الرئيسية / أخبار صيدا /مسؤولة دولية تتفقّد الطيري وتخشى تجدّد العنف

جريدة صيدونيانيوز.نت / مسؤولة دولية تتفقّد الطيري وتخشى تجدّد العنف

مسؤولة دولية تتفقّد الطيري وتخشى تجدّد العنف

صيدا ــــــ رأفت نعيم / المستقبل

يعود الوضع في مخيم عين الحلوة الى واجهة الاهتمام السياسي والأمني اللبناني والفلسطيني والدولي على مسارات عدة: أولها بدء ومتابعة تنفيذ مقررات اتفاق القيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية أو ما عُرف بـ«وثيقة مجدليون» والتي جرى التوصل اليها بمبادرة من النائب بهية الحريري في ما يتعلق بمعالجة تداعيات وذيول أحداث آب الماضي ومنع تكرارها وتثبيت الأمن في المخيم عبر خطوات ميدانية تشمل «تشكيل لجنة أمنية على صعيد منطقة صيدا للتواصل مع الدولة اللبنانية وغرفة عمليات لمتابعة الأحداث الطارئة والتطورات في المخيم ولجنة مختصة لمتابعة ملف المطلوبين للدولة اللبنانية ودعم القوة المشتركة في التصدي بقوة لكل المخلين بأمن المخيم ونشر هذه القوة في حي الطيري مدعومة من قوات الأمن الوطني الفلسطيني وإعادة الأمن والأمان والحياة الطبيعية الى المخيم وبلسمة جراح الأهالي المتضررين عبر إعادة ترميم المنازل والمحال المتضررة».

وتوقعت مصادر مطلعة أن يتقدم ملف المطلوبين خصوصاً، هذه المسارات لكونه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها وباعتبار أن الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لبنانية - فلسطينية لمتابعة هذا الملف سينتقل به الى آليات عملية لمعالجة هذا الملف.

والى جانب هذا الملف ترى المصادر أن أمام القيادة السياسية الفلسطينية تحديين أساسيين: الأول نشر القوة المشتركة في حي الطيري وتعزيزها وإطلاق يدها – تدعمها قوات الأمن الوطني - في ملاحقة وتوقيف كل من يعبث بأمن المخيم أو يهدد أمن الجوار اللبناني. والأمر الثاني، العمل على توفير كل مقومات استنئاف الحياة الطبيعية في المخيم خصوصاً أن الأونروا حددت السابع من الجاري موعداً لبدء العام الدراسي في مدارسها بما فيها تلك التي في مخيم عين الحلوة، ومن ثم بطبيعة الحال العمل بسرعة على إزالة آثار الأحداث الأخيرة والبدء بأعمال الترميم وإعادة البناء والعودة التدريجية للأهالي الذين اضطروا للنزوح من الطيري بفعل تضرر بيوتهم جزئياً أو كلياً.

أول مسؤول دولي إلى «الطيري»

وفي هذا السياق، جاءت زيارة نائب المدير العام للأونروا ومديرة البرامج في لبنان، غوين لويس، للمخيم وتفقدها حي الطيري الذي كان مسرحاً للأحداث الأخيرة في أول دخول لمسؤول دولي الى الحي المذكور يرافقها مدير منطقة صيدا في الأونروا ابراهيم الخطيب ومدير المخيم عبد الناصر السعدي ورئيس قسم الهندسة كرمان داوود. وقد عاينت عن قرب حجم الأضرار التي لحقت بالأبنية السكنية والشوارع والبنى التحتية في الطيري ومحيطه واطلعت من عدد من السكان على أوضاعهم. كما تفقدت عائلات مهجرة من المخيم في منطقة سيروب ومحيط عين الحلوة.

ورافق لويس ممثلون عن الفصائل والقوى الفلسطينية واللجان الشعبية وواكبها عناصر من الأمن الوطني والقوة المشتركة. وأعلنت لويس التوجه لصرف مساعدات عاجلة ريثما يتم البدء بعملية المسح لأضرار وتحديد الحاجات الأساسية للسكان وتأمين التمويل لها بالتعاون مع الدول المانحة، لكنها أعربت في الوقت نفسه عن تخوفها من تجدد العنف في المخيم.

وقالت لويس إثر الجولة: اليوم الوضع الأمني تحسن ويمكننا إجراء تقويم شامل لتحديد حاجات السكان خصوصاً على أبواب فصل الشتاء القادم، وسنبذل جهدنا لتأمين المساعدات اللازمة. والأهمية الكبرى للأطفال والعائلات وبخاصة الأطفال العائدين الى المدارس. وسنبذل جهدنا لنحكي مع المانحين للحصول على مساعدات طارئة لأهالي الطيري. الدمار كبير وإعادة الإعمار ستكلف كثيراً ولذلك قد نواجه صعوبات مع المانحين ولكن في الوقت نفسه نخاف من تجدد الاشتباكات.

وأعربت لويس عن استيائها مما رأته في الطيري. وقالت: التقيت بعض العائلات المحتاجة وسأبذل جهدي مع الجميع للمساعدة وإن شاء الله العنف يتوقف. ونحن وصلنا مع بعض المانحين للحصول على مساعدات إنما هي غير كافية في ظل حجم الدمار وسنستمر بالعمل مع المانحين للحصول على أكبر عدد من المساعدات. المطلوب ليس فقط مساعدات إنسانية وإنما إعادة إعمار وهذا قد تعترضه صعوبة بالتعامل مع المانحين والشركاء ولكن سنبقى نسعى لهذا الموضوع.

2017-09-06