الرئيسية / أخبار لبنان /أمنيات وقضاء وحوادث /هذا ما اعترف به متهم بتفجير أحد المسجدين أمام المجلس العدلي

هذا ما اعترف به متهم بتفجير أحد المسجدين أمام المجلس العدلي/ النهار

جريدة صيدونيانيوز.نت / هذا ما اعترف به متهم بتفجير أحد المسجدين أمام المجلس العدلي

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / هذا ما اعترف به متهم بتفجير أحد المسجدين أمام المجلس العدلي

كلوديت سركيس  / النهار

مفاجأة جلسة المجلس العدلي في ملف تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس عام 2013 تكاد تكون مزدوجة. ففي مطلع الجلسة أعلن الموقوف يوسف دياب في هذه القضية أن لا محامي لديه وطلب السير بمحاكمته من دون محام يدافع عنه. هذا الموقوف، الذي أرجئت المحاكمة غير مرة تارة لغياب وكيله وطوراً لرغبته في توكيل محام جديد مع رفضه عرض المجلس تعيين محام له عبر المعونة القضائية في نقابة المحامين في بيروت خلص الى السير بمحاكمته وحيداً.

 

وانطلق المجلس برئاسة القاضي جان فهد وعضوية المستشارين القضاة جوزف سماحة وعفيف الحكيم وميشال طرزي وجمال عويدات، في حضور ممثل النيابة العامة لدى المجلس القاضي عماد قبلان، باستجواب المتهم دياب على مدى ثلاث ساعات و20 دقيقة مدلياً بهدوء أعصاب باعترافات صريحة عن علاقته بالشيخ حيان رمضان، الذي يحاكم غيابياً في هذه القضية مع آخرين بينهم النقيب السوري محمد علي، وتطورها الى احضار السيارتين المفخختين هو والمتهم الفار أحمد مرعي وقيادته سيارة الـ "فورد" ووضعها في المكان الذي انفجرت فيه على الطريق قرب مسجد السلام في حين كلف المتهم رمضان المتهم مرعي نقل سيارة الجيب "جي ام سي" التي انفجرت قرب مسجد التقوى.

 

اسم الشيخ حيان رمضان تكرر أكثر من 50 مرة خلال الجلسة. وحصر المتهم دياب (24 عاما) علاقته به بصفته رجل دين في جبل محسن وكونه وشقيقه إمامي مساجد تلك المنطقة. وهما معروفان في الاعمال الاجتماعية ويتمتعان بحالة شعبية فيها. وشاركه المتهم في توزيع الحصص الغذائية ونقل ذوي الحاجات الى المستشفى او المركز الطبي. ثم تعرف إليه شخصيا وطلب منه قبل أشهر من جريمة التفجيرين وظيفة في قوى الامن الداخلي نظراً الى وفرة معارفه بينهم شخص على صلة برئيس هذا الجهاز. ووعده بمساعدته.

 

وأخبر المتهم خلال استجوابه انه اوقف على حاجز سوري بينما كان في طريقه الى دمشق لزيارة شقيقته، وأبلغه أحد عناصره بأنه مطلوب للخدمة الاحتياطية في سوريا. فاستعطف رجل الامن السماح له بالعودة الى منطقته جبل محسن. وعاد أدراجه طالبا من المتهم رمضان مساعدته في شطب اسمه من الملاحقة من الامن السوري.

ووصف الموقوف دياب علاقته بالمتهمين أحمد مرعي وسلمان أسعد وخضر شدود بالسطحية وتعرفه اليهم عند المتهم رمضان قبل فترة قصيرة من حصول التفجيرين. وكان الاول احد مساعدي الاخير. وأفاد "التقيتهم جميعاً في منزل الشيخ حيان رمضان مع أشخاص آخرين كثر". وأيد جانباً من إفادته في التحقيقات السابقة التي خضع لها "لغياب مسائل فيها وأخرى تحتاج الى تنظيم".

 

جرد ووعر

 

وردا على سؤال لرئيس المجلس ذكر المتهم دياب ان رمضان لم يبد نيته امامه بالانتقام من اجل جبل محسن لكنه كان يشارك في المعارك التي كانت تحصل بين الجبل والمناطق المحيطة به. وأيد قيامه بجولة معه في سيارة كان يقودها أسعد في طرابلس وبرفقتهم مرعي وشخص يجهله، دل رمضان خلالها السائق بإصبعه على مسجدي التقوى والسلام، وذلك قبل أسبوع او أسبوعين من الحادثين. وروى انه توجه مع مرعي ووالدته وزوجته وطفليه وأسعد الى منطقة حدودية. عرجوا قبل الوصول اليها على مقام الشيخ يوسف الرداد حيث وافاهم رمضان بمفرده، بعدما عرض عليهم زيارة المقام الديني للتبرك، الى تعسر صحة الطفلين. وبعد الانتهاء من زيارة المقام "ذهبنا الى منطقة جبلية خضراء لم اكن اعرفها من قبل وسلكنا طرقات غير جيدة بعضها غير معبد وتشهد حركة مرور خفيفة وصولاً الى شخص كان يقف على الطريق العام ينتظر رمضان الذي استدل منه هاتفياً على الطريق. وتحادث معه على حدة في منزله، وعرف بعد توقيفه أن اسمه حسن جعفر. ثم توجه الجميع الى أرض تحوي آليات جرافة. وتحادث الاثنان فيها بعيدا من مسمعهما أيضاً. وغادره رمضان ومن معه الى منطقة القصر الحدودية حيث جرى استقدام السيارتين المفخختين. وقال دياب لهذه الجهة: "اجتزنا حاجزاً بدون أي عرقلة. ولم أتيقن إن كان عناصره من الجيش السوري أو غيره. كانوا يرتدون لباساً مدنياً وعسكرياً. ورفع الحاجز علمين لبناني وسوري وصورا لنصرالله والرئيس السوري بشار الاسد. وبعد عبوره بمسافة قصيرة جدا أوقف رمضان سيارته في منطقة جبلية فيها ساتر ترابي حيث التقى شخصاً على انفراد بعيداً منا أجهله. وبعودته الى السيارة ذكرني رمضان بمسألة الخدمة الاحتياطية وبعمله عليها. ثم طلب منا المساعدة، مشيراً الى ان سيارتين ستأتيان بعد قليل ويرغب في ان أقود إحداهما، فيما يتولى مرعي قيادة الثانية الى جبل محسن. وبالفعل أحضرتا. سيارة فورد وجيب "جي ام سي" ولا أتذكر إن واكبتهما سيارة ثالثة أو إن كنا على مرأى من الحاجز. لكننا كنا قريبين منه". وأضاف أن "رمضان برر إحضارهما بهدف الافادة المادية لاستكمال مشروع المركز الطبي. واستفسرت منه إن كانت السيارة التي سأقودها قانونية لئلا أتعرض للتوقيف، وخصوصاً أني لا أحوز رخصة سوق. عندها أعطاني دفتر السيارة. ولا اتذكر الاسم الذي يحمله. وخلال الغداء في احد المطاعم عمدت الى إزالة اوراق داكنة عن زجاج سيارة فورد الزيتية الرباعية الدفع في كاراج قريب من المطعم. في غضون ذلك أفيد رمضان هاتفياً، خلال اتصال أجراه، ان الطرقات في جبل محسن مقطوعة لوجود اشتباكات. وحينذاك كان يتعرض الجبل لخضات امنية باستمرار. وبعد مضي وقت لا بأس به عدنا الى الجبل. وفي الطريق فتش الحاجز الامني السيارة لدى عبورنا وطلب هويتي واوراق السيارة بعدما كان رمضان ومرعي تابعا سيرهما كل في السيارة التي يقودها. كما فتشني حاجزا الجيش في دير عمار والملولة. ثم توجهت الى مكان سكن رمضان وركنت السيارة تحت المبنى الذي يقيم فيه قبل يومين او ثلاثة ايام من الحادث. وفي يوم 22 آب 2013 دعاه رمضان الى منزله فحضر بمفرده في حين كان مرعي وشدود وأسعد عنده. وحصل اجتماع طلب خلاله رمضان مني ركن السيارة في مكان ارشدني اليه يقع في منطقة مسجد السلام، على ان يتبعني شدود على دراجة نارية ليقلني من هناك، وأشار بترك مفتاح المحرك داخلها زاعما ان شخصا سيحضر ليأخذها، مثلما طلب من مرعي إيصال السيارة الثانية الى قرب مسجد التقوى بعد التنكر بزي ديني أفغاني ويتبعه أسعد في سيارته".

 

التنفيذ

 

في" اليوم التالي على الاجتماع، إتصل بي رمضان لالتقيه في منزله. وفي حضور الاشخاص إياهم طلب منا القيام بتنفيذ ما طلبه منا. وسلمني هاتفا جوالا قديما لاطلب رقما محفظا عليه بعد ركن السيارة قرب المسجد متخفيا بنظارات وقبعة على الرأس لكي لا يتعرف علي أحد نظرا الى الخلافات التي كانت سائدة وقتذاك، وأن نسلك في العودة طريق الكورة - زغرتا. نفذت ما طلبه رمضان واستعملت الهاتف الخليوي وفقا لتعليماته بعد ان اصبحت على الدراجة النارية التي يقودها شدود ثم تخلصت منه.

 

وبسؤاله أجاب "لم أسمع دوي الانفجار بعد اتصالي بالرقم المحفظ. وعلمت بحصوله عندما اتصلت بي شقيقتي لتطمئن علي، ولم تكن وأهلي على علم بانني توجهت الى قرب المسجد. ولم أكن اتوقع ان تكون السيارة التي قدتها قد انفجرت".

 

ألم يساورك الشك في شأن طلبات رمضان؟ نفى المتهم دياب عندها بادره رئيس المجلس "شو كان أخضعك رمضان لتنويم مغناطيسي؟". فأجابه دياب انه والمتهم شدود، الذي يحاكم غيابيا، إستفسرا من المتهم رمضان عما حصل فطمأنهما الأخير قائلاً "لا تعتلا هما فلا علاقة لكما بما حصل لا من قريب او من بعيد".

 

وسئل المتهم تكرارا "ألم يساورك الشك بحصول انفجارين قرب مسجدين سبق ان ارشدكم رمضان اليهما"؟ أجاب "ساورتني الشكوك بعد حصول التفجيرين وليس قبلا لغياب الوعي عندي نظرا الى ان عمري كان 19 عاما حينذاك، وما فعلته كان نزولاً عند طلب رمضان الذي وعدني بالمساعدة في الحصول على وظيفة وحل مسألة الخدمة الاحتياطية"، مشيرا الى ان والده قتل بعد توقيفه واستجوابه. وتحدث عن انكاره التهمة في تحقيق سابق معه بقصد العودة الى أهله. ونفى ان يكون رأى النقيب السوري محمد علي عند استقدام السيارتين المفخختين. وقال: "لا أعرف أي مسؤول في سوريا او لبنان. وتمسك المتهم بافادته امام المجلس العدلي لانها "الحقيقة"، مبدياً ان والدته وشقيقته كانتا في منطقة المسجد عندما حصل التفجير وكانتا معرضتين للقتل بسببه، مكرراً عدم موافقته على بعض ما ذكره في التحقيقات السابقة لضغط معنوي تعرض له خلاله.

2018-09-29

دلالات: