جريدة صيدونيانيوز.نت / البطريرك بشارة الراعي من بسري: لا يمكننا تجاهل ما يجري فيها وسنتولى الموضوع بأنفسنا لدى وزراة الطاقة
جريدة صيدونيانيوز.نت / أخبار لبنان / البطريرك بشارة الراعي من بسري: لا يمكننا تجاهل ما يجري فيها وسنتولى الموضوع بأنفسنا لدى وزراة الطاقة
تابع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، جولته الرعوية، بعد ظهر اليوم، في منطقة شرق صيدا، فزار عصرا بلدة مزرعة المطحنة في قضاء جزين، والتقى الأهالي في كنيسة البلدة، حيث ألقيت كلمات ترحيبية من مختار البلدة سعيد جبران وكاهن البلدة الأب سام إسكندر، بمشاركة العميد صلاح جبران وحشد من أبناء البلدة.
ورافق الراعي، راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبد أبو كسم، المونسنيور مارون كيوان والأب جوزف القزي.
بسري
ثم انتقل الراعي إلى بلدة بسري في قضاء جزين، حيث تفقد الكنيسة الأثرية، ثم استمع من الأهالي الى شرح عن مشروع سد بسري في المنطقة، الذي يرفضه معظم الأهالي، لأسباب بيئية وصحية، وبعد الصلاة التقى عددا من الأهالي في باحة الكنيسة، حيث ألقى كاهن البلدة إسكندر كلمة ترحيبية، من ثم ألقى المختار رشيد نمر كلمة، وصف فيها "سد بسري بالمدمر والمهجر لنا من جديد"، وقدم له أحد المهندسين دراسة عن موقع سد بسري، كما قدم له أحد الشبان خارطة قديمة عن جزين، تشير إلى درب المسيح في موقع سد بسري، واستمع الراعي إلى شرح مفصل من الأهالي حول السد وأضراره على المنطقة.
الراعي
وألقى الراعي كلمة، فقال: "ليس صدفة أننا زرنا اليوم بسري، ونحن الاثنين أو الثلاثاء المقبل، سنلتقي المدير العام لوزارة الطاقة، ونأخذ معنا ملف بسري، ولن نحتاج لتشكيل لجنة، بل ستتولى بأنفسنا الموضوع، ونقول لهم تعالوا نتكلم علميا، لأن هذا الموضوع ليس استنسابيا، بل هو قائم على العلم الجيولوجي والوقائع التاريخية، علما أن هناك دراسات ومن غير المقبول أن نبقى فريقين، أطمئنكم أننا سنلاحق هذ الموضوع، وأشكر المطران العمار، الذي رتب هذه الزيارة، إلى هذه المنطقة العزيزة على قلبه، لنرى بأم أعيننا ولنكون إلى جانبكم، ونقول لكم إننا دائما إلى جانبكم، لنصل بهذا الموضوع إلى خواتمه التي تمنحكم الطمأنينة".
أضاف: "لا يمكننا أن نتجاهل ما يحدث هنا، وإن شاء الله سنتابع الموضوع مع المدير العام ومع الوزيرة، أهنئكم بعيد السيدة العجائبية، سيدة بسري التي نسلمها حياتكم وحياتنا، ونلتمس منها أن تصنع أعجوبة بهذا الموضوع لترتاحوا وتطمئنوا، على الأقل لنخفف من كمية المخاطر إذا وجدت، الزلازل خطر ليس بأيدينا، ولكن لا يمكن أن نزيد من خطر الزلازل خطرا آخر، أحييكم وأحيي شهداءكم العشرة الذين سقطوا عام 1985، ودفعوا حياتهم فداء للوطن، سيبقون في ذاكرتنا وذاكرتكم وذاكرة أهلهم، وبسببهم أنتم هنا وعدتم وستبقون، فدم الشهداء بذار المسيحيين، لأن الشهداء في حياة المسيحيين كالزرع، الذي نبذره 300 سنة الأوائل في حياة المسيحيين، كانوا شهداء، في عهد السلطنة الرومانية الوثنية".
وتابع: "أنا سعيد لأنني أزوركم بعد سمعان عواد 1747، وأحيي كل أبناء المنطقة، وكاهن الرعية الأب سام، ومختار بسري، ومختار مزرعة المطحنة، وسعيد بالعميد صلاح جبران، ورئيس مجلس القضاء الأعلى يوسف جبران، مما يؤكد أن هذه الأرض أرض خصبة، وهذه منطقة أعطت الكثير من رجال فكر ورجال ثقافة ورجال إيمان، ونحن ضنينون أن تبقى هذه المنطقة معطاءة، وكما هي هذه منطقة جميلة بخصوبتها واخضرارها، نأمل أن تبقى خصبة بشخصياتها المدنية والكنسية والثقافية والاجتماعية".
خربة بسري
بعدها، انتقل الراعي والوفد المرافق إلى بلدة خربة بسري في إقليم الخروب، وزار كنيستها، ثم عقد لقاء مع الأهالي في صالون الكنيسة، وتحدث فيه المختار شفيق عيد الذي رحب بالراعي في بلدته مفتاح الشوف الأوسط، وصلة الوصل بين الشوف وجزين، وأكد "أننا متجذرون في أرضنا وبكنيستنا، ومحاطون بجيران أحباء، لا نخاف عليهم ولا يخافون علينا ولا نخاف منهم ولا يخافون منا، وفرحهم فرحنا ومصيرهم مصيرنا وكرامتهم كرامتنا".
الراعي
ثم تحدث الراعي، فقال: "المدينة الكبيرة خربة بسري، هي كبيرة بأهلها وأبنائها وإنسانها، لأن قيمة المدن ليست بالمساحة، ونحن في كنيسة مار شربل عليه السلام، أحيي آباء دير المخلص، وأشكر المطران العمار على ترتيبه الزيارة، لأنني لم أكن أحلم أن أصل إلى هنا، أو أتعرف إلى هذه المنطقة، فهذا كله بمحبة سيدنا مارون وتطلعاته ومحبتكم، التي جسدها في هذه الدعوة ويكفينا غمزة منه، حتى نأتي إلى الشوف العزيز، خاصة وأنكم عانيتم الكثير، ليس فقط من زلزال 1956، ولكن عانيتم كثيرا خلال الأحداث، فأنتم على هذا الخط الذي نصفه كالمنشار عالطالع والنازل، تدفعون ثمنا أنتم أبرياء منه، لذلك عندما يرتب سيدنا مارون أي زيارة رعوية إليها من كل قلبي إلى الشوف، شوف الشهيد، الشوف الذي دفع الثمن الغالي، من دون أن يكون له فيها أي مسؤولية، أحيي جهودكم وأحيي عودتكم وتشبثكم بالأرض".
أضاف: "صوتنا نردده دائما، وهو أنه لا يكفي القول إنه أصبح هناك مصالحة وعودة، ولكن المطلوب توفير فرص عمل ووظائف في المؤسسات العامة، ونطلب أن يكون هناك مبادرات خاصة، تؤمن فرص عمل لأهلنا في هذه المنطقة، لأنه إذا الرعايا بمعظمهم يأتون سبت وأحد فقط إلى البلدة، فهذه لا تسمى عودة، فالعودة الحقيقية تكون عندما تتوفر لهم وسائل العيش".
وتابع: "أحيي كاهن الرعية الأب سام ولجنة الوقف، والمختار والمجلس الاختياري وأتمنى لكم صيفا مباركا، وراحة بال، ونأمل أن يتلاشى الخوف والقلق الموجود لديكم بسبب مشروع السد، لأننا سنتابعه، لخواتيمه، بشكل لا يسبب أية مخاوف أو أضرار للمواطنين، لأن الإنسان لا يستطيع العيش في الخوف الدائم واللاطمأنينة، وكونوا على ثقة بأننا بهذا الموضوع معكم وإلى جانبكم، نوكل إلى مار شربل الواقع، الذي تعيشونه، وهو كفيل بذلك، وأنتم تعلمون أنه يعمل عجائب طبية وعمليات جراحية، ونحن نطلب منه أن يستعمل قوته الهندسية بهذا الموضوع".
الزعرورية
واختتم الراعي والوفد المرافق جولته، في منطقة إقليم الخروب، بزيارة بلدة الزعرورية، التي استقبلته بمختلف طوائفها المسيحية والإسلامية، استقبالا حاشدا، حيث رفعت البلدية أقواص النصر واللافتات الأعلام المرحبة "بالضيف الكبير بين أهله وأحبته"، وكان تقدم المستقبلين أمام صالون الكنيسة على الطريق العام للبلدة، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي رافق الراعي لدى وصوله حتى موقع الاستقبال، حيث حضرت موسيقى قوى الأمن الداخي، وعزفت لحن التعظيم بوصول الراعي، فيما قدمت ثلة من عناصر قوى الأمن الداخلي التحية إلى الراعي واللواء عثمان.
بعدها، صافح الراعي مستقبليه، وعلى رأسهم النائب بلال عبد الله ممثلا رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء عثمان عثمان، آمر سرية بيت الدين العقيد جوزف عيد، كاهن البلدة الأب بطرس الهاشم، وكيل داخلية الحزب "التقدمي الاشتراكي" في إقليم الخروب الدكتور سليم السيد على رأس وفد من أعضاء الحزب في المنطقة، رؤساء بلديات: الزعرورية سلام عثمان وأعضاء المجلس البلدي، المطلة أرنست عيد ومزرعة الضهر حسيب عيد، مختارا الزعرورية زين الزين وطارق أبو ضاهر، رئيس نادي "الفتيان" في الزعرورية يوسف أبو ضاهر، حشد من أبناء البلدة وعائلاتها وفاعلياتها.
بعد المصافحة، توجه الراعي يرافقه عثمان والعمار والفاعليات إلى كنيسة البلدة، حيث أزاح الراعي وعثمان الستار عن لوحة تذكارية، وضعت على مدخل الكنيسة، تؤرخ زيارة الراعي للزعرورية.
الهاشم
ثم توجه الراعي والحضور إلى صالون الكنيسة، حيث عقد لقاء مع الأهالي، وتحدث فيه الأب الهاشم، فشكر الراعي على "زيارته الرعوية للمنطقة"، مرحبا به "في الزعرورية في بلدة العيش المشترك والوحدة الوطنية".
عثمان
وتحدث رئيس البلدية سلام عثمان، فرحب بالراعي "في الزعرورية البلدة الصغيرة في حجمها، والكبيرة برجالاتها، والفخورة بتشريفكم لها، الزعرورية لها حضورها المميز، وكان لها حضور في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء وفي التربية والجيش وقوى الامن الداخلي، وكان لها شرف التضحية والوفاء، عندما قدمت اثنين من خيرة شبابها قاضيين كبيرين، هما الرئيس حسن عثمان والقاضي عاصم أبو ضاهر، اللذين قضيا شهيدين تحت قوس المحكمة، ومازلنا ننتظر وإياكم العدالة، وكان لها الشرف أن تفتدي المنطقة بشهيدها هيثم الزين الذي سقط غدرا".
وقال: "نحن أصحاب هذه البلدة المعطاءة، نؤمن بالدولة الحرة السيدة ونحترم مؤسساتها، ونلتزم قوانينها ونرجو من غبطتكم، كما يعرفكم الشعب اللبنانيين، أن يبقى همكم اليوم وغدا، كما كان بالأمس، العناد بالمحافظة على هذا البلد الصغير بجغرافيته، والغني بتنوعه ومؤسساته، ليبقى لبنان درة الشرق ومنارة الحرية".
الراعي
وتحدث الراعي، فقال: "يسعدني أن أكون الليلة في الزعرورية، هذه البلدة العزيزة، الحلوة بأرضها وأهلها، كما أنني سعيد جدا أن يكون سعادة اللواء عماد عثمان ابن البلدة العزيزة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، الله يأخذ بيدك، فالمهمة ليست بالأمر السهل، والله يوفقكم، لأن لبنان فيه الكثير من الفلتان والتعديات، الله يأخذ بيدكم حتى تتمكنوا، فالشعب عنده ثقة أن هناك قوى الأمن الداخلي والجيش وكل الأجهزة الأمنية، هي الضمانة لكل الناس، وهي تبقي حياتهم مصانة، وحقوقهم محفوظة، وبهذا الوقت أنا معكم، واليوم تعرفت على زوجة المرحوم هيثم الزين، الذي قتل في شهر شباط 2019، فأنا سعيد عندما قال لي سيادة اللواء عثمان، إننا ألقينا القبض على القاتل، واليوم هو بين أيدي العدالة".
أضاف: "أشكر المطران العمار، الذي رتب هذه الزيارة للزعرورية العزيزة، حيث تعرفنا عليكم، وأحببناكم ولمسنا كم يوجد عائلة واحدة مترابطة تعيشونها سويا، أنا سعيد أن أحيي كاهن الرعية الأب بطرس الهاشم، كما أشكر النائب عبد الله على حضوره معنا، وأرجو أن تنقل التحيات للنائب تيمور جنبلاط، وأنت رافقتنا العام الماضي في جولتنا في المنطقة، فنشكرك مجددا، كما أشكر رئيس البلدية سلام عثمان، الذي اسمه سلام وهو سلام"، منوها ب"المجلس البلدي ونائب الرئيس وسيم صالح"، سائلا: "كيف يمكن أن يعيش الناس بسلام والطرقات فيها حفريات، ولا تتوفر المياه ولا العدالة، فيبدو أن هذه الأمور مؤمنة هنا في الزعرورية، وهذا يعني أن الإنسان يعيش بسلام".
وتابع: "كان ملفتا لي ونحن نمشي مع سعادة اللواء عثمان ورئيس البلدية، فاعتقدتهم موارنة، حيث كانا يتكلمان عن الكنيسة، وما تم إنجازه من مشاريع خاصة بها، وما تم جمعه من أموال خاصة لصندوق الكنيسة، فهذا عمل مهم وجيد، وهنا نتذكر البطريرك الحويك عندما سألوه ما هي طائفتك فأجاب طائفتي لبنان، ونحن هذا ما نتمناه أن يستمر عندنا، فعلا لدى كل المواطنين، وأن يشعر الجميع أن طائفتنا واحدة هي لبنان، كما أحيي الأستاذ موريس رزق، وكل رؤساء البلديات ومختاري الزعرورية زين الزين وطارق ابو ضاهر".
وأردف: "يسعدنا أننا تعرفنا على شخصيات مرت وقد تعرفنا عليها، كالعميد سالم أبو ضاهر، المدير السابق للقصر الجمهوري، وقد تعرفنا عليه في عهد الرئيس ميشال سليمان، كما أريد أن أذكر معكم شهيدي القضاء، حسن عثمان والقاضي عصام أبو ضاهر، فهما سقطا على قوس المحكمة في صيدا، وهما شهيدا القضاء اللبناني، وحتى يبقى القضاء مستمرا لخدمة الحقيقة والعدالة، لأنه عندما لا يكون القضاء في خدمة الحق والعدالة، يعني كسرت العمود الفقري للانسان، لذلك نحيي هذه البلدة العزيزة، ونتمنى لكم التوفيق والنجاح والخير، لقد عشنا اليوم في الزعرورية فرح العائلة اللبنانية الواحدة، التي تتميز بتنوعها ووحدتها، وأحييكم مرة ثانية تضامنكم وتعاونكم لبناء الكنيسة، كما سعدت ما سمعته أيضا من اللواء عثمان ومن رئيس البلدية، أن هناك قرارا يمنع بيع الأراضي، وقد قال لي رئيس البلدية، نحن لن نعطي الأوراق لمن يريد بيع أرضه، ولن نسمح له أو نعطي له الأذن".
وختم "نحن نقول إن أرضي هي هويتي وتاريخي، ومستقبلي وكرامتي، يعني إذا فقدت الأرض، أصبحت مثل اليتيم، فالأرض لا نعرف قيمتها، إلا عندما نفقدها، لذلك أهنئكم على هذا الموقف، ونأمل أن يكون هذا الموقف عند كل اللبنانيين، في جميع المناطق اللبنانية، لأنه بتنوع الدين والثقافة والحزب واللون والعرق، قيمة لبنان أننا مستوطنون هذا الوطن، ومن هذا الوطن خلقت ثقافة العيش المشترك والتنوع في الوحدة، فما ينفعني الغريب، الذي يأتي ويأخذ الأرض، فعلينا أن نحافظ على أرضنا حتى نحافظ على تاريخنا مثل أجدادنا".
وفي الختام، تسلم الراعي دروعا وهدايا من اللواء عثمان ورئيس البلدية ونادي الفتيان ولجنة الوقف.