الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /ذكرى استشهاد رفيق الحريري مناسبة للتفكر والتأمل والتدبر : بقلم الأستاذ عبد الكريم كزبر

جريدة صيدونيانيوز.نت / ذكرى استشهاد رفيق الحريري مناسبة للتفكر والتأمل والتدبر : بقلم الأستاذ عبد الكريم كزبر

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا /  ذكرى استشهاد رفيق الحريري مناسبة للتفكر والتأمل والتدبر :  بقلم الأستاذ عبد الكريم كزبر

بقلم الأستاذ عبد الكريم كزبر                                                                

   الحمد لله وبعد فمنذ عام 2005م يوم 14 شباط من كل عام هو يوم أسود ومؤلم ووصمة خزي وعار في تاريخ لبنان إذ امتدت فيه يد الشر والإجرام والإرهاب على اغتيال رئيس وزراء لبنان الشهيد رفيق الحريري رحمه الله وطيب ثراه وجعل مثواه الجنة – آمين.

   إن المناسبة بلا شك مشؤومة ومؤلمة لكن السيرة العطرة لحياة الشهيد وأعماله الصالحة على مساحة لبنان كله ومقارنة ذلك بحال لبنان المأساوي اليوم تستدعي منا وقفة تفكر وتأمل وتدبر تخرج لبنان من ضائقته وغمه.

   لقد كان رحمه الله رجل دولة بامتياز قاد سفينة البلاد إلى بر الأمن والأمان والسلام والتقدم والازدهار. كما كان رجل إصلاح وتغيير وبناء وإعمار يبني ويعمر ما تهدم، يصلح ويرمم ما تخرب، يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف. اهتم بالتربية والتعليم والاقتصاد والصناعة والتجارة كما اهتم بتطوير دوائر ومؤسسات الدولة وتحسين أدائها في خدمة الوطن والمواطن.

   كان يساعد الناس في المجالات الإنسانية والاجتماعية والخيرية.

   فلقد زرع سنابل الخير والبر والإحسان في ربوع لبنان وشعب لبنان فحصد حبهم وتأييدهم وهكذا أثبت اللبنانيون وفاءهم للرئيس الأمين وبالتالي هكذا وصل هذا الحب والدعم إلى الابن سعد الحريري.

   إن الشهيد لم يكن أنانياً بحب الخير لنفسه فقط وإنما كان أسوة حسنة في تعميم الخير على الجميع شعاره قول الشاعر:

   إنـــــــي وإن حُبيت الخلد فـــــرداً                                           لما أحببت في الخلد انفرادا

   فلا هطلت علي ولا بأرضي                                     سحائب ليس تنظيم البلادا

   هكذا كان لبنان في عهد رفيق ولكن وبعد وفاته ومع مرور السنين تغيرت الأحوال والأمور وصار لبنان ينتقل من سيئ إلى أسوأ اقتصادياً واجتماعياً خاصة وقد عم الفساد واستشرى في مؤسسات الدولة وفي المجتمع فتعالت أصوات المتذمرين أين الطبيب المداويا؟! ومتى الفرج والخلاص؟! ونجيب ونقول لعل الطبيب المداوي في هذا العهد هو في هذه الوجوه الجديدة والتي دخلت إلى معترك السياسة كما هو في أركان الدولة الثلاثة وبالأخص عند رئيس الحكومة سعد الدين الحريري فكل وجه جديد هو وجه لأمل جديد وصدق الشاعر حيث يقول:

            الابن ينشأ على ما كان والده                إن الجذور ينبت عليها الورق أو الشجر

   إن الشعب اللبناني يأمل من كل المسؤولين في الدولة اللبنانية أن يتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الاثم والعدوان من أجل مصلحة لبنان والبنانيين والعودة به من جديد إلى ما كان عليه في الماضي معافى مزدهراً ومتقدماً ويصدق فيه قول الشاعر اللبناني:

            وطن أعار الخلد بعض فتونه              وسقى المكارم فضلة الأقداح

   وفي الختام أيها السياسيون، يا نواب الأمة القدامى والجدد أصلحوا ذات بينكم يصلح لبنان معكم وكونوا مثل رفيق الحريري في أقواله وأعماله وأفعاله وتشبهوا به إن التشبه بالكرام فلاح والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

رحم الله صاحب الذكرى: لقد كانت في حياتك لي عظات                   وأنت اليوم أوعظ منك  حيا

                                                لقد كانت في حياتك لي عظات             وأنت اليوم أعظم منك حياً

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2019-02-13

دلالات: