Sidonianews.net
--------
* بقلم : كامل عبدالكريم كزبر
كما جرت العادة صبيحة كل عيد توجهت الى سريرك لأقبل يديك ووجنتيك …ولكن هذة المرة خيم السكون والسكينة وغابت الارواح التي رافقتني منذ الولادة ….بحثت عن يداك فلم أجدهما ….لعلي في حلم ..أعدت الكرة ولم أجدك …ولكني أشم رائحتك ، رائحة ثيابك وعطرك …
نعم أنت حاضر معي في صباحي في صلاتي في قهوتي وعندما أغمض عيناي وعند شرودي .
لعلي فقدت صبري ولربما فقدت ايماني بمن حولي …لقد ارهقتني يا والدي فلم تترك لي شيئاً الا وتركت لي فيه اثراً يذكرني بك وبنصائحك وكلماتك وشعرك وابتسامتك وصوتك ..
من سيعوضني عنك ؟ من سيمنحني حنانك؟لمن سألجأ حين أتألم …حين أفرح …من سيسمعني حين أحلم وحين أخطأ، فالعلاقة التي جمعتنا لم تكن مجرد علاقة أب فقط ، فقد كنت الصديق الناصح وبيت سري والامان كله.
أبي….حين انشق القمر في عينيك ، انشق الجرح في قلبي وكسر ظهري فهانت امامي الدنيا الى ان تفهت.
أبي….أأخبرك سراً؟ حتى هذه اللحظة أدخل غرفتك لأطمئن عنك، حتى هذه اللحظة أنتظرك على مائدة الطعام لتقول لي " قُل باسم الله حتى نأكل"، حتى هذه اللحظة اشعر بحفيف قدميك وأنت تتوجه الى غرفتي وتفتح بابها بهدوء وتطل برأسك لتتأكد اني عدت الى البيت من سيسألني عن الجمعيات وعن احوال البلاد ؟؟….نعم ما زال الشعور يخالجني انك بجانبي هنا في مكان ما …وأنا ما زلت انتظر من الموت الاعتذار لما سببه لي من وجع وألم …ابي ليتك صمدت وصمدت أكثر لعلك انتصرت!
ابي….انت اكبر من الكلمات التي أكتبها، انت اكبر من الأبجدية وأكبر من التعبير .
أبي….انها ليست النهاية ، فالبداية انت وستبقى خالداً في قلبي لن تخرج منه إلا حين تخرج روحي لتلقاك عند رب واسع الرحمة .
أعدك أنا وإخوتي ان نكون كما كنت تحب وكما كنت تريد ، فدعاؤنا لك وللوالدة الحبيبة لن ينقطع وسنكمل رسالتك ونعمل بوصاياك .
اللهم كما رزقتني بر والديّ قبل وفاتهما ارزقني برهما بعد مماتهما .
* بقلم : كامل عبدالكريم كزبر (عضو مجلس بلدية صيدا - مدير ثانوية الإيمان - صيدا )
-----------
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار صيدا / كامل عبدالكريم كزبر : ابي رفيق دربي ..جئت لاقبل يديك في عيد الأضحى ...فلم أجدك
2021-07-20