الرئيسية / أخبار العالم /أخبار العالم /مذبحة بوتشا في أوكرانيا توقظ الضمير العالمي...روسيا متّهمة بارتكاب "إبادة جماعية" ودعوات للتحقيق والمحاسبة

دبابة روسية مدمرة - السلطات الأوكرانيّة تسحب جثث المدنيين من شوارع بوتشا أمس (أ ف ب - نداء الوطن ) صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / مذبحة بوتشا في أوكرانيا توقظ الضمير العالمي...روسيا متّهمة بارتكاب "إبادة جماعية" ودعوات للتحقيق والمحاسبة

 

Sidonianews.net

-------------
نداء الوطن
تصدّرت "بوتشا الشهيدة" بالأمس مشهد بشاعة حرب موسكو ضدّ أوكرانيا وشناعتها على "مذبح" الرأي العام الدولي. لقد "نحرت" القوّات الروسيّة البلدة المسالمة الواقعة قرب كييف من الوريد إلى الوريد، متسبّبةً بأحد أسوأ الانتهاكات التي ظهرت حتّى اللحظة في سلسلة باتت طويلة من التجاوزات التي ترقى إلى "جرائم حرب" و"جرائم ضدّ الإنسانية". إنّ صور ضحايا عشرات المدنيين الممدّدين في أرجاء شوارع بوتشا مكبّلي الأيدي والذين يبدو أنّهم قُتِلوا رمياً بالرصاص أو حتّى ذبحاً بأسلحة بيضاء، هزّت البشريّة لهول المأساة وأيقظت الضمير العالمي في وجه وحشيّة آلة القتل الروسيّة التي تُمعن في ذبح أوكرانيا، غير آبهة بحصار ولا بعقوبات ولا بمحاسبة، ومتسلّحة بحق النقض في مجلس الأمن الدولي وبرؤوس نوويّة جعلت "الرؤوس الحامية" لا تضرب حساباً لكرامة إنسانية.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما حصل خلال مقابلة من على منبر قناة "سي بي أس" الأميركية بـ"إبادة جماعية"، محذّراً من أن "هذا يحدث في أوروبا في القرن الحادي والعشرين"، فيما دعا في وقت لاحق المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى زيارة بوتشا لمعرفة ما أدّت إليه سياسة التنازلات لروسيا، في حين اعتبر مكتب حقوق الإنسان الأممي أن العثور على "مقابر جماعية" في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية منها، يُثير تساؤلات جدّية عن "جرائم حرب محتملة" و"انتهاكات خطرة للقانون الدولي الإنساني"، مؤكداً أهمّية الاحتفاظ بكلّ الأدلّة. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته العميقة لصور المدنيين القتلى في بوتشا"، معتبراً أنّه "لا بدّ من تحقيق مستقلّ يُتيح محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة".

وكشفت النائبة العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا العثور على جثث تعود إلى 410 مدنيين في أراض في منطقة كييف استعادتها القوات الأوكرانية أخيراً من القوات الروسية، مشيرةً إلى أن خبراء الطب الشرعي عاينوا حتّى الآن 140 من هذه الجثث. وإذ اعتبرت أنّ هناك بلا ريب جثثاً أخرى كثيرة لم تُنقل بعد لفحصها، أوضحت أنه يجري في الوقت نفسه البحث عن شهود بين السكان المحلّيين ويتمّ توثيق أدلّة بالصور والفيديو، فيما ذكرت السلطات الأوكرانية أن جثث نحو 300 شخص دفنت في "مقابر جماعية" في بوتشا وحدها شمال غرب كييف، متّهمةً الجيش الروسي بارتكاب مجزرة في البلدة وفظائع في المناطق "المحرّرة من الغزاة"، بينما نفى الجيش الروسي قتل مدنيين في بوتشا واتهم أوكرانيا بـ"فبركة الصور".

وتوالت ردود الفعل الغاضبة للمجزرة، إذ عبّرت الولايات المتحدة و"حلف شمال الأطلسي" عن صدمة إزاء ظهور أدلّة جديدة على قتل مدنيين في أوكرانيا، وحذّرا من أن تراجع القوات الروسية من محيط كييف قد لا يكون إشارة إلى انسحاب تام أو إنهاء للعنف في البلاد. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لقناة "سي أن أن": "لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة"، مضيفاً: "هذا هو واقع ما يحصل كلّ يوم إذا استمرّت وحشية روسيا ضدّ أوكرانيا". كما حذّر بلينكن خلال مقابلة أخرى على قناة "أن بي سي" من أنه "لا يزال لديهم (الروس) القدرة على نشر الموت والدمار على نطاق واسع، بما في ذلك في أماكن مثل كييف، بضربات جوية وصواريخ".

وفي السياق، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن بلينكن سيُشارك شخصيّاً الأربعاء والخميس في بروكسل في الاجتماعات الوزارية للناتو و"مجموعة السبع" لبحث "الجهود المشتركة لمحاسبة الرئيس بوتين" و"تقديم الدعم إلى أوكرانيا"، في وقت وصف فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "الهجمات الدنيئة" لروسيا على مدنيين في إربين وبوتشا بأنها "جرائم حرب"، واعداً بتشديد العقوبات على موسكو، في حين طالب المستشار الألماني أولاف شولتز بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، معتبراً أن "الجرائم بحق المدنيين هي جرائم حرب". كما استنكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الصور "التي لا تُحتمل" من بوتشا، حيث عُثِرَ على مئات الجثث على الطرق وفي مقابر جماعية، مشدّداً على ضرورة "أن تُحاسب السلطات الروسية على جرائم" قتل المدنيين.

كذلك، ندّد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي بـ"المجازر بحق مدنيين عزل" في أوكرانيا، مشدّداً على أن السلطات الروسية "يجب أن تُحاسب". وقال إن "صور الجرائم التي ارتُكبت في بوتشا والمناطق الأخرى التي حرّرها الجيش الأوكراني تجعلنا عاجزين عن الكلام"، معتبراً أن "وحشية المجازر بحق مدنيين عزل مرعبة ولا تُطاق"، فيما توعّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بفرض مزيد من العقوبات على موسكو، متّهماً القوات الروسية بارتكاب "فظاعات" ومؤكداً أن "الاتحاد الأوروبي يُساعد أوكرانيا والمنظمات غير الحكومية في جمع الأدلّة الضرورية لملاحقات أمام المحاكم الدولية".

ووسط القصف الروسي الذي ما زال لا يرحم المجمّعات السكنية ولا المستشفيات في المدن الأوكرانية، كشفت مسؤولة حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني ليودميلا دينيسوفا أن القوات الروسية فتحت النار لتفريق تظاهرة ضدّ وجودها في مدينة خاكوفكا المحتلّة في جنوب أوكرانيا أمس، ما أدّى إلى إصابة عدد غير معروف من الأشخاص. وفي خيرسون القريبة، نشرت معدّات عسكرية روسية أمام محتجّين خرجوا أيضاً للتظاهر ضدّ احتلال مدينتهم، هاتفين خصوصاً: "المجد لأوكرانيا!"، في وقت استهدفت فيه سلسلة ضربات مدينة أوديسا الواقعة على البحر الأسود، حيث ذكرت روسيا أنها دمّرت مصفاة ومستودعات وقود.

وعدّلت موسكو استراتيجيّتها الحربية الفاشلة في أوكرانيا للتركيز على محاولة السيطرة على دونباس ومناطق أخرى في شرق البلاد في موعد مستهدف في 9 أيار، أي "يوم النصر" الذي تحتفل فيه روسيا باستسلام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وفق ما أفاد العديد من المسؤولين الأميركيين المطّلعين على أحدث تقييمات الإستخبارات الأميركية لقناة "سي أن أن". بالتزامن، اعتبر الكرملين أنّه من المستحيل عزل روسيا في العالم المعاصر، مشيراً إلى أن "روسيا نفسها أكبر بكثير من أوروبا".

وكانت لافتة عودة أكثر من نصف مليون شخص إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أمس، في حين دان البابا فرنسيس مجدّداً من مالطا "الحرب الدنسة" في "أوكرانيا الشهيدة"، وقال بعد قداس في الهواء الطلق أمام آلاف المؤمنين في العاصمة فاليتا: "لنصلّ من أجل السلام ونُفكّر بالمأساة الإنسانية في أوكرانيا الشهيدة، التي لا تزال تحت قصف هذه الحرب الدنسة".

-------------

جريدة صيدونيانيوز.نت 

مذبـحـة بوتشا  في أوكرانيا توقظ الضمير العالمي...روسيا متّهمة بارتكاب "إبادة جماعية" ودعوات للتحقيق والمحاسبة

2022-04-04

دلالات: