الرئيسية / العالم العربي /أخبار عربية /غضب جزائري من تصريحات "لا مسؤولة" لماكرون....العلاقات الفرنسيّة - الجزائريّة تتدهور...الجزائر ترفع مستوى التحدّي "ديبلوماسياً وملاحياً"

حظْر تحليق الطائرات العسكريّة الفرنسيّة في أجواء الجزائر يأتي في مرحلة بالغة الحساسيّة بالنسبة إلى باريس (أ ف ب - نداء الوطن ) صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / غضب جزائري من تصريحات "لا مسؤولة" لماكرون....العلاقات الفرنسيّة - الجزائريّة تتدهور...الجزائر ترفع مستوى التحدّي "ديبلوماسياً وملاحياً"

Sidonianews.net

-----------
في آخر فصول تدهور العلاقات بين الجزائر وباريس، أعربت الجزائر مجدّداً بالأمس عن غضبها حيال ما اعتبرته "تصريحات لامسؤولة" أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقرّرت حظر عبور الطائرات العسكرية الفرنسية المتّجهة إلى منطقة الساحل والصحراء في أجوائها، وذلك غداة استدعائها سفيرها لدى فرنسا للتشاور.

وقال الناطق باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية الكولونيل باسكال إياني في تصريح لوكالة "فرانس برس": "لدى تقديم مخطّطات لرحلتَيْ طائرتَيْن هذا الصباح (أمس)، علمنا أن الجزائريين سيُغلقون المجال الجوّي فوق أراضيهم أمام الطائرات العسكرية الفرنسية"، موضحاً أن هيئة الأركان العامة لم تتلقَّ أي إخطار رسمي بهذا القرار.

وبينما تستخدم فرنسا عادةً المجال الجوّي الجزائري لدخول ومغادرة منطقة الساحل، حيث تنتشر قوّاتها في إطار عملية برخان، شدّد إياني على محدودية تأثير هذه الخطوة على تدفق الدعم، مشيراً إلى أنّه سيتعيّن على الطائرات أن "تُعدّل مخطّطات تحليقها"، مؤكداً أن ذلك "لن يؤثر على العمليات أو المهام الإستخباراتية" التي تقوم بها فرنسا في منطقة الساحل.

وفي هذا الصدد، أكد المتحدّث العسكري أن الطلعات الفرنسية الاستطلاعية في منطقة الساحل، والتي عادةً ما تُنفّذ بواسطة طائرات مسيّرة من نوع "ريبر"، لن تتأثر، بما أن هذه الطائرات تنطلق من نيامي في النيجر ولا تُحلّق في أجواء الجزائر.

ويأتي حظر تحليق الطائرات العسكرية الفرنسية في أجواء الجزائر في مرحلة بالغة الحساسية بالنسبة إلى هيئة الأركان العامة الفرنسية التي تجري منذ أسابيع إعادة تنظيم لقوّاتها في منطقة الساحل والصحراء، خصوصاً في شمال مالي عند الحدود مع الجزائر.

وشهدت العلاقات الفرنسية - الجزائرية توتراً كبيراً مع قرب موعد الذكرى السنوية الستين لنهاية حرب الجزائر واستقلال البلاد، إذ أثارت تصريحات نُسبت إلى الرئيس الفرنسي في صحيفة "لوموند" السبت نشرتها وسائل إعلام جزائرية ولم تنفها الرئاسة الفرنسية، غضب الجزائر.

واعتبر ماكرون في تصريحاته أن الجزائر قامت بعد استقلالها العام 1962 على "إرث من الماضي" حافظ عليه "النظام السياسي - العسكري". وبحسب "لوموند"، جاءت تصريحات ماكرون خلال اجتماع عقده الخميس مع شباب من أحفاد أشخاص شاركوا في حرب استقلال الجزائر (1954-1962).

وتحدّث ماكرون، بحسب الصحيفة، عن "تاريخ رسمي أُعيدت كتابته بالكامل ولا يستند إلى حقائق" بل إلى "خطاب يقوم على كراهية فرنسا"، مشيراً إلى أن "الحوار جيّد مع الرئيس (الجزائري عبد المجيد) تبون". لكنّه أضاف: "أرى أنه عالق في نظام صعب جدّاً". وتابع: "من الواضح أن النظام الجزائري مُنهك. الحراك في 2019 أضعفه".

وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان أصدرته السبت أنه "على خلفية التصريحات غير المكذّبة لعدد من المصادر الفرنسية والمنسوبة للرئيس الفرنسي، ترفض الجزائر رفضاً قاطعاً أي تدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما جاء في تلك التصريحات". وأضاف البيان: "أمام هذه التصريحات اللامسؤولة قرّر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الاستدعاء الفوري لسفير الجزائر في فرنسا للتشاور".

وكانت الخارجية الجزائرية قد استدعت الأربعاء السفير الفرنسي لديها فرنسوا غوييت لإبلاغه "احتجاجاً رسميّاً"، إثر قرار باريس خفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين الراغبين بالسفر إلى فرنسا بمقدار النصف، بينما أكدت فرنسا أن القرار جاء نتيجة فشل الجزائر والمغرب وتونس في القيام بما يلزم للسماح بإعادة المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في فرنسا.

وفي هذا الإطار، قال ماكرون متوجّهاً إلى محاوريه الشباب إن تقليص منح التأشيرات "لن يكون له أي تأثير" على الطلاب وأوساط الأعمال، موضحاً أن الفكرة هي "مضايقة الأشخاص الموجودين في الوسط الحاكم" الذين "اعتادوا التقدّم للحصول على تأشيرات بسهولة".

وفي تصريحات ماكرون فقرة أثارت اهتمام وسائل الإعلام، إذ تساءل الرئيس الفرنسي: "هل كانت هناك أمّة جزائريّة قبل الإستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال"، مذكّراً بوجود "استعمار سابق" للإستعمار الفرنسي، قبل أن يُشير إلى أنه "معجب بقدرة تركيا على محو ذكرى الدور الذي لعبته في الجزائر والهيمنة التي مارستها"، في إشارة إلى الإمبراطورية العثمانية.

وأثارت تصريحات ماكرون عاصفة أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث ربطها كثيرون بالحملة الرئاسية المحتدمة في فرنسا ومحاولة الرئيس الفرنسي سحب البساط من تحت قدمَيْ إريك زمور، الصحافي الذي يطرح أفكاراً أقرب إلى اليمين المتطرّف ويؤكد تصميمه على الترشّح للإنتخابات.

---------

جريدة صيدونيانيوز.نت

غضب جزائري من تصريحات "لا مسؤولة" لماكرون....العلاقات الفرنسيّة - الجزائريّة تتدهور...الجزائر ترفع مستوى التحدّي "ديبلوماسياً وملاحياً"

2021-10-04

دلالات: