الرئيسية / أخبار لبنان /النهار: يوم للشهداء العسكريين… لا لكبش محرقة

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: يوم للشهداء العسكريين… لا لكبش محرقة

النهار: يوم للشهداء العسكريين… لا لكبش محرقة

 

 "النهار" :

سيكون لبنان كله غداً في يوم حداد وطني على شهداء الجيش الذين سقطوا في عملية "فجر الجرود" وكذلك على الشهداء العسكريين الذين خطفهم تنظيم "داعش" الارهابي والذين أعلنت قيادة الجيش أمس رسمياً ثبوت نتائج الفحوص العائدة الى رفاتهم. ومع ان المناسبة تملي احتواء كل عناصر التشويش والتوظيف السياسي لهذه المحنة الوطنية، بدا ان ثمة من لا يزال ينفخ في نار توظيفها سياسيا بقصد تصفية حسابات سياسية على رغم انطلاق مراحل التحقيق الذي حركه وزير العدل سليم جريصاتي مع السلطات القضائية المختصة. واذا كان ينتظر ان يترك الجانب المتصل بالتحقيق للمراحل التنفيذية تباعاً، فان مخاوف تصاعدت من تفاعلات حادة وساخنة ظهرت في مواكبة اعلان نتائج الفحوص المخبرية رسمياً وتحديد رئاسة الوزراء يوم غد يوم حداد رسمي ووطني على الشهداء العسكريين من شأنها ان تثير مزيداً من البلبلة والتوتر في هذا الملف.

ولعل هذا ما دفع مجلس المطارنة الموارنة الذي عقد اجتماعه الشهري أمس برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى اتخاذ موقف متقدم من هذه القضية اتسم بالتحذير من الاتجاهات الاتهامية. وبعدما أعرب المجلس عن "افتخاره بالجيش الذي برهن انه قوي وقادر ومستعد للقيام بواجبه اذا توافرت ارادة سياسية جامعة كالتي برزت في الآونة الاخيرة"، أسف للاتهامات المتبادلة وشدّد على انه "ان كان لا بد من اجراء تحقيق فينبغي تحديد الموضوع والارتيابات ولا يكتفى باطلاق الاتهامات السياسية أو التفتيش عن كبش محرقة تلقى كل المسؤوليات عليه من دون وجه حق".

أضف أن رئيس الوزراء السابق تمام سلام الذي عاد امس الى بيروت اكتفى لدى سؤاله عن اثارة الضجة حول ملابسات خطف العسكريين ابان ولاية حكومته وموقفها آنذاك بالقول "أبلغ الكلام الصمت وأقول فقط سامح الله من ابتدعوا الافتراءات وروّجوها لاغراض سياسية".

واتخذت هذه التفاعلات بعداً ساخناً ومباشراً بين أهالي الشهداء العسكريين ووزير الداخلية نهاد المشنوق بعدما أعلن الاهالي رفضهم حضور الوزير مراسم تشييع الشهداء الذي سيقام قبل ظهر غد في وزارة الدفاع باليرزة. وعزا الناطق باسم الاهالي حسين يوسف هذا الموقف عقب قيام الوفد بزيارة رئيس الوزراء سعد الحريري في السرايا الى توقيت المشنوق عملية تنظيف سجن رومية عام 2015 "الذي كان قاسياً علينا واستشهد العسكريون في تلك المرحلة وقال يومها الوزير لقد قتلوهم ونعتبرهم شهداء ونلصق صورهم على الجدران". كما ان يوسف الذي لم يخف عتب الاهالي على المدير العام للامن العام وكذلك على "حزب الله" طالب باسم الاهالي باعدام عمر وبلال ميقاتي اللذين كانا على علاقة بقتل العسكريين المخطوفين.

ورد المكتب الاعلامي للوزير المشنوق على يوسف موضحاً ان ما نسب اليه من كلام "لم يرد على لسان الوزير لا كتابة ولا شفهياً ولا هذا اسلوبه"، كما ذكر بان العملية الامنية في سجن رومية تمت بعد اعلان المجموعة الارهابية اعدام الجندي علي البزال بعدما كان الوزير أجّل تنفيذها. ولفت مكتب المشنوق الى ان التحقيقات الرسمية المبدئية التي رافقت كشف مصير العسكريين أفادت أن "امير داعش ولقبه أبو بلقيس قتل العسكريين المخطوفين قبل عامين بعدما جاء خصيصا من الرقة لتنفيذ حكم الاعدام بهم ولمنع التفاوض في شأن مصيرهم".

ولاحظت أوساط معنية بهذا الملف أن فصول قضية العسكريين تتكشف عن معطيات مختلفة لدى كل من الجهات المختصة، مبرزة ضرورة احتواء الاطار الجنائي في ما يعود الى التحقيق في مقتل العسكريين ومنع التوظيف السياسي لهذا الجانب الذي لا صلة له اطلاقاً بما يثار من حملات مفتعلة ضد السلطة السياسية السابقة أو قيادة الجيش السابقة. وافادت هذه الاوساط ان الساعات المقبلة قد تشهد بروز مواقف مهمة من هذا الملف تتعلق بما أثير من حملات على بعض الرموز في الساعات الاخيرة.

وسط هذه الاجواء سينعقد مجلس الوزراء اليوم في السرايا برئاسة الرئيس الحريري وسيكون ملف دفتر الشروط لمناقصة تلزيم انتاج الكهرباء بالبواخر المولدة للكهرباء مجدداً البند الاكثر سخونة في الجلسة. وقالت مصادر وزارية انه من المستبعد ان تثار ملفات الساعة الامنية والسياسية من مثل موقف "حزب الله" من ترحيل "داعش" أو تغريدة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي سامر السبهان المتعلقة بالحزب ولبنان لئلا تشهد الجلسة اشتباكاً سياسياً حاداً لا يبدو الافرقاء المعنيون راغبين فيه نظراً الى تأثيراته على الواقع الحكومي.

الانتخابات

في سياق آخر، حدد اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب جدول اعمال الجلسة التشريعية التي دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري في 19 و20 أيلول. وعاود بري أمس انتقاده عدم اجراء الانتخابات الفرعية مؤكداً أنه "تجاوز وانتهاك للدستور" ومترحماً عليها.

وتزامن ذلك مع اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة البحث في البطاقة الممغنطة وقانون الانتخاب برئاسة الرئيس الحريري. وشهد الاجتماع نقاشاً حاداً خصوصاً مع وزير الخارجية جبران باسيل الذي دافع عن البطاقة الممغنطة التي على أساسها تأجلت الانتخابات واعتبر ان القرار سياسي.

وتطرّق وزير "القوات" بيار ابو عاصي لموضوع البطاقة معتبراً انها ستتطلب وقتاً طويلاً ولن تنجز في الوقت المناسب ما سيحرم عدداً كبيراً من اللبنانيين حق الاقتراع. اما الوزير المشنوق فأطلع المجتمعين على وقائع غير مشجعة لجهة اصدار الهويات وفق بيانات قديمة واتفق على ان يعود الوزراء الى مراجعهم وان يتخذ القرار النهائي قبل 15 ايلول.

2017-09-07