الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /عينا "مصطفى سعد" تحولتا مشعل نور للثوار والمقاومين .. بقلم طلال أرقه دان

(نائب صيدا الراحل المناضل المهندس مصطفى سعد - كاتب المقال طلال أرقه دان ) صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / عينا "مصطفى سعد" تحولتا مشعل نور للثوار والمقاومين .. بقلم طلال أرقه دان

جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار صيدا / عينا "مصطفى سعد" تحولتا مشعل نور للثوار والمقاومين

 

 بقلم طلال أرقه دان

قبل أسابيع من اليوم الذي يصادف ذكرى رحيل رمز المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال مصطفى معروف سعد، استدعى جاريد كوشنر، رجل ترامب وصهره الصهيوني الهوى، العرب بجامعتهم وقبائلهم وخيباتهم إلى مملكة البحرين في احتفالية "صفقة القرن والعار" التي كادت لهزالها حضوراً وموضوعات ومواقف .. تشبه مراسم تأبين لجثة كان قد أصابها الموات السريري منذ زمن بعيد، وتأجل دفنها علها تفيق، وهو ضرب من محال، من غيبوبة طالت واستطالت بعد انهزام النظام الرسمي العربي وقبوله بالرضوخ والاستتباع للمشروع الأميركي الصهيوني .

كان عنوان المؤتمر بيع فلسطين وإسدال الستارة على قضيتها المقدسة مقابل حفنة من الدولارات سال لها لعاب بعض العرب اللاهثين وراء الفضيحة إزاءها. لقد أسقط المناضلون في فلسطين ولبنان وغيرها من الساحات العربية فضيحة القرن عند أسوار فلسطين وجنوب لبنان مؤكدين أن فلسطين ليست للبيع أو المساومة، وأن فلسطين - أبو عمار، وجورج حبش، ونايف حواتمة، وأحمد جبريل، وأحمد ياسين وقبلهم القاوقجي والحسيني والقسام، فلسطين حلم العودة وقيام الدولة الفلسطينية من النهر إلى البحر، فلسطين هذه ليست للبيع أو المقايضة أو المبادلة بكل أموال الأرض وخيراتها ومياهها وثرواتها، وأن ذرة تراب من أقاصي صحراء النقب لا يمكن المساومة عليها بكل بقاع الدنيا وجناتها.

نعم لقد سقط النظام الرسمي العربي المتداعي في البحرين حتى قبل انعقاد المؤتمر – المؤامرة .. انكشفت عوراته ورهاناته، ولم يحتج سقوطه إلى قوة عاتية لترديه، فقط مقلاع طفل فلسطيني وحجر وبعض من الإرادة الصلبة لفتية عشقوا فلسطين حتى الشهادة. 

 في هذا الزمن العربي الرديء تطل ذكرى رحيل مصطفى معروف سعد من خارج سياق هذا المسار العربي الانحداري المتهالك لتضيء على حقبة مجيدة من تاريخ العمل الوطني والقومي في لبنان، لحظة انكب أبو معروف وغيره من قادة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مهمة الرد على غزو العدو للبنان عام 1982 وذلك عبر تبني خيار العمل الشعبي العسكري المسلح وذلك بخلاف ما ذهب إليه النظام اللبناني آنذاك الذي كان قد اندفع على وقع اجتياح العدو للبنان ليوقع اتفاقية الذل والاستسلام في السابع عشر من أيار لربط لبنان بالمشروع الصهيوني.

إذن بقليل من الإمكانات، مقابل الكثير من العزم والتصميم والتضحيات والدم، وبموقف شعبي منقطع النظير من الالتفاف حول خيار المواجهة والصمود،  أجبرت المقاومة العدو على الاندحار من عاصمة العروبة بيروت في أيلول 82 ، ومن الجبل والإقليم في العام 83 ، ومن صيدا وعموم منطقتها في العام 1985 وصولا إلى التحرير الناجز عام 2000 محققة أول انتصار غير مسبوق في المواجهة الشعبية مع الاحتلال، وكان ثمن التحرير قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين، ومعها التماع عيني مصطفى سعد المطفأتين اللتين تحولتا مشعل نور يضيء طريق الثوار والمقاومين نحو فلسطين كل فلسطين.

اليوم في ذكرى رحيله السابعة عشر نستعيد سيرته قائداً وطنياً شجاعاً،  ناضل من أجل عروبة فلسطين ولبنان، فاستحال رمزاً لمقاومة جيل من الثوار والأحرار، كما ونستعيد سيرته مناضلاً ضد فساد طبقة سياسية اختلفت في ما بينها على كل شيء، لكنها اتفقت على التحاصص واقتسام مغانم السلطة على حساب الفقراء والكادحين الذين من بينهم خرج المقاومون .. فكان أن دفع الفقراء الفاتورة  مرتين ، يوم قاوموا فحرروا بإرادتهم الوطن المغتصب،  ويوم نهبوا من شذاذ الآفاق الذين استولوا على السلطة باسم الطوائف فأمعنوا في الوطن فساداً.

ستبقى يا أبا معروف شعلة في النضال .. وشراعاً يهتدي إليه الثوار والمقاومون الذين ستبقى قبلتهم فلسطين ولو كره الكارهون.

المكتب الإعلامي للتنظيم الشعبي الناصري

23 تموز 2019

2019-07-24

دلالات: