الرئيسية / أخبار لبنان /إفتتاحيات الصحف اللبنانية للعام 2018- رئيسية /الحياة : الحريري ليس محرجا من سحب باسيل وساطته ‏ويعتبر الأزمة مع "حزب الله" لا مع النواب السنة

جريدة صيدونيانيوز.نت / الحياة : الحريري ليس محرجا من سحب باسيل وساطته ‏ويعتبر الأزمة مع "حزب الله" لا مع النواب السنة

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / الحياة : الحريري ليس محرجا من سحب باسيل وساطته ‏ويعتبر الأزمة مع "حزب الله" لا مع النواب السنة

"الحياة " :

يسود الانطباع لدى الوسط السياسي اللبناني بأن إخراج الحكومة اللبنانية الجديدة من عنق الزجاجة سيطول كثيرا، في ظل بقاء "حزب الله"على موقفه الرافض ‏تسليم الرئيس المكلف تأليفها سعد الحريري، أسماء وزرائه الشيعة الثلاثة، إذا لم تتضمن مراسيمها وزيرا من النواب السنة الستة الحلفاء له‎.‎

وبالإضافة إلى أن رئيس البرلمان نبيه بري لم يسلم بدوره أسماء وزرائه الشيعة الثلاثة، ما يحول دون اكتمال عقد الحصة الشيعية من التشكيلة الوزارية، وبالتالي ‏يحول دون إصدار مراسيم ولادتها، فإن الجهود التي قام بها رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل خلال الأسبوع الماضي وأول من أمس ‏بتكليف من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، انتهت إلى انسحاب الأخير من مساعي التوصل إلى مخارج عبر اقتراح يرمي المشكلة عند الحريري عبر سحب ‏فكرة مبادلة وزير سني بآخر مسيحي بينه وبين الحريري، بحيث يعود تمثيل الأخير بستة وزراء سنة بدل 5 سنة وواحد مسيحي. وجاء "انسحاب" باسيل من ‏فكرة أن يسمي عون وزيرا سنيا وسطيا من حصته بحكم المبادلة بينه وبين الحريري، كمخرج من الأزمة، بعدد أن أصر النواب السنة الستة ومعهم "حزب الله" ‏على أن يتمثلوا بواحد منهم وليس بشخصية أخرى مستقلة‎.

ومع أن أوساط نواب "المستقبل" لم تكن مرتاحة إلى ما اعتبرته "رمي المشكلة" على الرئيس المكلف، فإن بعض هذه الأوساط كان يتوقع انسحاب باسيل من ‏مهمة إيجاد مخرج وسطي بين تمثيل النواب السنة الستة بناء لإصرار "حزب الله"، وبين رفض الحريري ذلك لمعارضته اختراق ساحته من الحزب، في وقت ‏ينتمي معظم هؤلاء النواب الى كتل نيابية حليفة للحزب، ستتمثل في الحكومة. وعلمت "الحياة" أن مداولات اجتماع كتلة "المستقبل" أول من أمس تناولت توجه ‏باسيل إلى الانسحاب من مسؤولية رئيس الجمهورية عن إيجاد مخرج ما وترك الحريري يتحملها وحده في مواجهة النواب السنة المعارضين له‎.‎

تباين مع "حزب الله" أم مسايرة؟‎

ومع أن بعض الأوساط المقربة من "المستقبل" يعتقد أن انسحاب باسيل من مساعي الحلول بهذا الشكل هو تعبير عن التباين الذي ظهر أخيرا بين الرئيس عون ‏وبين "حزب الله" بعد انتقاده موقف الحزب من تمثيل السنة الستة، خصوصا أن باسيل كان اقترح تسمية وزير وسطي من قبل عون لكن "حزب الله" أصر على ‏تسميته من بين النواب الستة الحلفاء، فإن أوساطا أخرى لم تستبعد أن يكون موقف باسيل مسايرة للحزب عبر تحويل الأزمة من مشكلة سياسية مع الحزب بسبب ‏تعطيله تأليف الحكومة، إلى مشكلة سنية- سنية. وهو الأمر الذي يريده الحزب ويرفضه الحريري وفريقه، خصوصا أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ‏كان واضحا في قوله أول من أمس لمناسبة رسالته في عيد المولد النبوي الشريف أن العقدة ليست سنية بل هي عقدة سياسية. وتسأل المصادر المقربة من ‏‏"المستقبل": "إذا أرادوا تكريس معادلة أن المشكلة سنية، فلماذا أقحم "حزب الله" نفسه فيها"؟‎

وذكرت مصادر في كتلة "المستقبل" أن ما خلصت إليه حركة باسيل لا يغير شيئا في موقف الحريري الذي يركز على أن المشكلة مع "حزب الله" وأن "حكومته ‏جاهزة وينتظر أن يسلمه الحزب أسماء وزرائه لإصدارها. وعكس بيان كتلة "المستقبل" أول من أمس هذا الموقف حين أكد أن "الرئيس المكلف استنفد كل ‏المساعي والجهود لوضع التأليف موضع التطبيق، وانّ المواقف التي عبّر عنها في مؤتمره الصحافي وفي لقاءاته الاقتصادية والسياسية الأخيرة، كافية لوضع ‏الامور في نطاقها الصحيح، والرد على كل المقولات والحملات التي ترمي الى تحميله مسؤولية تأخير الحكومة‎".

ولفتت الكتلة الى "انّ التشكيلة الحكومية جاهزة بإرادة ومشاركة معظم القوى السياسية، باستثناء الجهة التي ما زالت تتخلف عن الانضمام الى ركب المشاركة، ‏وتصرّ على فرض شروطها بتمثيل مجموعة النواب الستّة‎".

ورأت مصادر مواكبة لجهود ولادة الحكومة أن "ما يطرحه باسيل مشروع مشكلة وليس مشروع حل وليست هذه معايير تشكيل الحكومة". وقالت لـ"الحياة": ‏‏"صحيح أن اقتراح باسيل الانسحاب من المبادلة يضع الرئيس عون في موقع محايد، أو يخرجه من التزاماته، لكن هذا لا يحل المشكلة التي هي عند "حزب ‏الله". ويجب التنبه إلى مسألة مهمة هي أن حصر تمثيل الحريري بستة وزراء سنة يعني إعادته إلى المربع السني في وقت هذا أمر سيئ يخالف الدستور ‏والأعراف في تأليف الحكومات منذ عقود. والهدف من حصر رئيسي الجمهورية والحكومة بالمسيحيين وبالسنة تبرير حصر تمثيل الطوائف الأخرى بجهة واحدة ‏لتحويل الطوائف إلى إقطاعيات، وإلا لماذا الاستشارات النيابية التي يجريها الرئيس المكلف لتسمية وزراء من سائر الطوائف؟ فكل رؤساء الجمهورية ‏والحكومات السابقين كانوا يدلون برأيهم في التمثيل الوزاري في كل الطوائف ولهم وزراء من غير طائفهم. ولا سابقة تحصر دورهم بطوائفهم على الإطلاق ‏وهذا عودة إلى الوراء في تركيب السلطة، فهما معنيان بالتمثيل المسيحي والسني والشيعي وكل الطوائف‎".

باسيل أبلغ الحريري سحب المبادلة‎

وتنتهي المصادر إياها المطلعة على موقف الحريري إلى القول إنه ليس محرجا في شأن ما قاله باسيل، تعليقا على قول أحد النواب السنة الستة لـ"الحياة" إن ‏باسيل أبلغهم عند لقائه بهم أول من أمس أنه أطلع الحريري على اقتراحه التراجع عن صيغة المقايضة بينه وبين الرئيس عون بحيث يصبح التمثيل السني كاملا ‏من مسؤوليته. وأشارت المصادر المطلعة على موقف الرئيس المكلف إلى أنه "سواء كان اقترح باسيل ذلك على الحريري أم لا، فإن النتيجة هي أنه يرفض هذا ‏الاقتراح، خصوصا أن الحزب كان رفض تمثيل السنة المستقلين عن "المستقبل" بشخصية مستقلة من خارج النواب الستة، ومن حصة الرئيس عون، وأوصل ‏الأمور إلى جدار مسدود‎".

لكن أحد النواب الستة (اللقاء التشاوري) قال لـ"الحياة" إن باسيل لم يعرض رسميا عليهم تمثيلهم عبر سني وسطي من خارج تكتلهم. وأوضح النائب نفسه أن ‏‏"باسيل حين أبلغنا سحب مبدأ المبادلة بين سني من حصة عون ومسيحي من حصة الحريري قال لنا في لقائه معنا إن علينا إيجاد حل لمسألة تمثيلهم مع ‏الحريري، فرفع المسؤولية عن الرئاسة ورماها عند الرئيس المكلف، في وقت هما معنيان بتأليف الحكومة في نهاية المطاف‎".

وأوضح النائب نفسه أن النواب الستة يتجهون إلى طلب موعد للقاء الحريري في اليومين المقبلين، وسط غموض حول ما إذا كان الحريري سيلتقيهم، خصوصا ‏أن هناك توجها لديه لرفض مناورة "حزب الله" تحويل المشكلة إلى سنية - سنية، لاعتقاده أنها سياسية أبعد من تمثيل النواب الستة كما قال في مؤتمره الصحافي ‏الثلثاء الماضي‎.

وفي انتظار ما يمكن أن يصدر عن الرئيس عون في كلمته مساء اليوم إلى اللبنانيين عشية الذكرى الـ75 للاستقلال حول الشأن الحكومي، فإن الأوساط المتابعة ‏لجهود الحريري تعتقد أن تشكيل حكومة بشروط "حزب الله" يعني القبول بسياسته الهادفة إلى تكريس مبدأ "الأمر لي" وهذا لن يقبل به الحريري، لأن البلد ‏سيدفع ثمن ذلك في النهاية بفعل الارتدادات الخارجية لقيام تركيبة يهيمن عليها الحزب. وختمت المصادر قائلة: "أغلب الظن أن الحزب لا يريد قيام حكومة في ‏هذا الخضم الإقليمي من العقوبات عليه وعلى إيران وإزاء احتمالات تصاعد الضغوط عليه، في وقت أي حكومة بشروطه لن تكون مريحة لا لعون ولا ‏للحريري

2018-11-21

دلالات: