الرئيسية / أخبار لبنان /سياسة /النهار:استهداف إعلامي نموذجي لمرحلة الأزمة الحكومية!

جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار:استهداف إعلامي نموذجي لمرحلة الأزمة الحكومية!

النهار:استهداف إعلامي نموذجي لمرحلة الأزمة الحكومية!

 

النهار

 

بدا غريباً للغاية ان تشتعل قضية حريات واستهداف لحرية التعبير والاعلام والصحافة في ظرف تشتد معه حاجة لبنان كلا والواقع السياسي فيه الى توفير كل عوامل التهدئة وتبريد التوترات، وسط انتظار جلاء الغموض الكثيف والمقلق في ازمة استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري وتداعياتها. ذلك ان ما حصل في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة على خلفية اثارة مسألة استدعاء الزميل مارسيل غانم معد ومقدم برنامج "كلام الناس" من "المؤسسة اللبنانية للارسال " الى النيابة العامة للاستماع الى اقواله في شأن حلقة من برنامجه قبل اسبوع ورده على الاستدعاء، شكل اختراقا شديد الاذى والسلبية للمناخ الداخلي المستنفر والقلق بفعل الازمة السياسية الكبيرة مما زاد الاجواء تلبدا في ظل مجموعة عوامل من ابرزها: أولاً أثار استدعاء غانم في المبدأ موجة استغراب زادها اسلوب الاستدعاء الذي كشفه غانم في رده الناري مساء الخميس من خلال حضور عناصر المباحث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" كأن في الامر جناية. ثانياً، جرى تحميل غانم تبعة تعرض صحافيين سعوديين لرئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس في ما ينذر بابتداع اعراف ضاغطة على الاعلام والصحافة وزاد الطينة بلة تصريح وزير العدل سليم جريصاتي الذي ذهب الى القول إن "زمن العهر الاعلامي ولى " الامر الذي اشعل ردوداً سياسية واعلامية ووزارية أيضاً أجمعت على التنديد بهذا الموقف المستغرب. ثالثاً، بدا الفصل الاعلامي الذي اخترق الازمة السياسية منذرا بمناخات استهداف للاعلام بمثابة عينة متقدمة عن مناخ يخشى ان يسود مرحلة فراغ حكومي محتمل قد يكون مرشحا للحصول ومعنى ذلك التسبب بفوضى لا تحمد عقباها.

 

 

 

الحريري في باريس

 

 

في هذا المناخ، غادر الرئيس الحريري الرياض للمرة الاولى منذ 3 تشرين الثاني الجاري ووصل مع عائلته الى باريس ليلاً استعداداً لتلبية دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لزيارة الاليزيه ظهر اليوم في لقاء ثنائي يسبق غداء تشارك فيه عائلته. واستبق الحريري وصوله الى باريس وربما بعدها القاهرة فبيروت فكتب في صفحته على "تويتر": " اقامتي في المملكة هي من أجل اجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول اقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد شائعات".

 

 

وأعلن الرئيس الفرنسي انه يستقبل اليوم في الاليزيه سعد الحريري "بصفته رئيسا لحكومة" لبنان لان "استقالته لم تقبل في بلاده بما انه لم يعد اليها."

 

 

وأوضح ماكرون في حديث صحافي في ختام قمة أوروبية في مدينة غوتبورغ الاسوجية ان الحريري "ينوي، على ما اعتقد، العودة الى بلاده في الايام أو الاسابيع المقبلة". ومن المقرر ان يستقبل الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء المستقيل اليوم السبت الساعة 11:00 في قصر الاليزيه، على ان تنضم اليه اسرته على مأدبة غداء، كما أفادت الرئاسة الفرنسية.

 

 

وأوضح ماكرون ان الحريري "سيستقبل غداً (اليوم) بالتشريفات المخصصة لرئيس حكومة، مستقيل بالتأكيد، لكن استقالته لم تقبل في بلاده بما انه لم يعد اليها". وقال إنها دعوة "صداقة للتباحث واستقبال رئيس حكومة بلد صديق ".

 

 

ونقل مراسل "النهار" في باريس عن مصادر ديبلوماسية استبعادها ان يعدّل الحريري موقفه من استقالته بعد خروجه من المملكة العربية السعودية وقالت إنه بعد اضاعة الوقت في البحث في شكل الاستقالة من دون التطرق الى الجوهر، بات على اللاعبين السياسيين اليوم البحث في مخارج لهذه الازمة وفقاً لطرح الحريري، لانه الطرف الوحيد الذي عرض مخرجا للازمة وهو في حاجة الى الضمانات اللازمة للاستمرار في تصريف الاعمال أو العودة عن الاستقالة أو تكليفه تشكيل حكومة جديدة.

 

 

وسيكون لقاء الحريري وماكرون مناسبة لعرض آخر المستجدات على الساحتين اللبنانية والاقليمية، والتي تؤثر ايجاباً أو سلباً على الوضع الداخلي، والبحث في السبل التي يمكنها أن تحل الازمة التي يعيشها لبنان. وسيعرض الحريري مع ماكرون خريطة الطريق التي وضعها وتتناول أولاً دور "حزب الله" الاقليمي الذي يتخطى الحدود اللبنانية، وتحوّله ذراعاً لايران من خلال تدخله في صراعات المنطقة، من سوريا الى اليمن مروراً بالبحرين والعراق، وذلك، بالنسبة الى الحريري وفرنسا، يشكل تهديدا للاستقرار الداخلي والاقليمي.

 

 

وثانيا، موضوع الحزب والاستراتيجية الدفاعية، وهما يشكلان عبئاً على الوضع الداخلي ويهددان أمن لبنان وسلامته ويدخلانه في صراع مدمر مع اسرائيل.

 

 

وثالثا، "التطبيع" مع النظام السوري قبل التوصل الى حل للنزاع الدائر في سوريا، ضمن اطار دولي يضمن مستقبل سوريا وعودة النازحين.

 

 

ورابعاً، التقيد بسياسة النأي بالنفس، وباريس تشدد على تطبيقها أمام السلطات اللبنانية لئلا تؤدي سياسة المحاور الى مزيد من التأزيم والتصعيد داخليا.

 

 

وخامساً، موقف الحريري من الحكومة، فهل يستمر في استقالته أم يتراجع عنها لاعادة تفعيل عملها، في ظل العقبات الكبيرة أمام اعادة تشكيل حكومة جديدة؟

 

 

 

اجتماع القاهرة

 

 

ووسط ترقب ما يمكن ان يعلنه الحريري من الاليزيه اليوم، يواجه لبنان الجانب الديبلوماسي الداهم لتداعيات الصراع السعودي - الايراني في اجتماع مجلس الجامعة العربية غدا في القاهرة والذي سينظر في مذكرة سعودية تتناول التدخلات الايرانية في الدول العربية. ومع ان المذكرة السعودية لا تأتي على ذكر "حزب الله" بالاسم، ولكنها تفتح الباب واسعاً على تسميته والتنديد به في إطار المناقشة وخصوصاً في الفقرة الخامسة من المذكرة التي تشير الى "الميليشيات التابعة لإيران". الا ان لبنان لم يقرر بعد مستوى مشاركته في الاجتماع، هل يكون بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أو الأمين العام للوزارة السفير هاني شميطلي، أو مندوب لبنان المناوب أنطوان عزام. وثمة مروحة واسعة من الاتصالات بين كل الاطراف المعنيين يعول لبنان عليها من اجل تمرير هذا الاختبار وتخفيف حدّة التشنّج، بحيث يمكن ان ينحصر الموقف العربي بالتضامن مع المملكة العربية السعودية ومع الدول العربية التي تتعرض لاعتداء، فيكون لبنان مع الاجماع العربي وينأى بنفسه عما يأتي غير ذلك.

 

 

وعشية اجتماع القاهرة اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير "حزب الله " بأنه "ارهابي يختطف" الدولة اللبنانية و"يرتهن" النظام المصرفي لنشاطاته في تبييض الأموال. وقال للصحافيين في مدريد إن الحزب يزعزع استقرار لبنان بابقاء ترسانته ومقاتليه في هذا البلد. وحذر من انه "لا يمكن السماح لميليشيا حزب الله الارهابية بالعمل خارج اطار القانون". واضاف: "نرى ان حزب الله يرتهن النظام المصرفي اللبناني لنشاطاته في تبييض الاموال، ونرى حزب الله يختطف المرافىء اللبنانية من أجل تهريب المخدرات، ونرى حزب الله ينخرط في نشاطات ارهابية ويتدخل في سوريا والبحرين واليمن". وخلص الى أنه "اذا لم يتخل حزب الله عن سلاحه ويتحول الى حزب سياسي، فان لبنان سيظل رهينة بيده وبالتالي ايران… هذا ليس مقبولا بالنسبة الينا ولا بالنسبة الى اللبنانيين".

2017-11-18

دلالات: