الرئيسية / المرأة والمجتمع /أقلام /نساء حول الرسول(1/أ) / أمنا خديجة

الصورة عن الفيس بوك

جريدة صيدونيانيوز.نت / نساء حول الرسول(1/أ) / أمنا خديجة

صيدونيانيوز.نت / أقلام / نساء حول الرسول(1/أ) / أمنا خديجة

 

مع أول من آمن بالله  من النساء ، وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من رزق منها الأولاد واول من بشرها بالجنة من أزواجه وأول من أقرأها ربها السلام ، وأول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وفاة. ...

إنها سكن النبي صلى الله عليه وسلم التي آزرته ووقفت بجانبه ليبلغ دعوة ربه ، ساندته في أحلك الأوقات وأشدها عليه . 

مناقبها جمة ، وهي ممن كمل من النساء . كانت عاقلة جليلة فضلها النبي على سائر نسائه وبالغ في تكريمها . 

كانت تدعى الطاهرة وأمها فاطمة بنت زائدة العامرية . ولدت في أم القرى قبل عام الفيل بخمس عشرة سنة تقريبا .

تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم مرتين وأنجبت  - هند -من زوجها الأول . 

وذات يوم  رأت رؤيا بأن شمسا عظيمة تهبط من سماء مكة لتستقر في دارها وتملأ الدار نورا وبهاء . وروت خديجة الرؤيا لابن عمها ورقة بن نوفل فقال لها أن إن صدق منامك ليدخلن نور النبوة دارك وليفيضن منها نور خاتم النبيين ...

وظلت خديجة على هذا الأمل وكلما تقدم لها سيد من سادات قريش تقيسه بمقياس هذا الحلم ، فكانت تردهم ردا جميلا. 

وكانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم . ولما بلغها عن الرسول الكريم ما بلغها من صدق الحديث وعظم الأمانة وكرم الأخلاق حتى بعثت إليه وعرضت عليه ليخرج بمالها غلى الشام تاجرا ، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فخرج بمالها مع غلامها ميسرة حتى قدم الشام . 

وروى ميسرة لها عندما رجعوا ما شاهد من نبل النبي صلى الله عليه وسلم ومن أخلاقه وكراماته( إظلال الملكين له من الشمس ) .

ولعلها استشفت من الرؤيا التي شاهدتها أن الصفات في محمد صلى الله عليه وسلم هي في صفات نبي ، وباتت ترجو أن يكون لها زوجا. 

وباتت خديجة تفكر بأمر النبي عليه الصلاة والسلام ،  وكانت في حيرة من أمرها . حتى دخلت عليها  صديقتها نفيسة ولما علمت السر الكامن في نفسها وفي رغبتها بالنبي زوجا ، هدأتها وطيبت خاطرها ، ثم انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت له يا محمد ما يمنعك ان تتزوج ؟ فقال لها بأن ليس بيده ما يتزوج به . فقالت وإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة فهل تجيب ؟ فرد متسائلا ومن؟  قالت خديجة بنت خويلد فقال إن وافقت فقد قبلت . 

ثم ذهب أبو طالب وحمزة أعمام النبي صلى الله عليه وسلم وخطبوا خديجة للنبي من عمها عمرو بن أسد. وكانت حينئذ في الأربعين من عمرها والنبي صلى الله عليه وسلم في الخامسة والعشرين .

وقد خطب أبو طالب في هذا اليوم فقال: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل وضِئْضِىءِ-  أصل - معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسُوّاس حرمه، وجعله لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً، وجعلنا حكّام الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يُوزن به رجل شرفاً ونبلاً وفضلاً.  فإن كان في المال قُلٌّ(قلة)، فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وعارية مسترجعة، ومحمد  والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل، وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها ما آجله وعاجله من مالي عشرين بكرة ، وفي رواية وقد بذل لها من الصداق اثنتي عشرة أوقية ذهبا ونشا(والنشا  نصف أوقية ) ثم قال أبو طالب وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم . ... فزوجها. 

ولما تم العقد نحرت الذبائح ، ووزعت على الفقراء ،وفتحت دار خديجة للأهل الأقارب . 

محمود الحصري / صحابيات حول الرسول / بتصرف

2024-02-06

دلالات: