الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /تدمير ممنهج للمدن الأوكرانية... وواشنطن تتوعّد موسكو وتُحذّر بكين

جريدة صيدونيانيوز.نت / تدمير ممنهج للمدن الأوكرانية... وواشنطن تتوعّد موسكو وتُحذّر بكين

 

Sidonianews.net

---------------

 

وكالات / نداء الوطن

ما زالت "آلة القتل" الروسيّة تفتك بأرواح المدنيين العزّل في المدن الأوكرانية المحاصرة، حيث تضيق الأحوال بالسكّان مع استمرار الجيش الروسي باستهداف البنى التحتية الأساسية والمرافق الصحية والتعليمية والثقافية... كان آخرها قصف مدفعي استهدف بلدة ميريفا في منطقة خاركوف الصامدة، دمّر مدرسة ومركزاً ثقافيّاً، وأدّى إلى مقتل 21 شخصاً وجرح 25 آخرين، بينهم 10 في حال خطرة، فضلاً عن استهداف محطّة قطار ومتاجر وصيدليات وغيرها من المباني المدنية في وسط بلدة كوزاشا لوبان، حيث قُتِلَ 6 أشخاص جرّاء هذه الهجمات التي استُخدمت فيها القنابل العنقودية.

 

وفي السياق ذاته، ما زالت الأنظار شاخصة إلى ماريوبول، حيث اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سلاح الجو الروسي بأنه تعمّد قصف مسرح لجأ إليه مئات السكان، معتبراً أنّه "يجب على العالم أن يعترف أخيراً بأن روسيا أصبحت دولة إرهابية"، فيما أكدت بلدية ماريوبول التي سبق أن أعلنت أن "أكثر من 1000" شخص كانوا في ملجأ تحت المسرح، أنها لا تزال تجهل حصيلة ضحايا الضربة التي دمّرت جزءاً كبيراً من المبنى، وسط مخاوف من حصول "مجزرة". كما حذّرت البلدية من أن الوضع حرج مع قصف روسي متواصل ودمار هائل، مشيرةً إلى أن "التقديرات الأولية تُفيد بأنّ 80 في المئة من مساكن المدينة دُمّرت".

 

ووسط مشاهد الدمار والخراب ورائحة الموت التي تفوح من المدن الأوكرانية، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الهجمات الروسية ضدّ مدنيين في أوكرانيا تُشكّل "جرائم حرب"، موضحاً أن الإجراءات القانونية للتوصّل إلى مثل هذا الإتهام الرسمي لا تزال جارية، فيما اتّهم موسكو بعدم بذل "جهد كبير" على الصعيد الديبلوماسي لإيقاف الحرب. وعشية مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ، شدّد بلينكن نبرته بشكل ملحوظ تجاه بكين.

 

وفي هذا الصدد، عبّر بلينكن عن قلق بلاده حيال واقع أن الصينيين "يُفكّرون في مساعدة روسيا مباشرةً بمعدّات عسكرية ستُستخدم في أوكرانيا"، وقال: "سيتحدّث الرئيس بايدن مع الرئيس شي... وسيقول له بشكل واضح أن الصين ستتحمّل مسؤولية أي خطوة تهدف إلى دعم الهجوم الروسي، ولن نتردّد في فرض عقوبات مكلفة عليه"، مجدّداً التأكيد على أن لدى الصين "مسؤولية لاستخدام نفوذها لدى الرئيس بوتين والتمسّك بالقواعد والمبادئ الدولية التي تقول إنّها تدعمها".

 

وفي غضون ذلك، أدّت صواريخ روسية إلى إغراق سفينة تجارية ترفع علم بنما في البحر الأسود وإلحاق أضرار بسفينتَيْن أخريَيْن، بحسب ما أعلن مسؤول الإدارة البحرية في بنما نورييل أراوز، موضحاً أن طواقم السفن الثلاث سالمون. وقال أراوز للصحافيين: "نعلم أن ثلاث سفن (ترفع علم بنما) كانت ضحية هجمات صاروخية روسية"، مشيراً إلى أن إحدى هذه السفن "غرقت واثنتَيْن ما زالتا تطوفان، لكن لحقت بهما أضرار مادية". كما استنكر منع البحرية الروسية 200 إلى 300 سفينة من دول مختلفة من مغادرة البحر الأسود.

 

وبعدما وصف بايدن الرئيس الروسي بأنّه "مجرم حرب"، دعا وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رزنيكوف الاتحاد الأوروبي إلى اعتبار بوتين "مجرم حرب"، وحضّ الأوروبّيين على تكثيف شحنات الأسلحة لمساعدة كييف على التصدّي للقوات الروسية الغازية. وقال الوزير الأوكراني أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي: "ليست مجرّد حرب. إنّه إرهاب دولة. الجيش النظامي للمعتدي يعمد عن قصد إلى إبادة المدنيين"، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى تشديد العقوبات ضدّ موسكو والضغط على الشركات التي لم تتوقف عن القيام بأعمال تجارية في البلاد. وفي وقت لاحق، دان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "الإنتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي" و"جرائم الحرب" التي ترتكبها روسيا، متوعّداً المسؤولين عنها بالمحاسبة.

 

وفي المقابل، توجّه "قيصر الكرملين" باحتقار وفوقيّة إلى الروس المعارضين للحرب التي يشنّها ضدّ أوكرانيا، داعياً خلال خطاب مفعم بالغضب الناتج عن التعثّر الميداني الذي يواجهه جيشه إلى ما أسماه "التطهير الطبيعي" لمَن وصفهم بـ"الحثالة والخونة" داخل روسيا. وقال بلغة مشبّعة بالحقد إنّ "كلّ شعب خصوصاً الشعب الروسي سيكون قادراً دائماً على التعرّف إلى الحثالة والخونة ولفظهم، تماماً كما تلفظ ذبابة دخلت إلى الفم!"، فيما كرّر الكرملين في وقت لاحق نفس الكلام، بحيث اعتبر أن النزاع في أوكرانيا يسمح بكشف "الخونة" في روسيا و"تطهير" البلاد.

 

وبينما أبدت سلوفاكيا استعدادها لتزويد أوكرانيا أنظمة دفاع جوي من طراز "أس 300" روسية الصنع، ولكن بشرط الحصول على بديل لتجنّب تقويض أمن "حلف شمال الأطلسي"، كشف وزير الدفاع البريطاني بن والاس خلال زيارة إلى وارسو أن بريطانيا ستنشر نظامها الصاروخي "سكاي سايبر" في بولندا في الوقت الذي يتحرّك فيه "الأطلسي" لتعزيز الأمن في جناحه الشرقي، في حين فرضت كندا عقوبات جديدة على 22 مسؤولاً كبيراً في وزارة الدفاع البيلاروسية لأنّهم سمحوا بأن تُصبح البلاد "منطلقاً للاجتياح الروسي" لأوكرانيا، فضلاً عن تعليق مجلس أوروبا كلّ علاقاته مع بيلاروسيا.

----------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / تدمير ممنهج للمدن الأوكرانية... وواشنطن تتوعّد موسكو وتُحذّر بكين

2022-03-18

دلالات: