الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /رسالة الأوكرانيين للعالم: سنُقاتل حتى النهاية!

جريدة صيدونيانيوز.نت / رسالة الأوكرانيين للعالم: سنُقاتل حتى النهاية!

 

Sidonianews.net

-----------------

 

نداء الوطن

صمود الأوكرانيين في وجه الآلة العسكريّة الروسيّة بات مضرب مثل للعالم أجمع. لم يكن سهلاً خيار المقاومة أمام "قوّة قاريّة" كبيرة كروسيا، لكنّه كان ضروريّاً في حسابات التاريخ والجغرافيا للمجتمع الأوكراني، الرافض بشكل كامل العودة إلى أحضان روسيا، حيث ذكريات زمن الاتحاد السوفياتي الأليمة كفيلة وحدها بجعل الأوكرانيين ينتفضون لسيادتهم وحرّيتهم واستقلالهم. هذا الخيار الصعب أعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التأكيد عليه بشكل واضح وصريح أمام البرلمان البريطاني أمس، قائلاً بالفم الملآن: "سنُقاتل حتى النهاية، بحراً وجوّاً. سنُواصل القتال من أجل أرضنا مهما كلّف الأمر، في الغابات، في الحقول، على الشواطئ، في الشوارع..."!

 

وخلال مداخلة غير مسبوقة لأوّل مسؤول أجنبي يتوجّه إلى البرلمان البريطاني عبر الفيديو بهدف الحصول على مزيد من الدعم لبلاده، تحدّث زيلينسكي بلغة الطرف الثابت على موقفه من دون أي تردّد في قرار مواجهة العدوان الروسي، وسط تصفيق حار من قبل النواب البريطانيين، لافتاً إلى أنّه منذ اليوم الأوّل من الغزو "لم نَنَم. قاتلنا من أجل بلدنا، من خلال جيشنا"، فيما شبّه مراقبون خطابه بخطاب رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل أمام مجلس العموم البريطاني في حزيران 1940 بعد أن أُرغمت القوات البريطانية على الإنسحاب من فرنسا في مواجهة هجوم نازي ألماني ساحق.

 

وفي أقسى إجراء اتّخذته الإدارة الأميركية حتى الآن لمعاقبة موسكو على غزوها أوكرانيا، أعلن الرئيس جو بايدن حظراً على واردات النفط من روسيا، قائلاً في خطاب ألقاه من البيت الأبيض: "سنحظر كافة واردات النفط والغاز والطاقة. هذا يعني أن النفط الروسي لن يكون مقبولاً بعد الآن في موانئ الولايات المتحدة وسيُوجّه الشعب الأميركي ضربة أخرى قوية لبوتين". وأوضح أن قرار الحظر اتُخذ "بتنسيق وثيق" مع حلفاء واشنطن، مؤكداً أنّه "لن نُساهم بدعم حرب بوتين". كما رأى أن روسيا ستكون عاجزة عن السيطرة على أوكرانيا برمّتها، معتبراً أن بوتين "لن يُحقق النصر أبداً" في هذه الحرب.

 

وفي سياق متّصل، أعلن وزير الأعمال والطاقة البريطاني كواسي كوارتنغ أن المملكة المتحدة ستوقف واردات النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية بحلول نهاية العام 2022، في وقت أعلنت فيه شركة "شل" البريطانية العملاقة للنفط نيّتها الانسحاب من مشاريع النفط والغاز الروسية "تدريجاً، تماشياً مع التوجيهات الجديدة للحكومة" البريطانية. بالتوازي، قدّمت بروكسل حلولاً للتخفيف من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة وخفض واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي بمقدار الثلثَيْن هذا العام وجعل الاتحاد لا يعتمد على المحروقات الروسية قبل العام 2030، وذلك قبل القمة في فرساي (فرنسا) يومَيْ الخميس والجمعة لمناقشة خريطة الطريق.

 

وبينما يُحاول آلاف الأوكرانيين مغادرة مدنهم التي تتعرّض للقصف أو المحاصرة من قِبل القوات الروسية، وفيما تخطّى عدد اللاجئين الذين فرّوا من البلاد منذ بدء الغزو المليونَيْن، أعلن الجيش الروسي وقفاً لإطلاق النار لإجلاء المدنيين اعتباراً من السابعة بتوقيت غرينتش من صباح اليوم. وأُقيمت صباح الثلثاء أولى ممرّات إجلاء المدنيين، خصوصاً في سومي في شمال شرق أوكرانيا، التي غادرها موكبان خلال النهار، بينما قُتِلَ فيها 21 شخصاً على الأقلّ بينهم طفلان بغارة جوّية روسية. وتواصلت عمليات الإجلاء أيضاً في منطقة كييف. لكن في مدن أخرى مثل بوتشا في الشمال وماريوبول في الجنوب، ما زال المدنيون عالقين.

 

ودارت معارك ضارية في مدينة إيزيوم (شرق)، لكن القوات الروسية تراجعت بعد صدّها، بحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية التي أوضحت أن القوات الروسية "نشرت الرعب في المدينة حيث قصفت المباني السكنية والبنى التحتية المدنية"، فيما كشفت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجنرال الروسي فيتالي غيراسيموف قُتِلَ قرب خاركوف. وكشف مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون أن رتلاً روسيّاً جديداً يتقدّم نحو كييف من شمال شرق العاصمة، مشيراً إلى أن الرتل الرئيسي لقوات موسكو الآتي من الشمال متوقف منذ عدّة أيام.

 

ولفت المسؤول الأميركي أيضاً إلى أن القوات الروسية تُحاول تطويق كييف والضغط عليها للإستسلام، متحدّثاً عن خسارة موسكو 5 في المئة من قوّتها حتى الآن. كما أورد معلومات تُفيد باندلاع "حرب شوارع" داخل كييف لكن "بشكل معزول"، وقال: "نعتبر أنهم خصوصاً عناصر استكشاف"، والهدف من ذلك "زرع الخوف والارباك ومحاولة تمهيد الأرض لما سيجري". وكان لافتاً بالأمس إعلان بولندا استعدادها لوضع مقاتلاتها من طراز "ميغ 29" "فوراً ومجاناً" بتصرّف الولايات المتحدة ونقلها إلى قاعدة رامشتاين في ألمانيا، تمهيداً لتسليمها إلى أوكرانيا.

 

وخلال جلسة استماع في الكونغرس حول تقييم المخاطر العالمية للنزاع المندلع في أوكرانيا، قدّر مدير وكالة استخبارات الدفاع الأميركية اللفتنانت جنرال سكوت بيرييه أن "2000 إلى 4000" جندي روسي قُتِلوا في أوكرانيا منذ بدء الغزو، فيما اعتبر مدير وكالة الإستخبارات المركزية وليام بيرنز أن الغزو الروسي كان نتيجة "قناعة شخصية عميقة" لدى بوتين الذي "أضمر لسنوات عدّة مزيجاً متفجّراً من الشعور بالظلم والطموح"، معرباً عن اعتقاده بأن الرئيس الصيني شي جينبينغ يشعر بـ"بعدم ارتياح" إزاء الصعوبات التي تُواجهها روسيا في غزوها أوكرانيا وإزاء ما نجم عن الحرب من تقارب بين الولايات المتحدة وأوروبا.

 

وفي المقابل، دعا الرئيس الصيني إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، واصفاً الحرب بأنها "مقلقة للغاية"، وذلك خلال قمة بالفيديو مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز. وأكد شي أنه يُريد "أن يُحافظ الجانبان على زخم المفاوضات والتغلّب على الصعوبات ومواصلة المحادثات من أجل تحقيق نتائج... ومنع حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق"، في وقت كشف فيه المسؤول الثاني في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن البابا فرنسيس مستعدّ "للقيام بكلّ شيء" من أجل السلام في أوكرانيا.

 

وفي الغضون، فتحت النيابة العامة الفدرالية في ألمانيا تحقيقاً في "جرائم حرب" مفترضة ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا، وسط سخط دولي إزاء استهداف مدنيين وبنى تحتية حساسة. وقال وزير العدل ماركو بوشمان: "سنجمع كافة الأدلّة على جرائم حرب ونؤمّن حمايتها"، مشيراً إلى أن مكتب المدّعي العام الفدرالي في كارلسروه فتح ما أطلق عليه تحقيقاً هيكليّاً، لبدء جمع أدلّة.

------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / رسالة الأوكرانيين للعالم: سنُقاتل حتى النهاية!

 

2022-03-09

دلالات: