بعض الحقائق والتجارب عن عالم الغيبوبة.
جريدة صيدونيانيوز.نت / هذا ما رووه بعدما عادوا من الغيبوبة !
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / هذا ما رووه بعدما عادوا من الغيبوبة !
المصدر: Psychologies 7
سافروا طويلاً عبر اللاوعي، وغرقوا في غيبوبة. وهم يروون الآن ما حدث معهم، محاولين العودة إلى حياة طبيعية. إيزابيل عانت من ورم حميد في الدماغ وأمضت أسبوعا متأرجحة بين الموت والحياة. لورنس الذي دخل في غيبوبة لمدة أربعة أشهر إثر حادث تعرض له وهو يمارس رياضة التزلج، وماتيو الذي دخل في غيبوبة لمدة عشرة أيام.
"مثل ثقب في ذاكرتي"
دخلت إيزابيل (47 عاماً) ستة أيام في الكوما في العام 2006 . تقول "لا أتذكّر شيئاً، أو قليلاً من دون معرفة أن كانت هذه الذكريات تعود إلى ذاكرتي، أو إلى ما أخبروني إيّاه. كنت أعرف أنني متزوجة من رجل أحبه، من دون أن أعرف من يشبه. كان لدي الخيار أن أبقى هناك أو أن أعود إلى الواقع، غير أن العبور صعب. كان هناك شخص يشجعني على العودة ويقنعني بها واعداً بمرافقتي وبمساعدتي وبالوقوف إلى جانبي. وعندما استيقظت، أدركت أن هذا الشخص هو زوجي. الغيبوبة أو الكوما هي مثل ثقب في حياتي. لو لم يقولوا لي أنني كنت في غيبوبة، لما عرفت ذلك.
قررت، وبشكل سريع، أن أترك المسألة ورائي، وأن أناضل من جديد مستغلة جميع الفرص التي تُمنح لي. لطالما ضحكت من جميع الأمور، غير أنني وبعد عودتي إلى الواقع، لم أعد آخذ شيئاً على محمل الجد. لا أتمنى لأحد أن يخوض هذه التجربة، غير أن الغيبوبة هي جزء مني ولن أغيّر نفسي".
" مكثتُ في وضوح رائع"
لورنس (47 عاماً)، 125 يوماً في الكوما في العام 1992
في حين يصف لورنس هذه التجربة قائلاً "أذكر أنني ارتميت في مكان أبيض ومضيء. لا يمكنني التحرك. اكتشفت مكاناً هادئاً وناعماً، يتحرّك فيه أشخاص على شكل بيضات طويلة. حضرت، في البداية، عرضاً سريعاً لحياتي منذ ولادتي وحتى يوم وقوع الحادث. ثم مكثت في لحظة معينة، فهمت انها منطقة وسطية لأشخاص لم يعودوا على قيد الحياة، غير أنهم غير مستعدّين للرحيل. وسأظل في هذه النقطة إلى أن أعرف إن كان يمكن معالجة جسدي أم لا. وهنا مكثت طيلة إقامتي، في وضوح عاطفي وفكري وروحي رائع.
كان لدي القدرة على بلوغ المعرفة المطلقة، وتعلمت الكثير من الأمور حول الولادة، الحياة، الموت، والحياة الأخرى..أذكر أنني كنت أشعر بطيران الجسد لمرات عدة، وإن كنت أجده في حالة بغيضة في كلّ مرة. في لحظة معيّنة، عرفت أنهم عالجوا جسدي، وأنه يمكنني العودة إلى الحياة. عدت من دون الشعور بالفرح، فكان رأسي فارغاً. كان علي أن أعيد بناء كلّ شيء، وأن أبني ذاكرتي. تطلّب ذلك الكثير من السنين. ومذّاك، أعدت بناء حياتي، أصبح لدي أطفال في ظلّ وعي هادئ أن كلّ يوم يمكن أن يكون اليوم الأخير. أعرف أن الموت لم يكن إلا مرحلة، وتستمر الحياة بعده، بطريقة مختلفة".
"زرت جميع بقاع الأرض"
ماتيو (53 عاماً)،عشرة أيام في الكوما في العام 2002
اما بالنسبة الى رواية ماتيو، فشير الى انه "عدت من أمر لا يصدق، أمر يمتزج فيه ما هو أجمل، وأقوى ما يمكن أن تختزنه الحياة. في تجربتي مع الكوما، وجدت نفسي فوق جسدي، وفوق الجميع، من زوجتي وأصدقائي الذين كانوا يتحدثون عني في أروقة المستشفى بينما كنت أمكث في سريري، بعيداً عنهم. اصطدمت بعناصر من الشرطة خطفوا ابنتي، ودام ذلك طويلاً.
قمت برحلة رائعة، عارياً في الجبل، على وقع أصوات الطبول المقدّسة، محاولاً البحث عن رجل- دب. كنت فاقداً حاسة الشم، زرت جميع بقاع الأرض، وتذوقت جميع أنواع الحمص. عندما استيقظت، اختلطت علي جميع هذه التجارب: النشوة، الخوف، الحذر من الأحلام. كنت مشرذماً إلى آلاف الأجزاء من دون أي رغبة سوى أن أكون بين ذراعي زوجتي. ضائعاً تماماً. قال لي طبيبي أن أكتب كلّ شيء. ملأت الكثير من الدفاتر، ثم بدأت بعدها العلاج النفسي. كنت بحاجة إلى طاقة هائلة لأعيد بناء ذاتي، ولأفهم أنني خلال هذه الأيام العشرة، والتي بدت لي أكثر من أربع أو خمس سنوات، عشت أكثر مما يمكن لي عيشه بوعي عادي.
احتجت إلى سنوات لكي أعيد النظام إلى حياتي، ولكي أنجح في ذلك. الكوما هي العودة إلى مرحلة الطفولة المبكّرة. لم يكن ليحصل لي أفضل من ذلك للتنبّه إلى ما هو روحي، عاطفي ونفسي. أصبحت أنا وزوجتي الآن معالجين نفسيين. وأعتبر نفسي اليوم أسعد رجل في العالم".