جريدة صيدونيانيوز.نت / اشاعات عن مرشح المقاومة في بيروت مقابل بهية الحريري في صيدا
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / اشاعات عن مرشح المقاومة في بيروت مقابل بهية الحريري في صيدا
الديار
تنطوي خطابات رئيس الحكومة سعد الحريري خلال جولاته المناطقية، على مواقف حادّة جداً تصوّب بمعظمها على «حزب الله»، وتحاول حصر المواجهة الانتخابية معه، خصوصاً وأن أكثر المواقف تشدداً، أطلقها الحريري من مناطق ذات حساسية مفرطة للمقاومة وجمهورها، مثل البقاعين الشمالي والأوسط، واضعاً إياها في خانة مواجهة عودة حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد بقوة الى المجلس النيابي، وهي تلقى في الوقت نفسه ردوداً من أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله، الذي تعهّد بالنزول على الأرض في بعلبك ــ الهرمل، وحثّ الناس على إثبات ولائهم ووفائهم للمقاومة وشهدائها، وهو ما يؤشر الى احتدام المواجهة المرشّحة عشية فتح صناديق الإقتراع.
غير أن قرع طبول الحرب الانتخابية بين «المستقبل» و«حزب الله» التي يزداد ضجيجها في الإعلام، تخالف جملة من الحقائق القائمة على الأرض بحسب الشائعات، وتناقض كلمة السرّ المعطاة للمفاتيح الانتخابية لدى الطرفين، التي ترعى حفظ خصوصية كلّ منهما للأخر، وتترجم إتفاقاً خفيّاً يلزم كليهما بعدم تخطّي الخطوط الحمر التي تستفزّ الآخر.
صحيح أن الطرفين قدما لوائحهما المكتملة في الداوئر المختلطة، مستندين الى أسباب موجبة للمواجهة، استتبعت بحملات وخطابات عالية النبرة، تولتها قيادت أكبر المكونين لدى الطائفتين السنية والشيعية، فيما الوقائع تشي خلاف ذلك تقول الشائعات، وتظهر أن الأمور تجنح الى حفظ كلّ مكون لدور وحيثية الآخر بحسب ما كشفت مصادر مواكبة للحملات الانتخابية عند الفريقين، بما يضمن لـ«حزب الله» فوز مرشحه في بيروت، ولـ«المستقبل» فوز مرشحين محددين في الجنوب والبقاع، على أن يرسي السابع من أيار 2018، معادلة سياسية تلغي مفاعيل السابع من أيار 2008، وتضع اللبنانيين أمام مرحلة مختلفة تجعل البلد قادراً على ملاقاة التحولات الكبرى القادمة على المنطقة.
وإذا كان «المستقبل» لا ينفكّ عن تكرار لازمة أن كلّ التحالفات واردة في الانتخابات ما عدا «حزب الله»، وتشدد مصادر التيار الأزرق على أن «التفاهم مع الحزب يعدّ من المستحيلات، أقلّه في هذه المرحلة التي يعزز فيها الأخير انخراطه في حروب المنطقة»، فإن هذا الشعار لا يعدو كونه دعاية اعلامية تستعمل في المهرجانات الانتخابية لشدّ العصب واستنهاض همّة الجمهور وتحفيزه على الإقبال بكثافة على صناديق الإقتراع، الا أن عدداً مخاتير العاصمة الموالين لتيار «المستقبل» والمفاتيح الانتخابية للتيار، بدأوا تعميم كلّمة السرّ على الناخبين في العاصمة، لعدم التصعيد انطلاقاً من معطيات جديدة ستحكم العملية الانتخابية وكيفية توزيع الأصوات في السادس من أيار.
وقد سرت شائعات تشير الى انDeal أبرم من تحت الطاولة، يقضي بعدم صبّ الأصوات التفضيلية بشكلٍ كثيف للمرشحين الشيعيين على لائحة «المستقبل»، بما لا يؤدي ذلك لقطع الطريق على فوز المرشحين الشيعيين للائحة الثنائي الشيعي في بيروت الثانية، وذلك مقابل ضمان فوز النائبة بهية الحريري في دائرة (صيدا ـ جزين)، مع النائب السابق اسامة سعد المرشّح المدلل للحزب في الجنوب الأولى.
كما تقول الشائعات أن ارتفاع منسوب المواجهة السياسية بين الطرفين وتباعد الرؤى حيال الخيارات الإستراتيجية، لا تلغي ضرورة الذهاب الى تفاهمات محدودة وضرورية، وبحسب ما يتردد أن سعد الحريري بدأ يستعيد معادلة والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الشهيرة، التي أرساها قبل استشهاده، وفي ذروة خلافه مع سوريا، عندما قال «سيكون للمقاومة نائب في العاصمة»، وهو ما يسري على تقديم بادرة باتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري بما يسمح بفوز سهل للمرشحين الشيعيين للثنائي، فإن السيّد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري ضنينين أيضاً، بعدم إقفال البيت السياسي لآل الحريري في صيدا، وبالتالي فإن مقعد بهية الحريري يمثل عهداً ووعداً لا يمكن الانقلاب عليه في انتخابات الـ2018، وربما في دورات مقبلة، من ضمن حفظ خصوصيات التنوع اللبناني في كلّ المناطق، وعدم الانقلاب على هذه المعادلة تحت أي ظرف.
لن تكون معادلة بيروت ــ صيدا، حالة فريدة، لأنها تنسحب أيضاً على مناطق أخرى، بحسب ما يتردّد، وتقول مصادر الثنائي الشيعي أن إحترام رأي المكوّن الشيعي في بيروت الثانية، الذي يتخطّى عتبة الـ50 ألف ناخب، يستوجب إحترام خيار المكوّن السنّي في صيدا، والذي تمثّله بهية الحريري شقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ويضمن أيضاً إحترام المكوّنين السنّي والماروني في دائرة بعلبك الهرمل. وهنا تكمن بحسب مصادر ثنائي «أمل» و«حزب الله»، أهمية القانون الانتخابي الذي «ألغى المحادل والبوسطات الذي كنّا نتهم به، كرّس حفظ الخصوصيات الطائفية والسياسية لآخرين في مناطق، كان يستحيل دخول البعض اليها أو اختراقها في ظلّ القوانين الانتخابية السابقة»، هي ترى أنه «لم يعد ثمة مبرر لأحد للانكفاء ترشحاً أو انتخاباً طالما أن القانون الحالي ينصف الجميع، ويسمح لكلّ حزب أو فئة أن تتمثّل بمقدار حجمها وتمثيلها السياسي وحتى الطائفي».
إنطلاقاً من كلّ هذه المعطيات، فإن مرحلة ما بعد الانتخابات مقبلة على تفاهم سياسي أوسع، يسهّل تشكيل الحكومة الجديدة، ويعزز مناعة لبنان واستقراره ضمن محيط مشتعل، ويجعله أكثر قوّة وتماسكاً لترجمة نتائج مؤتمر «سيدر» وإطلاق المشاريع الحيوية والنهوض بالبلد.
@ المصدر/ موقع جريدة الديار