الشيخ ماهر حمود مقدما التعزية في دار الإفتاء بوفاة الشيخ المربي عثمان محمد حبلي ( صيدونيانيوز.نت)
جريدة صيدونيانيوز.نت / بالصور: الشيخ ماهر حمود يشيع ويرثي فقيد الدعوة والدعاة الشيخ عثمان حبلي
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار صيدا / بالصور: الشيخ ماهر حمود يشيع ويرثي فقيد الدعوة والدعاة الشيخ عثمان حبلي
المكتب الإعلامي للشيخ ماهر حمود
شارك رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود في تشييع الشيخ عثمان حبلي، وابّنه خلال الدفن وقام بسنة التلقين ثم تقبل التعازي مع أولاده وعائلته، ثم أدى التعازي في دار الفتوى بحضور مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان وعدد من الفاعليات، وألقى كلمة بالمناسبة ثم كتب كلمة رثاء بالمرحوم الشيخ حبلي:
شاهد على جيل
بوفاة الشيخ عثمان حبلي، خريج الأزهر الشريف، وإمام وخطيب لأكثر من خمسين عاما في مساجد صيدا، تهطل الذكريات على الذاكرة بكثافة، وأول ما يقفز إلى الذهن أن فقيد المساجد والمحاريب كان شاهدا على ضعف وتخلف الجهاز الديني الرسمي وعجزه عن رعاية الدعوة الإسلامية ورجالها ومتخصصيها... فلطالما رُئي الشيخ عثمان حبلي بإسم زملائه وأقرانه شاكيا شح الرواتب التي يتقاضاها علماء الدين وسوء المعاملة، وكانت المفارقة الكبرى عندما انتقل من مرحلة التكليف إلى مرحلة التثبيت كإمام منفرد... انخفض راتبه ولم يرتفع، لقد كان مضحياً بدنياه من أجل دينه ، ككبار علمائنا الذين كانوا يستطيعون تحصيل المعيشة من غير العلم والتعليم والإمامة في المساجد وكانوا يستطيعون تبوأ مناصب في الدنيا تعود عليهم بكثير من النفع ، لولا رغبتهم بالثواب والدرجات العالية في الآخرة ويكفينا قول الإمام الشافعي كدليل على ذلك :ولولا خشية الرحمن عندي /جعلت الناس كلهم عبيدي.
تحسن الوضع قليلا الآن ولكن ليس كما ينبغي بالتأكيد، ولكن لا شك أن اسم الفقيد مرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع المتردي لعلماء الدين والمتفرغين للإمامة والخطابة.
كما أنه لا شك كان ايضاً شاهداً ككثيرين على مرحلة الانتقال من مرحلة البعد عن التدين المتمثلة بقلة المصلين والمترددين على المساجد إلى مرحلة الإقبال على المساجد والتي كان يفترض أن تحمل كل خير للمسلمين، ولكنها بالتالي ارتبطت بالخصومات والخلافات والتناقضات الهائلة بين الشعارات والممارسات وكان واحدا بالتأكيد من الذين لم يكونوا يعلقون آمالاً كبيرة على كثير من أصحاب الشعارات الكبرى والمتصدين للدعوة الإسلامية، فظل محافظا على مسافة مقبولة مع الجميع، لم ينخرط مع أحد ولم يدافع عن أحد دفاع المستميت كما فعل الكثيرون.
ولعل موقفا واضحا من مواقفه كان واضحا: كان يقال له لا بد أن تساهم في الانتخابات النيابية كمقترع، فالقصة صراع بين الإسلام وغيره، أو بين الحق والباطل، فقال هازئا: إن كان الفارق بين الفائز والخاسر هو صوتاً واحداً سأعتبره صوتي، حاسبوني عندئذ، وبالتأكيد لم يكن الفارق صوتا واحدا... أعود ستة وعشرين عاما إلى الوراء وأقول سبحان الله، ماذا لو نجح ذلك المرشح الإسلامي كما كان يسمى، كيف كان لحالنا أن تكون؟ سبحان الله كأنه في هذه النقطة كان أكثر تبصرا من كثيرين منا.
عالم متواضع، لم تفسده الدنيا، هي أصلا لم تزره ولم تغوه بصولجانها، ولكنه بالتأكيد كان يفضل هذا الفقر أو التعتير، إذا جاز التعبير، على أن يكون مترفا مع الفاسدين والمنخرطين بالباطل أو الداعمين له ،على أنواعه.. محب للمساجد محب للمؤمنين، واضح في أقواله وأفعاله، يصرخ بين حين وآخر معبرا عن آلام المؤمنين وعلماء الدين وطلبة العلم ثم يفضل الصبر على غيره، أليس الله قد وعدنا {... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (سورة الزمر 10)، عسى أن يكون منهم ، بل في رأس اللائحة.
أيها العلماء ويا طلبة العلم ، هذا زميل لكم لم تفسده الدنيا وهذا عالم عمل بعلمه قدر ما يستطيع، والعلم يرفع اهله دون شك ولكن هذا مرتبط بالعمل كما ورد في جوهرة التوحيد: وعالم بعلمه لم يعملن /معذب بعلمه من قبل عباد الوثن . وعندما قال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) قد سبق ذلك بقوله ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ، قل ...) اذن درجات الذين يعلمون مرتبطة بالعبادة والخشية وما إلى ذلك فليس الأمر مجرد شهادات او مناصب او شعارات ، بل عمل وتطبيق... سبحان الله كنا نعد لحفل تكريم متواضع باسم الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة ولكن سبقنا القدر... رحمه الله وأكرم مثواه.