الرئيسية / العالم العربي /فلسطين المحتلة /سامر أبو دقّة يلتحق بقافلة شهداء الصحافة في فلسطين : إسرائيل المهزومة خسرت معركة الرأي العام وتواصل تصفية الصحافيين الشهود على الحقيقة

ظلّ المصوّر سامر أبو دقة ينزف ستّ ساعات قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة شهيد الصحافة الفلسطينية المقاومة المصور الصحافي في قناة الجزيرة سامر أبودقة (عن جريدة الأخبار)

جريدة صيدونيانيوز.نت / سامر أبو دقّة يلتحق بقافلة شهداء الصحافة في فلسطين : إسرائيل المهزومة خسرت معركة الرأي العام وتواصل تصفية الصحافيين الشهود على الحقيقة

 

Sidonianews.net

-----------

الأخبار : فلسطين المحتلة -  زكية الديراني 

الإثنين 18 كانون الأول 2023

خسرت معركة الرأي العام في موازاة هزيمتها على أرض الواقع، لكنّ هذا لا يمنع من استهداف الشهود على سقوطها، الذين أسهموا في تغيير مزاج الرأي العام ضدّها، بنقلهم صورة المجازر الوحشية التي ترتكبها منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. لهذا السبب كانت الفاتورة باهظة على الإعلاميين والمصوّرين الذين ينقلون واقع غزّة المدمّى. يوم الجمعة الماضي، استهدف الكيان الفاشي مصوّراً صحافياً جديداً كان ينقل صورة المحرقة التي تحاول مواصلتها بعيداً من أعين العالم

في أحد الفيديوات التي نشرتها قناة «الجزيرة» قبيل إعلان استشهاد المصوّر سامر أبو دقة (1978ـــــ 2023)، يقول الأخير وهو يبتسم إنه ينام ساعتين أو ثلاث ساعات في النهار، منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في إشارة إلى مدى تفانيه في عمله المنشغل بنقل صورة الجرائم التي يرتكبها العدو بحق الأطفال والنساء والمدنيّين في القطاع. لكنّ كلام المصوّر الفلسطيني الذي انضم إلى القناة عام 2004، أصبح أرشيفاً من الآن فصاعداً، بعدما استهدفه العدو مساء الجمعة الماضي أثناء تصويره ريبورتاجاً في محيط مدرسة فرحانة في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدّى إلى استشهاده وإصابة زميله وائل الدحدوح مراسل القناة في غزة.

ظلّ المصوّر سامر أبو دقة ينزف ستّ ساعات قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة

مع الإعلان عن استشهاد المصوّر، عرضت «الجزيرة» القطرية تقريراً أطل فيه الدحدوح ليتحدّث عن المجزرة التي ارتكبها العدو. كشف الصحافي أنه كان قد انتهى وزميله من تصوير ريبورتاج في مدرسة فرحانة في خان يونس. ولدى مغادرتهما المكان، انهالت القذائف عليهما. ولفت إلى أنّه كان وزميله يرتديان خوذة وسترة الصحافة، في إشارة إلى أنّ القصف كان مباشراً ومقصوداً. وكشف «أبو حمزة» كما يُلقّب، بأنه كان يسمع صراخ سامر، ولكنه لم يستطع إنقاذه بسبب إصابته وكثافة القصف. ولم يسمح العدو لطواقم الدفاع المدني بإجلاء سامر، وقام بقصف المسعفين أيضاً فاستُشهد عدد منهم، فيما بقي سامر أبو دقّة ينزف قرابة ستّ ساعات من دون التمكّن من الوصول إليه.
كان سامر أبو دقة بمثابة الشاهد على المجازر التي يقوم بها العدو، تنقّل بكاميرته ليل نهار لتوثيق الجرائم في غزة. التحق بقناة «الجزيرة» عام 2004، وهو متزوج ولديه ثلاثة أولاد وابنة، وتعيش عائلته في بلجيكا. مع انتشار خبر استشهاده، كان لافتاً الإعلان بأنّ ابنه زين يقدّم أغنيات وطنية على صفحات السوشال ميديا، آخرها أغنية «يابا» التي عبّر فيها عن اشتياقه لوالده الذي يعيش بعيداً عنه.
في هذا السياق، مع استشهاد سامر أبو دقة، ارتفع عدد الشهداء الصحافيين إلى حوالى 92 صحافياً ومصوراً ومراسلاً منذ بدء العدوان على غزة، إضافة إلى استهداف إسرائيل عائلات الصحافيين على نحوٍ مباشر. أضف إلى ذلك سقوط ثلاثة شهداء في جنوب لبنان هم مصور «رويترز» عصام عبدالله، ومراسلة قناة «الميادين» فرح عمر وزميلها المصور ربيع معماري (الأخبار 8/12/2023)، وسط تنديد جمعيات صحافية وحقوقية باستهداف إسرائيل المباشر للصحافيين والمصوّرين بغرض طمس الحقائق وحقيقة المجازر.

ووفقاً لـ«الاتحاد الدولي للصحافيين»، فإنّ أكثر من 73% من إجمالي عدد الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين قُتلوا على مستوى العالم أجمع حتى الآن في عام 2023 قد استُشهدوا في غزة. وأورد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنّ «غزة الآن هي المكان الأكثر دموية للصحافيين وعائلاتهم في العالم».


ارتفع عدد شهداء الصحافة منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى حوالى 92 مصوّراً وصحافياً

من جانبها، أصدرت «الجزيرة» بياناً حمّلت فيه العدو الإسرائيلي «المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء ومسؤولية الاستهداف الممنهج للعاملين مع «الجزيرة» وعائلاتهم». وأوضحت «الجزيرة» أنّ وائل الدحدوح أُصيب في ذراعه ونُقل إلى «مجمع ناصر الطبي» في خان يونس لتلقّي العلاج. لكنّ المراسل الذي بات أشبه بمدرسة في الصبر وتحمّل الآلام، أطل أول من أمس خارج المستشفى لوداع سامر إلى منفاه الأخير. ألقى المراسل كلمة مؤثرة لزميله المصوّر، ثم عاد إلى مواصلة عمله في نقل صورة المجازر التي تُرتكب في غزة.
ليست المرّة الأولى التي يتخطّى فيها الدحدوح وجع فراق الأحبة. في بداية العدوان، قصف العدو عائلة الصحافي، فاستُشهدت زوجته وابنته وابنه وحفيده (الأخبار 27/10/2023). يومها، عضّ المراسل على جرحه، وودّع عائلته الشهيدة، وأكمل عمله أمام الكاميرا، ليُثبت أنّ العدو لن يكتم صوته أبداً، بل سيواصل عمله حتى النفس الأخير.
استهدفت القوات الإسرائيلية طواقم الدفاع المدني التي كانت تحاول إجلاء المصوّر

وقد بات معلوماً أنّ إسرائيل تتقصّد استهداف الصحافيين وعائلاتهم في غزة، في محاولة لإطفاء كاميراتهم ومنعهم من نقل صور المجازر بحقّ الأطفال التي حرّكت الرأي العام العالمي ضدّ الكيان العبري وهزمته في معركة الرأي العام. هزيمتها على الأرض تقابلها وحشية في المجازر بحقّ المدنيين والشهود على سقوطها على رأسهم الإعلاميين. خير مَن عبّر عن حقيقة الكيان الفاشي ما قاله السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط بأنّ «إسرائيل عدوّها الأساسي الحقيقة. لذلك اغتالت الصحافية شيرين أبو عاقلة (1971-2022)، وتقصّدت قتل عائلة الصحافي وائل الدحدوح. إسرائيل قتلت أكبر عدد من الصحافيين في تاريخ الصحافة في مدة وجيزة».


متواطئون «بلا حدود»
في خطوة تنمّ عن مدى انبطاح المنظّمات العالمية التي «تُعنى بحقوق الصحافيين»، أمام السردية الإسرائيلية، نشرت «منظمة مراسلون بلا حدود» تقريرها السنوي حول الشهداء الصحافيين، من دون إدراج الصحافيين الفلسطينيين الذين استهدفتهم إسرائيل في غزة، في تجاهل تام لقيمة حياة الإنسان العربي والفلسطيني في هذا العدوان ولعب دور شاهد الزور على محرقة العصر. وأوردت المنظمة الخميس الماضي «أن 45 صحافياً قُتلوا عام 2023 أثناء أداء مهنتهم، 17 منهم لقوا حتفهم في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس». وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار «إن حصيلة 2023 أدنى بقليل من تلك التي شهدها العام الماضي حين قتل 61 صحافياً. سجل تراجعاً منتظماً (في القتلى) بعيداً جداً عن 140 صحافياً قتلوا في عام 2012 ثم عام 2013، وخصوصاً جرّاء الحرب في سوريا والعراق، لكن ذلك لا يخفّف بشيء من المأساة في غزة». وأوضحت المنظمة أنّ الحصيلة العالمية التي تُحصي القتلى حتى الأول من كانون الأول (ديسمبر) «لا تشمل الصحافيين الذين قُتلوا خارج إطار أداء مهامهم أو الذين لم يُستهدفوا بصفتهم صحافيين أو أولئك الذين لا تزال ظروف مقتلهم مجهولة».

----------

جريدة صيدونيانيوز.نت

سامر أبو دقّة يلتحق بقافلة شهداء الصحافة في فلسطين : إسرائيل المهزومة خسرت معركة الرأي العام وتواصل تصفية الصحافيين الشهود على الحقيقة

2023-12-18

دلالات: