جريدة صيدونيانيوز.نت / أسباب، أعراض وعلاج الاكتئاب النفسي عند النساء
صيدونيانيوز.نت : الصحة النفسية / الاكتئاب النفسي عند النساء
ليس هناك من ضرر عليكِ إذا كنتِ تشعرين ببعض الحزن من وقت لآخر كاستجابة طبيعية للأوضاع المحيطة القاسية التي نمرّ بها كل يوم؛ فالطبيعي أنَّ هذا الحزن ينجلي سريعًا بمرور الوقت، ولا يؤثر سلبًا في من يشعر به في ما بعد.
لكنَّ الشعور بالاكتئاب مختلف، حيث يُعرف الاكتئاب بأنّه اضطراب شديد في الحالة المزاجية لدى المصاب به؛ فتنتابه مشاعر الحزن والضيق، وقلة الحيلة وضعف الثقة بالنفس، والإرهاق وفقدان الشهية. كذلك بشكل يؤثر في قدرته على التفكير وممارسة النشاط اليومي الطبيعي من نوم وعمل وغير ذلك.
ترتفع معدلات الإصابة بالاكتئاب لدى النساء أكثر منها لدى الرجال، ويرجع ذلك إلى عوامل بيولوجية وهرمونية واجتماعية خاصة بالنساء دونًا عن الرجال.
أعراض الاكتئاب لدى النساء
تتضمن أعراض الاكتئاب لدى النساء ما يأتي:
الشعور المستمر بالحزن والقلق والفراغ العاطفي.
عدم الرغبة في ممارسة النشاط اليومي الطبيعي، أو أي نشاط كان يبعث على السعادة سابقًا، بما في ذلك ممارسة الجنس.
عدم القدرة على النوم بشكل طبيعي، والشعور الدائم بالاضطراب والانزعاج، إلى جانب البكاء المستمر.
الشعور المستمر بالذنب والتشاؤم وفقدان الأمل في كل شيء.
النوم الكثير جدًا أو القليل جدًا.
فقدان الشهية أو التناول المفرط للطعام.
الشعور الدائم بالخمول والإرهاق.
التفكير المستمر في الموت، وتكرر محاولات الانتحار.
ضعف التركيز وعدم القدرة على تذكر المعلومات أو اتخاذ القرارات.
ظهور بعض الأعراض البدنية، كالصداع والآلام المزمنة التي لا تبرأ أبدًا مهما عولجت.
ما السبب وراء ارتفاع معدلات الاكتئاب لدى النساء؟
يعتقد الأخصائيون أنَّ ارتفاع نسبة الاكتئاب لدى النساء ترتبط بشكل رئيس بالتغيّرات التي تطرأ على معدلات الهرمونات في جسم المرأة طوال حياتها. حيث تأخذ هذه الهرمونات مسيرتها في التغيّر وقت البلوغ وفي أثناء الحمل والدورة الشهرية ووقت الوضع أو الإسقاط. كما أنَّ التغيّرات في معدلات الهرمونات قبل الحيض بأسبوع تؤدي إلى "متلازمة ما قبل الحيض"، والتي تصيب المرأة بالاكتئاب والقلق والتقلب في الحالة المزاجية، ممّا يؤثر سلبًا في نشاط المرأة الطبيعي خلال هذه الفترة.
ما الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب لدى النساء؟
ذكرنا سابقًا أنَّ معدلات الاكتئاب لدى النساء تعتمد قطعًا على بعض العوامل الجينية والبيولوجية والنفسية التي تتميّز بها المرأة. لكن هناك عوامل أخرى تساعد على ظهور أعراض الاكتئاب بشكل أسرع، مثل:
وضع المرأة تحت ضغط العمل مع تربية الأولاد في حال انفصالها عن زوجها.
وجود حالات مماثلة في العائلة (فربما انتقل وراثيًا).
الإصابة باضطرابات مزاجية في سنّ مبكر.
فقدان الأب أو الأم قبل إتمام عمر العشرة أعوام.
فقدان الدعم الاجتماعي، أو التهديد بهذا الفقدان.
الضغط النفسي والاجتماعي المستمر، كالضغط المرتبط بخسارة الوظيفة أو تذبذب العلاقات الزوجية أو الانفصال.
التعرّض للاعتداء البدني أو الجنسي في الصغر.
استخدام بعض الأدوية بشكل مفرط أو بطريقة غير سليمة
اكتئاب الحمل
تعاني العديد من السيدات من اكتئاب الحمل، وهو من أشهر أنواع الاكتئاب لدى النساء
لا يقتصر خطره على المرأة فحسب، بل يمتد إلى الجنين بطبيعة الحال
كما أنَّ المعاناة من الاكتئاب في أثناء الحمل تؤدي إلى المعاناة منه بعد الحمل
يُنصح في هذه الحالة بمراجعة الطبيب، فقد يصف لكِ مضادات الاكتئاب المناسبة لحالتك، والتي تأمنين تناولها في أثناء الحمل.
كيفية التعامل مع الاكتئاب
قد تأتي على المرأة فترات من الاكتئاب العارض، كالتي ترافق الدورة الشهرية. وفي هذه الحالات يُنصح بالآتي:
تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام.
الانخراط في إحدى الهوايات التحفيزية والتي تشعرك بشيء من الإنجاز.
ممارسة تمارين الاسترخاء كالتنفس البطيء والعميق والتأمل.
تدفئة أو تهوية الغرفة بالقدر الملائم حتى لا تشعري بالبرد أو الحر في أثناء النوم.
تناول الفيتامينات والأملاح الملائمة كما وصفها الطبيب.
كيف يمكن علاج الاكتئاب لدى النساء؟
هناك العديد من الطرق العلاجية التي تُستخدم للتخلص من الاكتئاب، منها مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي.
لكن إذا لاحظتِ بوادر حالة اكتئاب وترغبين بالتقليل من زيارات الطبيب وتجنب تطور الحالة، فبإمكانك الاستعانة ببعض العادات المنسية؛ كمقابلة شخص تحبينه والتحدّث إليه وجهًا لوجه، فهذا من شأنه أن يخفف من ألم الاكتئاب والغربة التي تعانين منها.
كما يمكنك الانغماس في أي نشاط اجتماعي أو عائلي، حتى وإن لم تكوني على استعداد نفسي لذلك، فوجودك وسط مجموعة من الناس من شأنه أن يخرجك من قوقعة الاكتئاب التي تعيشين داخلها.
لا تنسِي النوم جيدًا، والتقليل من أي ضغوطات محيطة بكِ، وإن بدت هذه النصيحة صعبة، لكن أحيانًا نحمل أنفسنا أعباءً نحن في غنى عنها.
قد تعالج هذه النصائح العَرَضَ فحسب، فتتحسّن نفسيتك لفترة يسيرة ثمّ تشعرين بعدها بالاكتئاب من جديد.
لذا، يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب، حتى وإن بدا الأمر يسيرًا.
الاكتئاب كالسرطان، ينتشر ويتشعب في الجسد إثر تراكمات نفسية، فيضرّ بالصحة ويصيبكِ بالخمول وعدم القدرة على الإنتاج قبل أن تكتشفي أنّك مصابة به.