الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /الموقف سلاح - بقلم الصحافي أحمد الغربي

الموقف سلاح - بقلم الصحافي أحمد الغربي

جريدة صيدونيانيوز.نت / الموقف سلاح - بقلم الصحافي أحمد الغربي

 

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / الموقف سلاح - بقلم الصحافي أحمد الغربي

الصحافي المستشار أحمد الغربي

في ذكرى توقيع اتفاق 17 أيار المشؤوم بين السلطة اللبنانية والعدو الإسرائيلي، والذي أسقطته لاحقاً نضالات اللبنانيين ومقاومتهم الباسلة، تعود بي الذاكرة 36 عاماً إلى الوراء، يومها كنت متوجها من صيدا المنتفضة بوجه الغزاة إلى بيروت التي احترقت ورفضت أن ترفع الأعلام البيضاء، توجهت لعقد اجتماع عمل في مؤسسة صحفية عروبية أسبوعية برفقة عميدنا الأستاذ الراحل نسيب البزري، وشقيقي الأصغر خالد الذي كان حينها لا يتجاوز عمره 14 سنة والذي انضم لاحقاً إلى الأسرة الإعلامية. رحت أحسب ألف حساب لرحلة المعاناة بين صيدا وبيروت مع انتشار حواجز قوات الاحتلال وجنوده ودباباته.. وكيف لنا أن نعبر حاجز الاحتلال الصهيوني ومعبره في خلدة في ظل ممارسة الاحتلال شتى أنواع القهر والإذلال بحق اللبنانين العابرين إلى عاصمة الوطن !!

عند وصولنا إلى جسر الدامور - الطريق القديم، حيث كان جنود العدو يقيمون حاجزاً، قام أحدهم بسؤالنا عن هوياتنا .. ومن أين نحن؟ وعن مهنتنا؟ .. أجبته أننا نعمل في مجال الصحافة اللبنانية .. فطلب مني التوقف إلى جانب الطريق لمعرفة رأينا في اتفاق 17 أيار، وكان يحمل بيده وردة بيضاء قام بتقديمها إلى الزميل البزري عربون سلام مزعوم وموهوم .. وقد رفضها البزري وقام برميها بوجه جندي الاحتلال.. وبغضب بالغ ونبرة عالية قال البزري لهذا الجندي الغاصب : " لا سلم ولا سلام ولا استسلام .. أنتم تحتلون لبنان وفلسطين.. وأنتم أعداء ومحتلون.. نرفض سلامكم".. عندها ركل الجندي السيارة بقدمه وبقوة أمرنا بالانصراف بشكل فوري.

هكذا .. جسد الزميل الراحل نسيب البزري (المعروف عنه إسرافه ومبالغته في الخوف)، نظرية أن الموقف - سلاح .. والكلمة - رصاصة.

ألف تحية إلى روح عميدنا الزميل الراحل نسيب البزري على موقفه الوطني والقومي الشجاع .. وألف تحية لكل الذين قاوموا الاحتلال بالكلمة والموقف والاعتصام والزيت المغلي والسلاح .

2019-05-18

دلالات: