جريدة صيدونيانيوز.نت / هل يدخل مخيّم الحلوة المحظور بتوسيع جبهات القتال واقفال طريق الجنوب؟
هل يدخل مخيّم الحلوة المحظور بتوسيع جبهات القتال واقفال طريق الجنوب؟
جريدة الديار / محمود زيات
قد تحمل اشتباكات مخيم عين الحلوة المستمرة من خمسة ايام، الكثير من التساؤلات عن طبيعتها ودوافعها التي بدت واضحة، وان تموَّت، لكن التساؤل الاكثر خطورة.. رددته بالامس اوساط فلسطينية رفيعة.. هل المطلوب ادخال المخيم في المحظور؟، والمحظور هنا ، تحويل كل احياء المخيم الى جبهات قتال، ترتسم فيها المحاور.. من دون ان تبقى محصورة بين هذا الطرف وذاك الجماعة، وماذا اذا ارتفع منسوب التدهور الامني ليصل الى مرحلة قطع طريق صيدا ـ الجنوب، سيما وان الاشتباكات الدائرة تقع في بقعة جغرافية متاخمة للطريق التي تسلكها وحدات الجيش اللبناني وقوافل قوات الامم المتحدة العامل في الجنوب «أليونفيل»، فضلا عن حيوية الطريق التي تشكل الشريان الحيوي لمئات الالاف من اللبنانيين.
لليوم الخامس على التوالي، يبقى مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة في دائرة النار، مع استمرار الاشتباكات الدائرة منذ يوم الخميس الماضي، بين مقاتلين من حركة «فتح» والقوة الامنية الفلسطينية من جهة، وعناصر الجماعات الاسلامية المتطرفة المرتبطة بالتنظيمات الارهابية، ووسط حصيلة من الخسائر بلغت 4 قتلى واكثر من 35 جريحا، فضلا عن اضرار مادية جسيمة لحقت بالمنازل والمتاجر.
وفيما تغيب المعالجات الحقيقية لتدهور الوضع الامني في اكبر المخيمات الفلسطينية، فان اصوات الرصاص ودوي انفجارات القذائف الصاروخية، ومأساة النازحين الهاربين من جحيم النار، ما تزال هي المسيطرة على احياء المخيم في الطيرة والصحون وجبل الحليب، وهي احياء تحول بعض شوارعها الى كتل من ركام.
فقد انهارت كل المحاولات التي ترجمت باتصالات ولقاءات واجتماعات، عقد بعضها داخل المخيم بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، وبعضها الاخر في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، وفشلت الجهود لايجاد معالجة حقيقية تخرج المخيم وسكانه من التأزم الامني الخطير ، واستأنف المقاتلون عملياتهم «الحربية» وسط الاحياء السكنية في المخيم ، حاصدين المزيد من الارواح والممتلكات.
وحذرت مصادر قيادية فلسطينية ما يُدَبَّر للمخيم من سيناريوهات اعدتها اجندات التنظيمات الارهابية ، التي تسعى الى توسيع جبهات القتال، لتشمل كل احياء المخيم ، لتكون «عاصمة» الشتات الفلسطيني تحت رحمة، مشيرة التحركات التي سجلت في عدد من الاحياء لمسلحي الجماعات الاسلامية المتشددة التي تحمل تسميات اسلامية متنوعة ، للالتحاق بمحاور حي الطيرة، دعما للجماعات الارهابية، وقد سعى بعض الجهات الى اعلان الحياد في هذه الاحياء، وتجنيبها نيران ما يجري في حي الطيرة، ولفتت الى ان للجماعات الاسلامية المتطرفة بعض الوجود في احياء المخيم ، وان كانت قدرتهم العسكرية تعتبر متدنية قياسا لقوتها في حي الطيرة، ولكنها قادرة على فتح جبهات عسكرية، وهو ما ولَّد مخاوف في الاوساط الفلسطينية واللبنانية، من ادخال المخيم في المحظور الذي يحول المخيم الى جبهات قتال على تماس مع طريق الجنوب، ما يطيح بامن المخيم ويهدد بصورة مباشرة بالامن الوطني اللبناني.
وفسرت المصادر رفض الجماعات ثلاثة قرارات لوقف النار، متسلحة بشروط وضعتها على طبيعة وتركيبة وتشكيلة القوة الامنية الفلسطينية التي تنتشر، في حال توقف اطلاق النار، في حي الطيرة الذي يعتبر المعقل الاساسي لهذه الجماعات.
في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت، عقد اجتماع ضم قيادات من حركتي «فتح» و«حماس»، بحضور السفير الفلسطيني اشرف دبور، خصص للبحث في التطورات الامنية الخطيرة التي يشهدها المخيم، واكتفى الطرفان بالتأكيد على مواجهة التطرف والمخلين بالامن وادوات الفتنة في المخيم، والاتفاق على العمل بموقف وطني موحد، وجهدٍ مشترك وجماعي يحقق مصالح شعبنا وأمنه وإستقراره من جهة وأمن الجوار من جهةٍ أخرى».
وكانت القيادة السياسية الفلسطينية عقدت اجتماعا لها في مبنى السفارة، اكدت في خلاله الحرص على أمن واستقرار مخيم عين الحلوة، ودعم كافة القرارات التي اتخذتها قيادة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في منطقة صيدا لجهة وقف اطلاق النار الشامل والكامل،ونشر عناصر القوة المشتركة في الاحياء التي شهدت توترات أمنية واشتباكات مسلحة، واعطائها الصلاحيات لتحقيق ذلك ، وتوفير المناخ الآمن لعودة العائلات التي نزحت من المخيم بسبب الاحداث المؤسفة»، واعتبار المجرم بلال العرقوب ومن معه مطلوبين للقوى الفلسطينية المشتركة، ويجب العمل على اعتقالهم بالطرق المناسبة وتسليمهم للجهات القضائية اللبنانية.
ميدانيا ، اكدت مصادر امنية فلسطينية سيطرة مقاتلي حركة «فتح» على عدد من الابنية والشوارع في حي الطيرة ، بعد مواجهات استخدمت فيها اسلحة رشاشة وقذائف صاروخية ، ورفعوا رايات الحركة على اسطح عدد من المنازل داخل الحي الذي تتحصن فيه الجماعات الاسلامية المتطرفة، كما افيد عن حرق منزل المسؤول عن الجماعات في الحي بلال بدر ، اضافة الى احراق منازل كانت تستخدمها الجماعات كمواقع ومراكز عسكرية، في حين تمكن مقاتلو حركة «فتح» من اعتقال احد المسلحين من انصار «بلال بدر»، وآخر من انصار بلال عرقوب وتم تسليمهما الى مخابرات الجيش اللبناني.