إسبانيا تحتفل بهدف دييغو كوستا (رويترز)
جريدة صيدونيانيوز.نت / إسبانيا والبرتغال تقتربان من التأهّل... والأوروغواي تلحق بروسيا
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / إسبانيا والبرتغال تقتربان من التأهّل... والأوروغواي تلحق بروسيا
حقّقَ المنتخب الإسباني فوزاً صعباً على نظيره الإيراني 1-0 في قازان ضِمن منافسات الجولة الثانية، لكنّه حقّق المطلوب وعزّز حظوظه بالتأهّل إلى ثمنِ نهائي مونديال روسيا 2018 عن المجموعة الثانية.
بدأت المباراة بهجوم ضاغط من الإسبان، عن طريق صعود داني كارفخال ولوكاس فاسكيز على اليمين، ودخول إيسكو إلى العمق كلاعب وسط إضافي، من أجل فتحِ الطريق أمام تقدّم جوردي ألبا على اليسار، فيما تحرّك أندريس إنييستا ودافيد سيلفا بين الخطوط أمام سيرجيو بوسكيتس وخلف رأس الحربة دييغو كوستا.
وإذا كان الهجوم الإسباني هو الأفضل على مستوى الأسماء، فإنّ الدفاع الإيراني مميّز في التمركز، من خلال عودة كلٍّ من إبراهيمي وأميري لمراقبة إنييستا وإيسكو، ومساندة عزّت اللهي في منطقة الارتكاز.
ونجَحت إيران تماماً في غلقِ العمق أمام مهارات إسبانيا، ليلجأ المدرّب فرناندو هييرو إلى الأطراف بلعب الكرات العرضية عن طريق ألبا وكارفخال، لكن كان هذا الحلّ هو الأمثل للمدرّب كارلوس كيروش، بسبب طول دفاعاته وقوّة عناصره في ألعاب الهواء، ليصبح هجوم إسبانيا بلا عنوان، ومجرّد تمريرات سلبية في العمق، وعرضيات بلا صاحب على الأطراف، حتى نهاية الشوط الأوّل بالتعادل السلبي بين الفريقين.
واستمرّ اللقاء بالطريقة نفسِها، هجوم إسباني عن طريق الأطراف ودفاع إيراني قوي ومنظّم، حتى نجَح دييغو كوستا في تسجيل هدف التقدّم في الهجمة الوحيدة المنظمة من العمق، بعد نجاح إنييستا في مراوغة الوسط الإيراني وإيصال الكرة إلى قلبِ الهجوم داخلَ منطقة الجزاء، قبل أن يساعده دفاع إيران بالخطأ في منطقة العمليات.
وظهَرت قيمة إنييستا وإيسكو خصوصاً أمام إيران، لأنّ الدفاع المتكتل يحتاج إلى مهارات خاصة تجيد الاستلامَ تحت الضغط والتصرّف في الفراغات الضيّقة، وهذا ما نجح فيه هذا الثنائي بامتياز، وذلك من خلال سحبِ الدفاع وخلقِ الفراغات أمام الأظهرة على الخط الجانبي.
البرتغال - المغرب
من جهة أخرى، وضع المهاجم كريستيانو رونالدو منتخب بلاده البرتغال على مشارف الدور ثمن النهائي والمغرب خارج كأس العالم، بقيادته أبطال أوروبا إلى الفوز على «أسود الأطلس» 1-0 في موسكو في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية.
وسجّل رونالدو هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الرابعة، ليكبّد المغرب خسارته الثانية بعد أولى أمام إيران يوم الجمعة الفائت بالنتيجة نفسها.
وقال نجم ريال مدريد الإسباني بعد اللقاء: «أنا سعيد جداً. الشيء المهم كان الفوز في المباراة وكسب النقاط الثلاث»، مضيفاً: «كنا نعرف أنه في حال خسرنا قد نواجه خطر الخروج. كنا نعلم أنّ المغرب سيقدّم كل شيء. فوجئنا ببدايتهم للمباراة لأنها كانت قوية جداً».
وانفرد المنتخب البرتغالي بصدارة المجموعة موقتاً برصيد 4 نقاط، وبات بحاجة إلى نقطة واحدة من مباراته الأخيرة أمام إيران في الجولة الثالثة لبلوغ الدور الثاني للمرّة الأولى منذ 2010 في جنوب أفريقيا والثالثة في تاريخه (بعد 2006)، فيما فقد «أسود الأطلس» الأمل بالمنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة للدور المقبل، قبل مباراتهم الأخيرة ضد إسبانيا الإثنين المقبل والتي باتت «تحصيل حاصل».
رونار فخور
وأعرب مدرّب المغرب الفرنسي هيرفيه رونار عن «فخره» بالعرض الذي قدّمه لاعبوه، وصَبّ جام غضبه على التحكيم.
وقال رونار: «شاهدوا الركلة الركنية التي سجّل منها رونالدو الهدف، وشاهدوا ما فعله اللاعب رقم 3 (بيبي). لاعب ارتكازنا على الأرض، وعندما يرتكب خطأ بحق لاعب الارتكاز، يمكنكم مشاهدة رونالدو يخرج ويهزّ الشباك».
ولم يظهر المنتخب البرتغالي بطل أوروبا 2016 بمستواه القوي الذي خوّله انتزاع تعادل ثمين من إسبانيا، واكتفى بقيادة المباراة إلى بر الأمان بعد هدف بضربة رأسية لنجمه رونالدو الذي عزّز رصيده في المونديال (4 في النسخة الحالية و7 في رابع مشاركة له في النهائيات).
وباتَ أفضل لاعب في العالم خمس مرّات، أوّل لاعب برتغالي يهزّ الشباك بالرأس والقدمين اليمنى واليسرى في نسخة واحدة منذ جوزيه توريس في مونديال 1966، عندما حلّت بلاده ثالثة في أفضل نتيجة لها في العرس العالمي.
وكان المنتخب المغربي مطالباً بالفوز للإبقاء على آماله بالتأهّل إلى الدور الثاني، لكنه مرّة أخرى فشل في حسم نتيجة مباراة سيطرعلى مجرياتها على رغم العدد الكبير للفرَص التي سنحت أمام لاعبيه، خصوصاً قائده المهدي بنعطية الذي أهدر فرصتين بارزتين في الدقائق الأخيرة.
وأجرى مدرّب البرتغال فرناندو سانتوس تعديلاً واحداً على تشكيلته، فأشرك لاعب وسط وست هام يونايتد الإنكليزي جواو ماريو مكان لاعب وسط سبورتينغ برونو فرنانديس.
في المقابل، قام مدرّب المغرب الفرنسي هيرفيه رونار بثلاثة تبديلات على التشكيلة التي خسرت أمام إيران، فدفع بنبيل درار العائد من الإصابة، ومروان دا كوستا، المولود في فرنسا من أب برتغالي وأم مغربية، والمهاجم خالد بوطيب مكان أمين حارث ورومان سايس وأيوب الكعبي.
ودفع رونار بمهاجم ليغانيس الإسباني نور الدين أمرابط الذي كان قد تعرّض لارتجاج في الدماغ إثر سقوطه على وجهه، بعد احتكاك مع لاعب إيراني الجمعة الماضي، واضطرّ إلى ترك الملعب في الدقيقة 76، وأمضى الليلة في المستشفى حيث أعلن الجهاز الطبي أنه يحتاج إلى راحة لمدّة أسبوع.
ضغط بلا فعالية
وضغط المنتخب المغربي منذ البداية وكان الأكثر استحواذاً على الكرة، لكنّ البرتغال فاجأته بهدف من كرة ركنية لعبها برناردو سيلفا مع جواو موتينيو الذي رفعها داخل المنطقة، فتابعها رونالدو برأسه داخل المرمى.
وحافظ المغرب على أسلوبه، وبحث كثيراً عن التعديل من خلال التمريرات القصيرة بين لاعبيه من دون أن ينجح في مسعاه.
وكانت أولى فرَص المغرب بضربة رأسية لـ بوطيب بجوار القائم الأيمن إثر تمريرة من مبارك بوصوفة (2).
وكاد رونالدو أن يضيف الهدف الثاني من تسديدة زاحفة من داخل المنطقة مرّت بجوار القائم الأيمن (9)، ثم حصل بنعطية على فرصة لإدراك التعادل بضربة رأسية إثر ركلة ركنية انبرى لها حكيم زياش بيد أنّ الحارس روي باتريسيو تصدّى لها في توقيت مناسب (11). وسدّد زياش كرة قوية من خارج المنطقة بين يدي باتريسيو (23).
وأنقذ حارس المرمى المغربي منير الأحمدي مرماه من هدف محقق إثر تصدّيه بيمناه لانفراد غونسالو غيديس (40).
وتابع المغرب سيطرته في الشوط الثاني، وسدّد يونس بلهندة كرة قوية من داخل المنطقة تصدّى لها باتريسيو على دفعتين (56)، قبل أن ينقذ مرماه من هدف التعادل بإبعاده بصعوبة كرة رأسية لـ بلهندة إثر ركلة حرّة جانبية إنبرى لها زياش (57).
وكاد بنعطية أن يفعلها عندما تلقى كرة داخل المنطقة إثر ركلة حرّة انبرى لها، فسدّدها قوية فوق العارضة (61)، ثم حصل زياش على فرصة أخرى للمغرب عندما توغّل داخل المنطقة وسدّد كرة قوية بيسراه ارتطمت برأس بيبي وتحوّلت إلى ركنية لم تثمر (90).
واختتم بنعطية المباراة بفرصة من تسديدة قوية لكنّ الكرة عَلت العارضة (90+3).
سواريز يُهدي الأوروغواي هدف الفوز
وفي سياق آخر، حسم تفوّق الأوروغواي على السعودية 1-0، بطاقتي التأهّل عن المجموعة الأولى في كأس العالم، إذ سيرافق الفائز روسيا المضيفة إلى الدور ثمن النهائي، على حساب السعودية ومصر.
وفي مباراة ضمن الجولة الثانية أقيمت في مدينة روستوف، سجّلت الأوروغواي الهدف في الدقيقة 23 عبر مهاجم برشلونة الإسباني لويس سواريز الذي كان يخوض مباراته الدولية الرقم 100.
وحقّقت كل من الأوروغواي وروسيا فوزين في الجولتين الأوّليين، لتضمنا التأهّل قبل الجولة الثالثة التي تُقام الإثنين المقبل. وسيتنافس المنتخبان على صدارة المجموعة في مباراتهما المقبلة.
وكانت الأوروغواي قد فازت في الجولة الأولى على مصر 1-0 بهدف سجّله مدافعها خوسيه خيمينيز في الدقيقة ما قبل الأخيرة. أما روسيا، فحققت فوزاً ساحقاً على السعودية في المباراة الافتتاحية 5-0، وفازت أيضاً الثلثاء في الجولة الثانية على مصر بنتيجة 3-1.
وبذلك، بات في رصيد روسيا والأوروغواي 6 نقاط، بينما بقيت السعودية ومصر من دون أي نقطة. ومع تَبقّي جولة واحدة الإثنين المقبل، ستنحصر المنافسة بين روسيا والأوروغواي على صدارة المجموعة عندما تلتقيان في سامارا، بينما ستكون مباراة السعودية مصر في فولغوغراد من ضمن التحصيل حاصل.
وخاض المنتخب السعودي مباراته ساعياً لطَي صفحة الخسارة القاسية أمام روسيا الخميس، والتي دفعت مسؤولين إلى انتقاد اللاعبين، ومنهم الحارس عبدالله المعيوف والمدافع عمر هوساوي والمهاجم محمد السهلاوي.
وأجرى المدرّب الأرجنتيني للسعودية خوان أنطونيو بيتزي 4 تغييرات على التشكيلة الأساسية التي خاض بها المباراة الأولى، فدفع بالحارس محمد العويس بدلاً من المعيوف، والمدافع علي البليهي بدلاً من هوساوي، واعتمد على فهد المولد في الهجوم بدلاً من السهلاوي. وكان التبديل الرابع دخول هتان باهبري كأساسي بدلاً من يحيى الشهري في خط الوسط.
خطأ العويس
وقدّم المنتخب السعودي أداء أكثر ثباتاً في المباراة الثانية له في مشاركته الخامسة في النهائيات، وتمكّن من ضبط الأداء الدفاعي، والتنسيق بشكل أفضل في منطقة الأوروغواي، على رغم أنه لم يشكل خطراً كبيراً على مرمى فرناندو موسليرا.
وجاء هدف المباراة الوحيد من خطأ للحارس العويس الذي خرج لملاقاة ركلة ركنية لمنتخب الأوروغواي، إلّا أنه لم يحسن تقدير مسارها، فوصلت إلى سواريز الذي تابعها بسهولة في المرمى.
بدأت المباراة بإيقاع متوسط مع محاولات أوروغويانية باتجاه مرمى العويس نجح الدفاع في قطع معظمها. وشكّل مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي إدينسون كافاني خطورة على المرمى، لا سيّما في الدقيقة الثانية عندما سدّد كرة قطعها تدخّل حاسم من البليهي، وفي الدقيقة 12 عندما سدّد كرة قوية بيسراه بعد عرضية مارتن كاسيريس، لكنها عَلت العارضة.
ورفع المنتخب الأميركي الجنوبي تدريجاً من منسوب الضغط وصولاً إلى تسجيل سواريز هدفه الأوّل في مونديال 2018، والـ 52 له مع المنتخب.
وكانت الفرص السعودية معدودة في الشوط الأوّل، أبرزها تسديدة قوية بعيدة من باهبري بالقدم اليسرى (26) حوّلها موسليرا إلى ركنية.
وفي الدقيقة 44، اضطر بيتزي إلى إجراء تبديل عبر الدفع بحسين المقهوي بدلاً من تيسير الجاسم، بعد تعرّض الأخير لإصابة في العضلة الخلفية للفخذ الأيسر جرّاء حركة خاطئة أثناء قيامه بالمراوغة.
وتراجعت الفرص في الشوط الثاني، مع تمكّن الأوروغواي من الاستحواذ بشكل أكبر على الكرة، في مقابل انكفاء سعودي إلى المنطقة الدفاعية.
وأجرى بيتزي تبديلين في هذا الشوط، فأعاد السهلاوي للهجوم بدلاً من المولد، ودفع
بمحمد كنو بدلاً من باهبري، من دون التأثير على مجرى اللعب.
وكانت أخطر فرّص الشوط في الدقيقة 86، عندما تقدّم كافاني من منتصف الملعب بشكل فردي وتلاعَب بالدفاع، قبل أن يسدّد الكرة قوية باتجاه العويس الذي خرج من مرماه وسيطر عليها. كما سدّد سواريز ركلة حرّة قوية في الدقيقة 51، إصطدمت بالحائط الدفاعي وواصلت مسارها إلى مرمى العويس الذي تصدّى لها ببراعة.