الرئيسية / أخبار العالم /أربع طرق لتدريب الدماغ على التغلب على أعراض كثرة السفر

جريدة صيدونيانيوز.نت / أربع طرق لتدريب الدماغ على التغلب على أعراض كثرة السفر

أربع طرق لتدريب الدماغ على التغلب على أعراض كثرة السفر

هناك مقترحات يقدمها العلماء لمساعدة المسافرين على مقاومة آثار فروق التوقيت من بلد لآخر. الصحفية إليزابيث غارون سألت عددا من العلماء عن اقتراحاتهم في هذا السياق.

الأسفار الطويلة يمكنها أن تُلحق ضرراً كبيراً بقدرتك على القيام بوظائفك الحيوية حتى إن كنت من المحظوظين القلائل المعتادين على السفر المتواصل حول العالم.

فإضافة إلى التبعات المباشرة لاختلاف التوقيت بعد العودة من السفر، مثل قلة أو عدم النوم، والمشاكل الهضمية، والوهن، والتوتر، يقول جايمي زيتزير، وهو أستاذ مساعد بمركز ستانفورد لعلوم وطب النوم، إن هناك تبعات طويلة الأمد كذلك تعتمد خطورتها على مدى كثرة السفر المتواصل.

أضف إلى ذلك قابلية أكبر للتعرض لالتهابات، والأمراض المزمنة مثل الزهايمر والسرطان.

ويضيف زيتزير: "لا يجب المبالغة في الشعور بالقلق عندما تكون التأثيرات طفيفة، لكن هذه الحالات تظهر بشكل تراكمي، ومع تجاهل النوم الكافي خلال الحياة، تكون احتمالية التعرض لهذه الأمراض أكبر".

وأكدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في بيكرلي أن الخلل الحاد في دورة الساعة البيولوجية يسبب مشاكل في الذاكرة، والقدرة على التعلم، كما يُحدث تغيرات في بنية الدماغ على المدى الطويل.

وحسبما تقول طبيبة الأعصاب تارا سوارت، فإنه يمكن للتبعات العصبية للسفر المكثف أن تبقى "لمدة طويلة حتى بعد عودة المسافر لجدوله الاعتيادي".

تعمل سوارت أيضاً محاضِرة رفيعة المستوى في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومختصة مقيمة في فندق كورينثيا الفاخر في لندن، حيث طورت برنامجاً لمساعدة الزبائن في تخطي التوتر الذهني والنفسي للسفر المكثف.

ضبط التوقيت

والجانب المشرق في الموضوع هو أن الخبراء يرون أنك إن كنت مدركاً لهذا التأثير السلبي، وأجريت تغييرات صغيرة في عاداتك أثناء السفر، سيساعد ذلك في إعادة صحتك النفسية إلى المسار الصحيح، سواء كنت من مسافري درجة رجال الأعمال أم لا.

مع الاضطراب الذي يسببه اختلاف التوقيت من بلد لآخر، وخاصة عندما يكون هناك فرق كبير في عدد الساعات، يتلقى نظام توقيتنا الداخلي الإشارات من البيئة، مثل ظهور وغياب الضوء، أو إعادة ضبط الجسم مع التوقيت الجديد بشكل تدريجي بمعدل ساعة كل يوم، حسبما يعتقد لانس جيه كريغسفيلد أستاذ علم النفس في جامعة يو سي بيركيلي.

فعلى سبيل المثال، عند السفر من نيويورك إلى باريس يستغرق الأمر خمسة أيام في المتوسط للتوافق مع توقيت باريس.

ويوضح كريغسفيلد قائلاً: "تسعى الساعة الداخلية في أجسام المسافرين من الأشخاص كثيري السفر لمسافات بعيدة إلى التأقلم مع فرق التوقيت أثناء تحضيرهم للطيران للوجهة المقبلة".

وبالتالي، عليك أن تتوقع أنت ذلك التغير في ساعتك الطبيعية، وأن "تضبط ساعتك البيولوجية مقدماً"، حسبما تنصح سوارت.

غيّر ساعة يدك منذ بداية الرحلة لتطابق وقت الوجهة التي تذهب إليها، واعتماداً على ما إن كنت تتجه شرقاً أو غرباً، عليك أن تعرّض نفسك لضوء إضافي في الصباح أو المساء قبل بضعة أيام من الرحلة.

(إذا كنت تتجه شرقاً فعليك أن تعرّض نفسك لضوء الصباح، أما إذا كنت تتوجه غرباً فيجب أن تعرض نفسك للضوء خلال فترة المساء قبل عدة أيام من موعد الرحلة).

ابتعدوا عن المعجنات

وينتهي الأمر بالكثير من المسافرين بتناول وجبات غير صحية على عجالة، لكنه من الضروري أن تأكل بطريقة صحية. ويمكن أن يساعد اختيار الطعام المناسب في الوقت المناسب من اليوم في إعادة ضبط إيقاع توقيتك الطبيعي بشكل أسرع.

وكي تساعد في تغيير إيقاع ساعتك الداخلية، جرب عدم تناول الطعام مطلقا خلال الرحلة في الطائرة حتى يحين وقت الفطور التابع للبلد الذي تتجه إليه.

قد يساهم الشعور بالوهن الناتج عن فرق التوقيت في زيادة الوزن، ومشاكل صحية أخرى، حسب دراسة أجراها مختصون في علم المناعة في معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل. وتقترح سوارت تناول بروبيوتيك (وهي مكملات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر) قبل وأثناء وبعد رحلة طويلة لتُبطل أي خلل في البكتيريا الطبيعية في أمعائك.

ضرورة الحفاظ على نمط واحد

لا يعاني كثيرو الأسفار من تأثيرات جسدية عكسية فحسب، بل يمكن أن يؤثر ذلك على صفائهم الذهني، فعلى المدى القصير ثبت أن الخلل في النوم ليلاً يخفض من معدلات الذكاء لديك بقدر خمس إلى ثماني نقاط في اليوم التالي، حسبما تقول سوارت، وهذا فقط على المدى القصير.

عندما يحدث هذا بشكل متكرر على مدى طويل، يُتاح للسم العصبي التجمع في الدماغ ما قد يقود بدوره إلى أمراض مثل الزهايمر، وباركنسون مع تقدم العمر، حسبما تقول سوارت.

وتقول سوارت إن جهاز التصريف العصبي (المسؤول عن تنظيف هذه السموم) يحتاج من سبعة إلى تسعة أيام من النوم الجيد كل ليلة كي ينظف الدماغ بشكل كامل، وتضيف: "عند اضطراب نومنا بسبب الأسفار المتكررة نحن نمنع جهاز التصريف العصبي من القيام بهذه الوظيفة الأساسية".

مارس التمارين

إذا شعرت بالنعاس خلال ساعات النهار عند وصولك إلى بلد جديد، حاول أن تقوم ببعض التمارين الرياضية، وحاول أن تنام في الليل حتى وإن كنت لا تشعر بالنعاس. وتجنب شرب القهوة مساءً حتى لو شعرت بالحاجة إليها، فمادة الكافيين ستصعّب من عملية النوم حين يأتي موعده.

وتضيف سوارت بأن استعمال الهواتف الذكية قبل الذهاب إلى الفراش هو من الممنوعات، فالضوء الأزرق الذي ينبعث منها (أو من أي جهاز الكتروني) قد يوهم الغدة الصنوبرية بأن هذا وقت النهار وبالتالي يمنع إفرازها لمادة الميلاتونين المسؤولة عن النوم عادةً.

كلنا نعاني من إرهاق فرق التوقيت

ويضيف كريغسفيلد أن المسافرين ليسو الوحيدين في تلك المعاناة، ويضيف: "كلنا نعاني بشكل مستمر من خلل التوقيت في عالمنا الحديث، وليس المسافرون وحدهم، فنحن -عدا من يعمل خارج جدران المكاتب- لا نتعرض كثيراً لضوء الشمس خلال النهار، ونتعرض إلى الكثير من الضوء ليلاً من خلال المصابيح والإضاءة المنبعثة من الأجهزة الالكترونية".

ويتابع: "كما يغير كثير من الناس أوقات نومهم خلال عطلة الأسبوع. كل تلك العوامل تقود إلى آثار تشبه في عصرنا الحديث الإرهاق الناتج عن اختلاف التوقيت".

2017-11-13