الرئيسية / أخبار لبنان /شؤون إعلامية وصحافية /نظرة في الصحافة السياسية المتخصصة... بقلم: الشريف علي صبح

الشريف علي صبح ( صيدونيانيوز.نت )

جريدة صيدونيانيوز.نت / نظرة في الصحافة السياسية المتخصصة... بقلم: الشريف علي صبح

Sidonianews.net

----------

 

نظرة في الصحافة السياسية المتخصصة 
بقلم الشريف علي صبح 
الصحافة بمفهومها العام تحمل سمة الحرية في تسيد حدث او خبر ما بمطلق تطبيق الدور الاعلامي الواقع على عاتق الصحفي و يمكن تبسيطها بركن اساسي و وظائف اصطلح عليها الاعلام الجماهيري و الكيان الصحفي على انها من ابرز سمات العمل الصحفي و الصحافة و كان منها -الإخبار- و هو نقل المعلومات و إيصالها للجمهور . و من خلالها صار للصحافة و الصحفيين دور في صناعة القرار و خلق رأي عام ، فصارت الصحافة سلطة رابعة لما تحويه من قوة في التأثير و معرفة توجهات الجمهور و صناعة قرار الرأي الجماهيري.
و بما أن السياسة أو علم السلطة يهتم بكل التفاصيل التي تضمن تحقيق القوة و السلطة دخلت السياسة المجال الصحفي عبر الصحفيين مع لحاظ المادة الصحفية المتخصصة التي يتناولها كل صحفي و بطبيعة الحال يكون للسياسة نصيب وافر منها كونها مادة دسمة في مجال اهتمام الجمهور و شريحة الجمهور المتخصص لقراءة التطورات في السياسة فأصبح لدينا أشبه ما يكون بباحث علمي في مجال السياسة حصرا مع عدم تجاوز الأداء الصحفي المعتاد في تقديم الأحداث و صياغة الاخبار و كشف الجديد لكنه أصبح أكثر  عمقا من خلال التحليل و كشف الأبعاد و الخلفيات الفنية الدقيقة على أسس علمية و منطقية و كان هذا منطلق الصحافة السياسية المتخصصة .
فما بين الرابط المهني الصحفي العام و السياسي الخاص و دور الصحافة في سير التفاعلات السياسية في المجتمع ، كان سلاح الساسة الاساس و الوحيد في ضمان الوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور هم الصحفيون فنشأت علاقة بين السياسي و الصحفي ، إذ أن العمل الصحفي هو دور يأخذ طابع النيابة عن الرأي العام ليعكس رأيهم للساسة فيبقون ضمن خط تأدية واجباتهم تجاه جمهورهم ، فكان دخول الصحفي الساحة السياسية على حد تعبيرهم يعوقه عن ممارسة دورة بموضوعية و استقلال و خلطوا بمفهوم الصحفي الصديق الذي يكون إمعة للسياسي و يتبنى موقفه بعيدا عن الأدلة و غالبا ‏يلحظ الرأي العام مثل هكذا نماذج لذا تصدر هكذا اراء ضد عمل الصحفي في السياسة حيث يخلطون كذلك بين الولاء السياسي والعمل الصحفي والذي بينهما فرق شاسع بل ربما ينعدم وجود صحفي دون توجه سياسي أو انتماء لايديولوجيا سياسية معينة لكن عمله الصحفي مجال آخر لا يكون ضمن هذه الدوامة فيمكن للصحفي اذا ما كان متصديا لدخول مجال تفعيل حقوقه المدنية و حق الديمقراطية السياسية أن يفصل موقفه السياسي في عمله الصحفي مع صعوبة ذلك و لكن أصل الفكرة هو أن العمل السياسي ليس مبررا لحرمان الصحفي من دوره فيمكنه تبني خط سياسة ما و تقديم محتوى صحفي موضوعي و شفاف ، و إن كان لن يقدم شيئا ضد انتماءه لكن ذلك لا يحرمه من دوره الصحفي لكنما تفرض عليه مهنيته عدم السكوت و الا وقع في التقصير .
نموذج الصحفي الحقيقي نادر الوجود بشكله العملي خصوصا في مجتمع تحيطه كل مقومات دخول العجلة السياسية لذا من الافضل تبني رؤية الصحفي الذي يفصل بين الولاء السياسي و دوره الصحفي و لو وقع في التقصير في جانب ما يتصل بانتماءه فبذلك يكون قد قيد نفسه و فرض على نفسه الوقوع في التقصير ، هذا كله في حال عدم وجود صحفي حقيقي اما مع وجوده فليس لمثل هكذا مكان في التفضيل بينهما .

----------

جريدة صيدونيانيوز.نت

نظرة في الصحافة السياسية المتخصصة : بقلم الشريف علي صبح 

2021-10-14

دلالات: