الرئيسية / أخبار صيدا /أخبار صيداوية /السفير عبد المولى الصلح يستذكر الرجل التاريخي : هكذا كسر رفيق الحريري الحصار الإسرائيلي على صيدا إبان اجتياح 82

جريدة صيدونيانيوز.نت / السفير عبد المولى الصلح يستذكر الرجل التاريخي : هكذا كسر رفيق الحريري الحصار الإسرائيلي على صيدا إبان اجتياح 82

 

Sidonianews.net

----------------

 

رأفت نعيم / موقع المسنقبل

وهو يحدثك عن رفيق الحريري مع حلول الذكرى الأليمة في 14 شباط، لا تنضب ذاكرة السفير السابق عبد المولى الصلح من المواقف والمحطات المشرفة التي سُجلت عن الدور الانقاذي البطولي، الذي قام به الرئيس الشهيد ابان فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان من العام 1982، وكان الصلح حينها يشغل مهام القائم بأعمال مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في لبنان، والمكلفة حينها من الأمين العام الأمم المتحدة بتزويد لبنان بمختلف أنواع ووسائل الإغاثة والمساعدة، في مواجهة النتائج الكارثية المباشرة للإجتياح على البشر والحجر .. والتي تلقت صيدا القسم الأكبر منها. مئات الشهداء قضوا تحت أنقاض الأبنية والملاجىء، ومن استطاع ان ينجو من غارات الطيران المعادي والقصف بالقنابل الحارقة لم يسلم من الإصابات على اختلافها، ومن بينها حالات الإصابة بحروق من الدرجة الأولى، كان هناك نقص كبير بالأدوية ومراهم الحروق لأن الذين احترقوا حينها كانت حروقهم من الدرجات عالية وكانت تؤدي الى الوفاة اذا لم يعالجوا !.

 

كسر حصار صيدا

 

يقول السفير الصلح "كنا نتنقل بين خلية الأزمة التي استحدثتها السيدة بهية الحريري في دارة مجدليون، وبين المقر المؤقت لبلدية صيدا في مبنى مؤسسة كهرباء لبنان، لأن مبنى البلدية احترق بالغارات الاسرائيلية".

 

ويتابع": ولما كان من الضروري جداً تأمين العلاج لمصابي الحروق، بادرت السيدة بهية للتواصل مع شقيقها رفيق الحريري ووضعته في صورة الوضع والحاجة الملحّة لهذه العلاجات، عندها أعطتني سماعة الهاتف لأتحدث مع الرئيس الحريري الذي سألني عن افضل واسرع الوسائل لتأمين الإحتياجات المطلوبة، في وقت كان المطار مقفلا وطريق دمشق غير سالكة ".

 

ويضيف"أبلغته حينها أن إيصال الأدوية عن طريق الأمم المتحدة سيأخذ وقتاً ، فسألني الرئيس الحريري " ما العمل اذاً "؟. فاقترحت عليه ان يتم ذلك بواسطة الصليب الأحمر الدولي في "جنيف" . فسألني الرئيس الحريري " ولكن عن أي طريق ؟". قلت له ان أسرع وسيلة هي ان نقل المساعدات بطائرات الصليب الأحمر جواً الى مطار " تل أبيب " في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن ثم نقلها براً بسياراته عبر الحدود الجنوبية الى صيدا . فتفاجأ الرئيس الحريري واستغرب اقتراحي وقال لي " هذا أمر لا أقبل به.. لأنني بذلك أكون أتعامل مع العدو الإسرائيل !". فأجبته بأنك " ستتعامل مع الصليب الأحمر الدولي وهو سيتولى ترتيب هبوط طائراته واستلام مساعداتك ونقلها الى صيدا "، وان "اسمك لن يكون وارداً في عملية تسليم كافة المساعدات التي قمت بتأمين شرائها وتسليمها للصيب الأحمر الدولي "، وهكذا استطاع رفيق الحريري تحدي و كسر حصار العدو الإسرائيلي لمدينة صيدا" .

 

ويذكر السفير الصلح أن الرئيس الحريري عاد واقتنع بهذا الحل ، وطلب من السيدة بهية تزويده بنسخة من قائمة الاحتياجات الطبية العاجلة لتأمينها، على نفقته الى لبنان عبر الصليب الأحمر الذي وصلت سياراته عبر الحدود الفلسطينية اللبنانية وتم انزال المساعدات الطبية المختلفة وخاصة دواء الحروق في " فيلا" الحريري في مجدليون، وقام فريق العمل في اليوم نفسه بتوزيعها مباشرة على كافة مستشفيات صيدا، وكذلك المستوصفات التي كانت تعالج المصابين بالحروق وغيرها من الإصابات والعمليات الطبية المختلفة ".

 

لقاء "في نيس "

 

بعد مضي شهرين على بدء الإجتياح، طلبت مفوضية الأمم المتحدة من السفير الصلح الانتقال الى جنيف لعرض الواقع ولتقديم الاحصائيات ووقائع الاحتياجات العاجلة، وهناك تلقى اتصالاً من السيدة بهية الحريري تعلمه فيه أن شقيقها رفيق الحريري الموجود في "نيس – فرنسا " يطلب الاجتماع به، ليعرض له نتائج اجتماعاته مع الأمم المتحدة في جنيف وليرى ما يمكن أن يقدمه شخصياً.

 

ويقول الصلح عن تلك الواقعة " بالفعل انتقلت من جنيف الى فرنسا ووصلت مدينة نيس في الصباح الباكر والتقيت الرئيس الحريري رحمه الله، وقدمت له وصفاً دقيقاً واحصائيات بالأضرار التي لحقت بصيدا وبيروت ونسخة من التقرير الذي قدمته للأمم المتحدة في جنيف. عندها ، أمسك الرئيس الحريري بالهاتف " اللاسلكي " واتصل بالسيد الفضل شلق في المملكة العربية السعودية وطلب منه تحضير معدات مختلفة من شركة " أوجيه" لنقلها بأسرع وقت الى لبنان وخاصة الى صيدا وبيروت لرفع الأنقاض واعادة تأهيل الطرقات والمدارس والمؤسسات المتضررة، واتصل الرئيس الحريري بالرئيس صائب سلام وأخبره بأن المعدات ستصل الى بيروت طالباً متابعة أعمال رفع الأنقاض وتأهيل الشوارع والأبنية وشبكة الكهرباء ".

 

وتشاء الصدف أن يلتقي الصلح بعد بضعة أعوام وتحديدا عام 1986، برفيق الحريري في القاهرة وكان حينها ممثلا للأمم المتحدة فسأله عن صيدا واحوالها، وعن مستقبل لبنان في ظل الأوضاع آنذاك وخصوصا بعد قيامه بدور الوسيط السعودي لجمع القيادات اللبنانية المتقاتلة والمتناحرة والتوفيق بينهم، وكانت تلك المبادرة أولى ارهاصات مؤتمر الطائف ومن ثم اتفاق الطائف لاحقا.

 

ويقول الصلح " سألته مرة "يا شيخ رفيق قد بذلت الكثير واعطيت من جهدك ومالك وعلاقاتك الواسعة ايضا، فلماذا لا تتابع هذه المسيرة دون ان تغوص عميقا في وحول لبنان وعواصفه المدمرة ".. فاجاب "اخي عبد المولى لا أريد أن اكون عابراً في مسيرة وطني، ولا البقاء في مساحة ردة الفعل ، فقناعتي ان الوطن بحاجة لتضافر كل الجهود والارادات الخيرة لينهض ويتعافى وأنا نذرت نفسي وروحي لأساهم في انقاذ الوطن مع علمي ومعرفتي كم هذا الدرب شاقاً وشبيهاً بدرب الجلجلة..".. وكأنه كان يدرك ما ينتظره رحمه ".

 

ويختم السفير الصلح حديثه بالقول " رفيق الحريري رجل دخل التاريخ من أوسع ابوابه لأنه أحد صانعي تاريخ لبنان الحديث، أقول هذا كشاهد حي على ما قام به من إنجازات بحجم ما تقوم به دول .. سبقت افعاله العظيمة أقواله الحكيمة .. رحمه الله".

---------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / السفير عبد المولى الصلح يستذكر الرجل التاريخي  : هكذا كسر رفيق الحريري الحصار الإسرائيلي على صيدا إبان اجتياح 82

 

 

2023-02-13

دلالات: