صيدا تحمي ثورتها السلمية حتى سقوط "العهد"
جريدة صيدونيانيوز.نت / صيدا تحمي ثورتها السلمية حتى سقوط "العهد"
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / صيدا تحمي ثورتها السلمية حتى سقوط "العهد"
المدن
إصراراً منهم على إفشال محاوات تبديدهم، يستمر جمهور الانتفاضة في صيدا بوتيرته النابضة منذ 15 يوماً. ونجح المتظاهرون في مدينة صيدا في الإمساك مجدداً بموقع تقاطع إيليا، وقطعه مجدداً أمام السيارات. وعادوا للاعتصام في وسط التقاطع، بعدما كانوا أمهلوا السلطة يومين لاستكمال تحقيق المطالب التي ترفعها الانتفاضة، والتي حسب المتظاهرين لم تكن استقالة الحكومة سوى أول هذه المطالب، وما زالوا ينتظرون تلبية ما تبقى منها.
صدام واعتذار
هذا الإصرار على العودة بالآلاف إلى وسط طريق إيليا، وبزخم أكبر، وما قابله من انتشار كثيف للجيش اللبناني ومحاولته منع المتظاهرين من قطع الطريق وحصرهم بنقطة بجانبها، لم يمر بهدوء فتحول إلى تصادم بين الجانبين، أوقع بعض الإصابات في صفوف المعتصمين، تم نقلهم إلى المستشفيات، ومن ثم عادوا لاحقاً لينضموا إلى رفاقهم في "إيليا". وخرق هذا المشهد التصادمي مشهد إنساني مؤثر، أظهر مدى تعاطف بعض ضباط وعناصر الجيش اللبناني مع المتظاهرين، حين تقدم أحد الضباط بالاعتذار من سيدة تعرضت للدفع والصد العنيف.
يوحدهم العلم اللبناني، وعلى وقع الأغاني الوطنية، ومنها المهداة إلى الجيش اللبناني، ظهر حراك صيدا أكثر صلابة مع عودة أعداد كبيرة من المتظاهرين للتجمهر في تقاطع "إيليا"، ومعظمهم من الشباب والشابات، ومع تنوع المتظاهرين بتوجهاتهم المدنية والحزبية التقوا تحت شعارات الثورة، مجددين التأكيد على الاستمرار بحراكهم السلمي حتى تحقيق ما نزلوا من أجل المطالبة به.
انتهاء مهلة اليومين
وتجلى في هذا الحراك مجدداً، كما في بقية الساحات اللبنانية، ذلك الوعي الكبير للأهداف التي يرفعها، وهو ما عبر عنه بعض المتظاهرين صراحة، حين سئلوا من بعض وسائل الإعلام عن سبب عودتهم إلى التجمهر في هذا التقاطع، بعد يومين على انكفائهم الجزئي عنه نهاراً إلى نقطة اعتصام قريبة منه، وترددهم إليه ليلاً.. فقال أحدهم: "انسحبنا قبل يومين من هذا الشارع وأعطينا مهلة لتحقيق بقية المطالب، فتأخر المعنيون في تحقيقها، ما استدعى عودتنا إلى هذا المكان وإغلاق الطريق. لأننا لمسنا نوعاً من الاستخفاف بمطالبنا، خصوصاً ونحن نرى هذه الفوضى في زيادة الأسعار على السلع الأساسية ولا من يسأل! نزلنا مجدداً لنؤكد أننا لا زلنا نراقب ومصرون أن نحاسب".
وقال آخر "الثورة لم تنته، صحيح أن المطلب الأول تحقق وهو إسقاط الحكومة بجميع مكوناتها، وليس المقصود إسقاط شخص رئيس الحكومة. لكن هذا المطلب لوحده غير كاف، المطلوب تشكيل حكومة انتقالية، بأسرع وقت وإقرار قانون انتخاب جديد، يحاكي تطلعات الناس ويضمن حسن التمثيل واجراء انتخابات مبكرة على أساسه، وتحسين وضع الكهرباء والمياه والطبابة ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين".
وتوجهت إحدى ناشطات الحراك إلى المتظاهرين عبر مكبر للصوت بالتأكيد أيضاً على "مطلب استقالة رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي". فقالت: "لازم يستقيلو بعد استقالة الحكومة التي تعني استقالة جميع الوزراء أي حكومة العهد مكتملة".
هتافات الليل
وما لم يقله المتظاهرون عبرت عنه هتافاتهم خلال الاعتصام، وأثناء التظاهرة التي انطلقت منه وجابت بعض شوارع المدينة وانتهت مجددا إليه.. وفي مقدمها هتاف "كلن يعني كلن"، ومنها أيضاً "بأرضي أنا بدي ضل.. نحنا شعب ما بينذل"، "يا للعار ويا للعار.. دولتنا دولة تجار"، "يا سلامة ارحل ارحل.. شعبي واعي منو أهبل"، "لو حرقونا بالشوارع.. صوت الثورة طالع طالع"، "بكرامة أنا بدي عيش.. هيدا حقي مش بقشيش".
وتضمنت الهتافات أيضا دعوات للمواطنين الذين ما زالوا في بيوتهم للنزول والإنضمام الى المتظاهرين .
ومع تقدم ساعات الليل تضاعف عدد المتظاهرين حتى ملأوا ساحة إيليا والممرات المحيطة بها من مساربها الأربعة. وأعادوا تجسيد مشهد الحشود التي شهدتها في الأسبوع الأول من الثورة.