الرئيسية / العالم العربي /تحقيقيات وتقارير /فضول مراهقة أوصلها إلى مستشفى للأمراض النفسية

فضول مراهقة أوصلها إلى مستشفى للأمراض النفسية / النهار

جريدة صيدونيانيوز.نت / فضول مراهقة أوصلها إلى مستشفى للأمراض النفسية

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / فضول مراهقة أوصلها إلى مستشفى للأمراض النفسية

أسرار شبارو  المصدر: "النهار"

"انظري هل ترينها؟ إنها في المرآة، واسم مريم مكتوب كذلك... انها تطير فوق رأسي، في كل مكان تلاحقني، لم أعد أحتمل العيش في كل هذا الرعب"... بعض مما كانت تردده مهى، المراهقة التي دفعها الفضول الى الدخول في اتون لعبة "مريم". وبعدما نجت من عدة محاولات انتحار، ها هي اليوم في مستشفى للأمراض النفسية في سوريا تتلقى العلاج علّها تشفى من الحالة التي وصلت اليها بسبب هذه اللعبة.

 

إشارات مرعبة

 

"3 أسابيع فقط كانت كفيلة بقلب حياة ابنة الخامسة عشرة رأساً على عقب، وعلى الرغم من ان الحظ حالفها وعائلتها من ردّها عن الانتحار ثلاث مرات، اذ حاولت مرتين رمي نفسها من شرفة منزلها في الطبقة الثالثة، ومرة بطعن نفسها، حتى وصل الحال بوالدتها الى ربط رجلها برجل ابنتها اثناء النوم، وعدم مفارقتها ولو لثانية خلال النهار، الا ان وضعها النفسي وصل الى حد احتاجت فيه الدخول الى المستشفى وما زالت تقبع هناك" بحسب ما شرحته غادة اشرم لـ"النهار" الذي التقت والدة مهى بالصدفة اثناء قيام الاخيرة بزيارة مريض في احد مستشفيات حلب الذي انتقل اليه ليث من لبنان لمتابعة علاجه بعدما رمى بنفسه من شرفة منزله بسبب لعبة "الحوت الازرق".

 

عندما علمت والدة مهى بحالة ليث اخبرت غادة مما تعانيه ابنتها، وكيف وصلت الى درجة باتت تخاف الامساك بهاتفها، والجلوس وحدها في الغرفة، او الدخول الى المطبخ، والصراخ اثناء الليل، حتى اعترفت لوالدتها ان لعبة مريم سبب ذلك، وكيف تهددها ان لم تتابع اللعب بملاحقتها في كل مكان، ولفتت غادة الى محاولة والدة مهى بداية ان تقنع ابنتها بأن رؤيتها للعبة امامها مجرد خيال، من دون ان تتمكن من ذلك، لا بل ساء وضع المراهقة مع الايام، الامر الذي دفع والديها الى نقلها لمستشفى الامراض النفسية حيث بدأت حالتها تتحسن تدريجاً".

 

رسالة للأهل

 

تمنّت غادة لو ان ابنها ليث ارسل لها اشارات كهذه قبل ان يصل به الحال الى رمي نفسه من الشرفة، وقالت: "نعم ظهرت عليه ملامح الخوف قبل خمسة ايام من الكارثة، لكن لم يخطر في بالي ولو لوهلة ان لعبة الكترونية وراء ذلك، وبعد الذي حصل معي ووضع ابني المأسوي اخذت عهداً على نفسي توعية الاهل من مخاطر العاب كهذه، والاشارات التي يرسلها ابناؤهم وضرورة اخذها بعين الاعتبار، فلا اريد ان يذوق احد مرارة ما عانيته وذلك على عكس والدة مهى التي رفضت ان تظهر قصة ابنتها على الاعلام". وعن وضع ليث الصحي الآن شرحت "لا يزال في غيبوبة، يجري له الاطباء علاجا فيزيائياً في سوريا لكونه اصيب بضمور في عضلات جسده، كما وضعوا لها جهازا في راسه لمعرفة ان كان هناك امكانية لتجاوب دماغه"، وختمت "اشكر كل من وقف الى جانبي في محنتي وساعد ليث سواء في لبنان او سوريا".

 

ما هذه اللعبة؟

 

فحوى اللعبة التي قلبت حياة مهى وغيرها العديد من المراهقين والصغار، وجود طفلة صغيرة اسمها مريم، تاهت عن منزلها، وتريد المساعدة من المستخدم لكي تعود اليه مرة أخرى، وخلال رحلة العودة تسأل مريم عدداً من الأسئلة منها ما هو خاص بها، ومنها ما هو خاص بالمستخدم، اضافة الى اسئلة سياسية، بعد ذلك تطلب من اللاعب الدخول الى غرفة معينة لكي تعرفه إلى والدها، وتستكمل معه الأسئلة، وكل سؤال له احتمال معين، وهو مرتبط بإجابة السؤال الآخر، ومن هذه الاسئلة (ما اسمك؟ أين تسكن؟ هل تراني جميلة؟ هل تريد التعرف إلى والدي؟ هل تريد أن نصبح أصدقاء؟ هل اسمك الظاهر هو الحقيقي؟… إلخ. وتترافق اللعبة مع أجواء مريبة وموسيقى تصويرية غريبة، تثير جواً من الرعب في نفس اللاعب وحالة من الاندماج، فضلاً عن قدرتها على إيحاء تهيؤات للمستخدم مثل سماع موسيقى صادرة من الهاتف أثناء الليل.

 

اختراق ذهني... ووقاية

 

قوى الأمن الداخلي دعت الأهالي لمراقبة أبنائهم وتوخي الحذر في ماهية الألعاب التي يحملونها على هواتفهم الذكية وحواسبهم اللوحية، محذرة في بيان من لعبتين خطيرتين، هما لعبة "الحوت الأزرق" ولعبة "مريم"، وعن الاخيرة شرحت اختصاصية علم النفس هيفاء السيّد حيث قالت لـ"النهار": "تعتمد هذه اللعبة على الاختراق (التهكير) الذهني من خلال مجموعة من التقنيات، حيث تعمل على ادخال قناعات معينة الى الدماغ بشكل تسيطر عليه عبر العقل الباطني اللاواعي، فتوجه الافكار والمشاعر والتصرفات عبر الايحاء حتى تصبح موضع التنفيذ، اي هي عملية قيادة الشخص لداخله عبر الوعي المشوش حتى يتم التحكم الكامل به والسيطرة عليه الى درجة انه لا يقوى على المقاومة".

 

الاندماج بهذه اللعبة قد يؤدي بحسب السيّد" الى أعراض ذهنية، تهيؤات وهلوسات كالترصد من قبل الاخر والاعتقاد ان مكروهاً سيحصل للاهل كتعرضهم للموت نتيجة افشاء اسرار شخصية عنهم، يترافق ذلك مع اضطرابات نفسية، اجتماعية، وسلوكية لدى المستخدم كالقلق، الاكتئاب، الارق، عدم القدرة على التفكير والتركيز، سوء المزاج، الوحدة والاحباط، خمود الطاقة حتى يفقد لذة الحياة الامر الذي قد يدفعه الى الانتحار". وعن الوقاية، قالت: "لجوء الأبناء الى الالعاب الالكترونية سببه الفراغ العاطفي الذي يعيشونه، والوقاية تكون من خلال مراقبة الاهل للالعاب التي يلعبها ابناؤهم، بخاصة اذا كانوا في مرحلة الطفولة، لكون الطفل في هذه المرحلة كالاسفنجة يمتص كل ما يراه او يسمعه، فلا يتمتع بالادراك الكافي الذي يؤهله للتمييز بين الصواب والخطأ، اما اذا كان في مرحلة المراهقة يجب تفاعل الاهل معه، واعطاؤه وقتاً للاصغاء له وللمشاكل التي تعترضه، مع تفهمه، ودعمه ومساندته".

2018-09-28

دلالات: