الرئيسية / المرأة والمجتمع /تغذية صحية /إليك الفارق بين حليب الصويا والبقر

جريدة صيدونيانيوز.نت / إليك الفارق بين حليب الصويا والبقر

صيدونيانيوز.نت/ تغذية صحية /إليك الفارق بين حليب الصويا وحليب البقر

يمكن الحصول على الحليب من مصادر لا تقتصر على البقر، لعلّ أبرزها الصويا. فما الفارق بين هذين النوعين، وأيّهما نختار؟

 

«هل يحتوي حليب الصويا العناصر الغذائية ذاتها الموجودة في حليب البقر؟ ما فوائده؟ هل يجب إدخاله إلى نظامنا الغذائي؟…»، أسئلة كثيرة يطرحها الأشخاص عندما يتعلّق الأمر باختيار الحليب الأنسب لهم، خصوصاً في ظلّ تعدّد الأنواع والماركات.

 

قيمتهما الغذائية

واستيضاحاً للموضوع، أجرت «الجمهورية» حديثاً خاصاً مع إختصاصية التغذية، كريستال بدروسيان، سلّطت فيه الضوء على أنّ «حليب الصويا نباتيّ نحصل عليه من خلال نقع حبوب الصويا وطحنها بالمياه، وأنّ كلّ كوب 240 ملل منهُ يَحتوي 15 غ من الكربوهيدرات، 7 غ من البروتينات و5 غ من الدهون التي تنتمي في غالبيتها إلى الفئة الصحّية غير المشبّعة. أمّا وحداته الحرارية فتختلف من 130 إلى 200 كالوري وفقَ كلّ ماركة، وأيضاً في حال وضع نكهاتٍ كالفانيلا والشوكولا».

وأضافت: «في ما يخصّ حليب البقر نجد الخالي من الدسم (90 كالوري)، والقليل الدسم (120 كالوري)، والكامل الدسم (150 كالوري). كلّ هذه الأنواع ستؤمّن الكمية ذاتها من البروتينات (8 غ)، والكربوهيدرات (12 غ)، في حين أنّ الدهون ستختلف حتماً وفق النوعية، حيث إنّ الخالي من الدسم يحتوي تقريباً صفر غرام من الدهون، لترتفع إلى 5 غ للنوع القليل الدسم، وتصل إلى نحو 8 غ للكامل الدسم».

الكالسيوم

وتطرّقت كريستال إلى معدن الكالسيوم، فأوضحت: «يُعتبر حليب البقر مصدراً مهمّاً من الكالسيوم، فكلّ كوب منه يؤمّن نحو 300 ملغ من الكالسيوم، وهي الكمية التي تشكّل 30 في المئة من احتياجاتنا اليومية لهذا المعدن. فإذا أردت تأمين 100 في المئة من احتياجاتك اليومية للكالسيوم، التي تبلغ تقريباً 1000 ملغ لكلّ رجل أو امرأة دون الخمسين عاماً، يمكنك شرب كوبين من الحليب اللذين سيؤمّنان 600 ملغ، لتحصل على ما تبقّى من مصادر الكالسيوم الأخرى.

أمّا المشكلة في حليب الصويا أنه لا يحتوي الكالسيوم، ما يدفع الشركات المُصنّعة إلى إضافته إلى منتجاتها، علماً أنّ الكمية تختلف بين ماركة وأخرى لتراوح بين 200 إلى 400 ملغ من الكالسيوم. لذلك من الضروري قراءة المعلومات الغذائية المُدوّنة على كلّ منتج».

وشدّدت على نقطة مهمّة جداً يجهلها الناس، إذ «أظهرت الدراسات أنّ الإنسان لا يحصل سوى على 30 في المئة من كمية الكالسيوم المدوّنة على أغلفة منتجات حليب الصويا لدى شربه الزجاجة، وهي جرعة ضئيلة جداً.

فبما أنّ هذا المعدن يُضاف صناعياً، فإنه يبقى موجوداً في قعر الزجاجة، لذلك يُنصح بخضّها جيداً قبل شربها لإعادة جمع الكالسيوم وبالتالي الإفادة منه. وعلى رغم ذلك، فإنّ اتباع هذه الإستراتيجية سيزوّدك 60 في المئة من كمية الكالسيوم المدوّنة على غلاف المنتج، وليس كلّها».

ميزاتهما

ماذا عن خصائص هذين النوعين من الحليب؟ «تختلف حبوب الصويا عن سائر البقوليات بنوعية البروتينات التي تحتويها لأنها كاملة، أيْ إنها توازي نوعية البروتينات الموجودة في اللحوم. كذلك يحتوي حليب الصويا الألياف بعكس حليب البقر، حيث إنّ كلّ كوب يزوّدك بنحو 10 في المئة من احتياجاتك اليومية.

فضلاً عن أنه يُشكّل بديلاً فعّالاً للأشخاص الذين يعجزون عن هضم اللاكتوز لخُلوِّه منها، إلى جانب خُلوِّه من الكولسترول واحتوائه الدهون غير المشبّعة الصحّية. من دون نسيان أنه مُدعّم بالفيتامين D على غِرار حليب البقر».وتابعت: «أمّا حليب البقر فهو مثل أيّ مصدر حيواني آخر يحتوي بروتينات كاملة، و30 في المئة من احتياجاتنا اليومية للكالسيوم الضروري للعظام، والأسنان، والعضل، والجهاز العصبي.

وتابعت: «أمّا حليب البقر فهو مثل أيّ مصدر حيواني آخر يحتوي بروتينات كاملة، و30 في المئة من احتياجاتنا اليومية للكالسيوم الضروري للعظام، والأسنان، والعضل، والجهاز العصبي.

وفي حال أردتَ الإنتباه إلى معدل الكولسترول، يجب أن تختار الحليب القليل أو الخالي من الدسم. كذلك فإنّ حليب البقر سيزوّدك تقريباً 25 في المئة من احتياجاتك للفيتامين D، والجيّد أنه يحتوي 50 في المئة من الفيتامين B12 وهو ما يُفيد الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم والدواجن، فيعوّضون هذا النقص».

إنعكاساتهما المُحتملة

من جهة أخرى، لفتت كريستال إلى وجود انعكاسات سلبيّة مهمّة لحليب الصويا، فأوضحت: «قد يعاني بعض الأشخاص حساسية على الصويا تؤدي إلى تفاعل الجهاز المناعي وتسبّبه مجموعة من الأعراض. كذلك تبيّن أنّ حليب الصويا يحتوي Phytoestrogen يُعرف بالإيزوفلافون (Isoflavone) الذي هو عبارة عن مادة نباتية تُشبه الإستروجين الموجود في جسم المرأة.

وقد أُجريت دراسات عدّة لمعرفة تأثيره في سرطان الثدي، بما أنّ كمية الإستروجين في جسم المرأة مرتبطة بنسبة تعرّضها لهذا المرض. وقد تبيّن أنّ هذه المادة النباتية تزيد هذا الخطر، في حين أنّ أبحاثاً أخرى توصّلت إلى نتائج مُعاكسة.

وإلى حين بلوغ نتيجة واضحة وأكيدة، أوصت الوكالة الفرنسية لسلامة الغذاء Agence Française De Securité des Aliments بتناول ميلليغرام واحد من الإيزوفلافون لكلّ كيلوغرام في اليوم. فإذا بلغ وزنكِ 70 كلغ، يمكنكِ تناول 70 ملغ من الإيزوفلافون، أيْ ما يوازي كوبين من حليب الصويا.

وطلبت بدروسيان عدم تعدّي هذه الكمية، خصوصاً للنساء اللواتي يزداد لديهن احتمال الإصابة بسرطان الثدي. في حين يُنصح المُصابات بالمرض أو اللواتي يعانين نقصاً في هورمونات الغدة بالإبتعاد كلياً من حليب الصويا».

وأردفت: «أمّا حليب البقر فيحتوي اللاكتوز الذي يمكن أن يسبّب النفخة والإسهال والغازات لدى أشخاص كثيرين لعجزهم عن هضم هذه المادة نظراً إلى انخفاض كمية اللاكتاز في أجسامهم الأساسية لتفكيك اللاكتوز.

من جهة أخرى، تبيّن أنّ نسبة عالية من سكّر الغلاكتوز الموجود في حليب البقر قد يؤثّر في زيادة خطر سرطان المُبيض، بعدما لاحظ العلماء أنّ النساء اللواتي استهلكن أكثر من ثلاثة أكواب في اليوم زاد لديهن خطر الإصابة بالمرض مقارنة باللواتي شربن كمية أقلّ. لكنّ هذه النتيجة غير حتميّة بعد، وتحتاج إلى أبحاث إضافية للتأكّد من صحّتها».

إختر النوع الأنسب لك!

ورداً على سؤال «متى يُستحسَن استبدال حليب البقر بالصويا؟»، قالت: «أنصح بذلك عندما يعجز الشخص عن هضم اللاكتوز. أمّا في ما يخصّ الأطفال، فيُمكن استبدال حليب البقر بالصويا إذا كان الولد لا يحبّ مذاقه، لكن بعد بلوغه عامه الثاني، لكي يكون قد حصل على كمية جيّدة من الدهون التي يحتاج إليها جسمه من حليب البقر. من جهة أخرى، يمكن لأيّ ولد، شرب حليب البقر القليل أو الخالي من الدسم، بدءاً من عمر السنتين، شرط أن يتمتّع بمعدل طول ووزن صحّي ويحصل على أكل متنوّع».

وخِتاماً نصحت بدروسيان قرّاء «الجمهورية» بـ»البحث عن نوع الحليب الأنسب لهم: فعند العجز عن هضم اللاكتوز يجب اللجوء إلى حليب الصويا، وعند الحاجة إلى تعزيز مستوى الكالسيوم يجب إيلاء أهمّية لحليب البقر…»، مُشيرة إلى أنّ «المثالي أيضاً هو التنويع بين حليب البقر والصويا، فكلما استهلك الإنسان القليل من مختلف المواد، أفادَ من عناصرها الغذائية وخصائصها الصحّية، وتجنّب في المقابل الحصول على جرعة كبيرة من صنف واحد من الطعام».

ملاحظة :المقال أرشيفي

 

2018-12-20

دلالات: