عرفة))، فلتَغتنم دقائقَه وساعاته؛ فصيامُه يُكفِّر سنة ماضية وسنة مقبلة، ففيها التكبير والتهليل ومضاعفة الأعمال؛ لذا عليك أن تُبادِرَ لتغتنمها....

إذا أردتَ الفوز بهذه الأيام القليلة في العَدَد، العظيمة في الأجْر والثواب، فلا تكن عاديًّا في عباداتِكَ أو متغافلًا عنها، اجعل تنفُّسَكَ القرآن، ولسانك مُردِّدًا للأذكار، وقلبك متعلِّقًا بالله، فأقبِلْ عليه بهمَّةٍ وعزيمةٍ قويَّةٍ أكثر ممَّا كنت في رمضان....

عليك بتجديد النية واستشعار عظمة هذه الأيام، وحبذا لو تكون  فيها صائمًا ذاكرًا خاتمًا للقرآن، متصدِّقًا مسبِّحًا مُهلِّلًا مكبِّرًا، اجعَل من هذه الأيام زلزالًا يهتزُّ له قلبُكَ ويرتعد منه شيطانك....

إنه موسم التجارة الرابحة؛ فتخيَّل نفسَكَ تسير في الأيام العشر وأنت تكسِب حسنات من هذه العبادة وحسنات من تلك؛ فتخرج منها بميزان مثقل، والأهمُّ أن تخرُجَ منها وأنت رابح فيما بعد، تخرج بعبادات ثابتة تُنير لكَ الطريق، وتكون الزاد متى أُذِنَ لك بالرحيل، فلا تخرُج من رحلتك وأنت خالي الوفاض.

جاهِدْ نفسَك، وابتعِدْ عن الشُّبُهات والشهوات، واغتنم هذه الأيام؛ فهي أحبُّ أيام الله، فيا باغي الخير أقبِلْ، ويا باغي الشرِّ أقصر.



 

2018-08-12

دلالات: