الصورة عن موقع الدكتور جاسم المطوع
جريدة صيدونيانيوز.نت / أسباب تجعل ابنك المراھق لا یصارحك
صيدونيا نيوز.نت/ أقلام ومقالات/أسباب تجعل ابنك المراھق لا یصارحك
قالت عمرى (14 ) سنة وعندي مشكلة وأخاف أن أكلم والدي وأرید أن أتحدث معك، وقال شاب آخر عمرى (15 ) سنة أرجوك أن تسمعني وتساعدني في حل مشكلتي، وقالت فتاة أنا أكتب لك وبقربي أختى تبكي وعمرھا (13 ) سنة ولدیھا مشكلة ترید أن تستشیرك فیھا ولا ترید أن تتكلم مع والدھا أو والدتھا، ورسائل كثیرة تصلني بمثل ھذه الصیغة من شباب وبنات في سن البلوغ ولا یرغبون بمصارحة الأم أو الأب، وقد جمعت (7) أسباب تجعل الشاب أو الفتاة إذا عندھم ھم أو مشكلة لا یتحدثون مع والدیھم، وھذه الأسباب ھي:
السبب الأول أنھم یلاحظون أن والدیھم لدیھم مسؤولیات كثیرة مشغولون بھا بشكل مستمر فلا یرغبون أن یزیدوھم ھما على ھمھم، فیفضلون الحدیث مع أشخاص آخرین لیساعدوھم،
والسبب الثاني أن الأب أو الأم غیر متفھمین ولا یقدرون أو یحترمون أبناءھم عندما یتحدثون معھم، وبدل أن یستمعوا لمشكلاتھم ینقلب الحوار ضدھم فیحاسبونھم على أخطائھم،
والسبب الثالث أن بعض الشباب والبنات قالوا إن أمنا أو أبانا مھما كلمناھم بمشاكلنا فإنھم لا یصدقوننا ویظنون أننا نكذب علیھم أو أن لدینا نوایا أخرى،
والسبب الرابع ھو عدم رغبة الأبناء والبنات بأن یصاب والدیھم بخیبة أمل نتیجة أخطائھم أو مشاكلھم أیا كانت ھذه المشكلة التي ارتكبوھا،
والسبب الخامس أن بعض الأبناء والبنات یعتقدون بأن الوالدین سیزیدون المشكلة تعقیدا، ولا یحسنون التعامل مع مشاكلھم بحكمة،
والسبب السادس أن بعض الأولاد والبنات یعتقدون بأن والدیھم جزء من المشكلة فكیف یصارحونھم بما في أنفسھم،
والسبب السابع بعضھم قال إنھم یخجلون من الحدیث ولم یتعلموا الحدیث مع والدیھم ومصارحتھم..
فھذه (7 ) أسباب تجعل أبناءنا في مرحلة سن البلوغ یتجنبون الحدیث مع والدیھم، ولھذا لا بد أن یكون الوالدان على وعي بكیفیة التعامل مع أبنائھما بھذه المرحلة العمریة، ویستبقان الأحداث حتى لا یقع أبناؤھما بمشاكل قد تكبر مع الوقت بسبب الفجوة الوالدیة، وأردت بھذا المقال أن أقدم وصفة تربویة تساعد الوالدین على تقویة علاقتھما الحواریة مع أبنائھما، من خلال عدة أفكار ذكیة في التواصل معھم،
مثل أن یكون المربي قریبا منھم جسدیا وخاصة في حیاتھم الیومیة، كأن تجلس بقربھم في المنزل حتى ولو كنت ساكتا فإنھم سیتحدثون معك عندما یجدونك تشاركھم الجلوس في نفس المكان، ولا مانع في بعض الأحیان أن تفتح معھم مواضیع فكاھیة أو سیاسیة أو اجتماعیة أو ریاضیة لتكسر ھیبة الحدیث من طرفھم فیتعودوا على الحدیث معك، وإذا أردت أن تفتح موضوعا لیشاركوا في الحدیث معك تحدث في مواضیع من اھتمامھم مثل الحدیث عن العلاقات والصداقات أو في التكنولوجیا أو في الألعاب الإلكترونیة أو في الریاضة والأزیاء أو أنواع الطعام، ولا مانع أن تدخل أثناء حدیثك بعض القیم والمعلومات الھادفة ولكن من غیر أن تحسسھم بأنك تنصحھم أو توجھھم،
واحرص أن تستغل فرصة الاجتماع على الطعام وقت الغداء أو العشاء فتتحدث معھم وتطرح مواضیع لیشاركوا رأیھم،
وخصص لكل ابن وقتا خاصا تكون وحدك معھ لعله یفتح معك موضوعات خاصة به أو یطرح علیك مشكلة یعاني منھا، فإذا وصلت لھذا المستوى من العلاقة فلا تغضب أو تصرخ علیه عندما یصارحك بمشاكله بل استوعبه ووجھه وكن معینا له حتى یتغلب على مشكلته، وإذا أخطأت بحقه فلا مانع من الاعتذار وطلب المسامحة حتى تحافظ على العلاقة بینكما، وتجنب إلقاء المحاضرات واللوم والتھدید فھي من منفرات قوة العلاقة في سن البلوغ، ولو وجدت ابنك وحده بغرفته فادخل الغرفة واجلس معه وتكلم معه حتى لا تعوده على العزلة، واحرص في ھذه المرحلة أن تتعرف على حساباته بالشبكات الاجتماعیة وماذا یشاھد ویتابع فھي تعبر عن اھتماماته وشخصیته فإذا عملت بھذه الوصفة التربویة أضمن لك مصارحة أبنائك لك بمشاكلھم الخاصة ولا یبحثون عن شخص غریب لیتحدثوا معه .