الرئيسية / المرأة والمجتمع /رياضة /معايير مزدوجة وتمييز ضد النساء.. ملابس الرياضيات تثير جدلا فى أوليمبياد طوكيو

جريدة صيدونيانيوز.نت / معايير مزدوجة وتمييز ضد النساء.. ملابس الرياضيات تثير جدلا فى أوليمبياد طوكيو

صيدونيانيوز.نت / رياضة / 

معايير مزدوجة وتمييز ضد النساء..ملابس الرياضيات تثير جدلا فى أوليمبياد طوكيو

مع بدء فعاليات اوليمبياد طوكيو والمستمرة حتى 8 اغسطس الحالى تزايد الجدل حول المعايير المزدوجة فى التعامل مع الرياضيات, خاصة فيما يتعلق بالزى الخاص بهن.. ففى الوقت الذى تسمح فيه اللجنة الاوليمبية الدولية للرياضيين الرجال بارتداء ما يحلو لهم وتتساهل معهم الا انها تضع شروطا قاسية على ملابس الرياضيات للنساء وتقيسها بالسنتيمتر وتضع لوائح صارمة فى هذا السياق.

وتعود الأحداث الى الأسبوع الاول من الاوليمبياد عندما غرم الاتحاد الاوروبى لكرة اليد الشاطئية المنتخب النرويجى المشارك فى اوليمبياد طوكيو 1500 دولار للاعبات لعدم ارتدائهن الملابس الملائمة وإصرارهن على ارتداء شورتات طويلة مما اثار جدلا كبيرا خاصة ان القوانين تسمح لمنتخبات الرجال بارتداء سراويل ترتفع 10 سم فوق الركبة ورغم توجيه التحذير للنرويجيات الا أنهن صممن على موقفهن وسط دعم كبير من جمهور اللعبة ووسائل الإعلام واصدرت اللاعبات بيانا أكدن فيه موقفهن وحريتهن فى اختيار ما يناسبهن وتضامن معهن عدد من المشاهير واصدروا بيانات مؤيدة لهن حتى إن أسطورة البوب الأمريكية «بينك» عرضت تسديد غراماتهن وطالبت بمعاقبة المسئولين فى الاتحاد الاوروبى وتغيير اللوائح وتدخل اتحاد كرة اليد فى النرويج واعلن مساندته لفريقه وتسديد غراماتهن. وصبت مزيدا من الزيت على نار الجدل البطلة الاوليمبية الانجليزية اوليفيا برين والحاصلة على ميدالتيين اوليمبيتين سابقتين التى قالت انه جرى التنبيه عليها من اتحاد اللعبة فى بريطانيا بارتداء الملابس الطويلة قبل المشاركة فى الاوليمبياد وتساءلت عن مدى التدقيق الذى يفرض على الرجال بشأن ملابسهم كما جرى توبيخها وانذارها اكثر من مرة فى بطولات اخرى سابقة وهو ما اعتبرته تمييزا واضحا ضد اللاعبات وقالت إنها لن تخضع لهذه الشروط وليكن ما يكون.

وتصاعد الجدل أكثر عندما أصرت سيدات الفريق الالمانى للجمباز على ارتداء الملابس الكاملة قبل مشاركتهن الاوليمبية واصدرت اللاعبات بيانا اكدن فيه تمسكهن بموقفهن وتحدى اللوائح وتوجيه رسالة بتعزيز حرية الاختيار وتشجيع السيدات على ارتداء ما يشعرهن بالراحة وقالت سارة فوس بطلة الفريق إنها وزميلاتها تناقشن كثيرا قبل البطولة ثم صدر قرارهن بالاجماع واخترن الزى الكامل المكون من اللونين الأبيض والأحمر بأنفسهن وارتدته اللاعبات حتى اثناء التدريبات وانضمت لاعبات الكرة الشاطئية النرويجيات الى زميلاتهن الالمانيات وأعربن عن تأييدهن الكامل لهن وتحدى الشروط الموضوعة فى الوقت الذى يرتدى فيه لاعبو الجمباز ملابس كاملة يفرض على النساء ارتداء الملابس المكشوفة.

موقف الفريق الالمانى والنرويجى اثار رد فعل كبير فى الولايات المتحدة التى ما زالت تفرض نفس الشروط فى الوقت الذى واجه فى الاتحاد العام للجمباز فضيحة كبيرة فى 2018 بعد ادانة طبيب الفريق لارى نصار بالتحرش بمئات اللاعبات والحكم عليه بالسجن 176 عاما

وازدادت الاجواء سخونة بعد قرار اللجنة الاوليمبية والاتحاد الدولى للسباحة بمنع البونيهات المخصصة لذوات الشعور الإفريقية والمصممة كى تغطى الشعر المجعد والمجدل «الراستا» بحجة انها لا تتماشى مع شكل الرأس الطبيعى مما ادى الى قيام عدد من السباحات بزعامة السباحة البريطانية اليس ديرنيج بتقديم شكوى للجنة الاوليمبية لاحتواء مياه المسابح على مواد التبييض التى تؤذى شعورهن وتتسبب فى جفاف الشعر وتساقطه واعلنت ديرنيج فيما بعد أن اللجنة وعدت بالنظر فى الشكوى لكن من غير المتوقع ان تغير موقفها فى اثناء البطولة .

لم تتوقف قرارات اللجنة التى اعتبرتها الصحافة العالمية تمييزا ضد النساء عند حد الملابس بل امتدت الى تمييز من نوع اخر عندما منعت عداءتين من ناميبيا من المشاركة فى سباق 400 متر لارتفاع نسبة هرمون التيستترون الطبيعى فى اجسامهن فى الوقت الذى تسمح فيه للرياضيين المتحولين جنسيا بالمشاركة فى العاب السيدات وقالت اللجنة إن العدائتين لم تستوفيا شروط العاب القوى المصنفة للاناث بل تمادت وطلبت منهما تناول الهرمونات التى تخفض الهرمونات وهو ما رفضته اللاعبتان.

بعد هذا الجدل الكبير ردت اللجنة الاوليمبية بانها ليست المسئولة عن وضع قواعد الزى للرياضات سواء للرجال او السيدات لكن الامر متروك للاتحادات الدولية لكل لعبة وقامت اللجنة الاوليمبية الدولية بنشر الميثاق الخاص الذى ينص على ان الاتحادات الدولية هى المنوط بها وضع قواعد اللعبة وتحديد ازياء اللاعبين لكن المشكلة كما ذكرت قناة فرنسا 24 فى تقرير اخبارى لها ان الاتحادات الدولية لا تضع شروط الزى علانية ولكن يبقى الامر غامضا وغير محدد وقالت هيلين جيفرسون لينسكيج الاستاذة بجامعة تورنتو ومؤلفة كتاب «الألعاب الاوليمبية: منهج حاسم» إنها ترى تمييزا واضحا ضد النساء خاصة وان اغلب الاتحادات الرياضية يديرها رجال وبعض الرياضات الجمالية مثل الجمباز والكرة الشاطئية تعتمد على معايير ذكورية للجاذبية دون الأخذ فى الاعتبار بتطلبات النساء او رؤيتهن.

وقالت جانيس فورسيث المديرة السابقة للمركز الدولى للدراسات الأوليمبية فى أونتاريو فى جامعة ويسترن إن العديد من القواعد موضوعة لاسباب ومحاولة اغراء جمهور الرجال للإقبال على مشاهدة اللعبة وبالتالى جعلها اكثر ربحا وطالبت الاتحادات الدولية بسرعة تغيير اللوائح الموضوعة لملابس النساء وتقريرها بما يناسب اللاعبات.

 

 

2021-08-24

دلالات: