جريدة صيدونيانيوز.نت / تعلق الأطفال بمقتنياتهم يعوض غياب الأم ويعزز أمانهم النفسي
صيدونيانيوز.نت/ الصحة النفسية /
تعلق الأطفال بمقتنياتهم يعوض غياب الأم ويعزز أمانهم النفسي
«ابني مرتبط بلعبته ويبكي كثيرا إذا فقدها»، شكوى متكررة من بعض الأمهات بتعلق بعض الأبناء في مرحلة الطفولة المبكرة بالألعاب أو المقتنيات الشخصية كالدمى، والمناشف، وأغطية النوم، الذي يمكن أن يمتد حتى سنوات الصبا والمراهقة، ما يجعل الأم تشكو من عدم قدرتها على التخلص من هذا التعلق الذي تعتقد بعض الأمهات أنه ضار لطفلها.
تعلق إيجابي
قالت أم إياس: إنها تحرص منذ مرحلة الطفولة المبكرة أن يلعب طفلها بألعابه التي يقتنيها ويحافظ عليها لأطول وقت ممكن، حتى كبر وتعود على اصطحاب لعبته معه في أي مكان يذهب إليه ليتسلى بها أثناء الخروج، مؤكدة أن تشجيعها قلص تعلق طفلها بالأجهزة الإلكترونية الحديثة، إضافة إلى أنه عزز لديه أهمية مشاركة الآخرين؛ لأنه حين يرغب بتبديل لعبته لا يتخلص منها بل يتصدق بها.
دون ضرر
وأوضحت الأم أروى الخليفي، أن كلا من ابنيها لديه هذه العادة، فتعلق عيسى بغطاء النوم، بينما تعلق حمد بدمية صغيرة، لدرجة أنهما يستيقظان في منتصف الليل للتأكد من وجود مقتنياتهما إلى جانبيهما، موضحة أن نعومة الملمس هي الرابط الذي يجمع مقتنياتهما، ويستمران في لمسها ووضعها على منطقة الوجه حتى يغرقا في النوم، موضحة أنها لم تحاول التخلص من هذه العادة؛ كونها لم تجد أي ضرر عليهما بعد البحث والاطلاع في الموضوع.
نفور بعد الحب
أما الصغيرة منى فقد تعلقت بدمية خاصة بها، وأصبحت تلتصق بها ولا تريد التخلي عنها حتى في وقت الاستحمام، ما دفع الأم لمحاولة التخلص من الدمية؛ لاعتقادها أن هذا التعلق قد يحمل خطورة على نفسية الطفلة في المستقبل، فحاولت التخلص منها أكثر من مرة قبل أن يتسبب أخوها في كسر رأس الدمية، ما جعل الصغيرة تنفر منها ولم تعد ترغب بها.
بديل الأم
وأوضحت الأكاديمية المتخصصة في رياض الأطفال الدكتورة سارة العبدالكريم، أن تعلق الطفل بمادة تجلب الأمن النفسي له ليس أمرا سلبيا، بل إنه مفيد جدا للأم كبديل لها عند انشغالها، مضيفة: لا يمكن بطبيعة الحال أن تكون متفرغة للطفل طوال ساعات يقظته، ما يجعل مثل تلك الأشياء، كالدمى والأغطية وغيرها من المقتنيات، بديلا مناسبا غير ضار بصحته، بخلاف تعلقه بالرضاعة أو مص الأصابع على سبيل المثال، الذي يسبب مشكلات صحية للطفل.
وأضافت: ومن فوائد المقتنيات الشخصية التي يتعلق بها الطفل أيضا، أنها تخفف عليه الشعور بالفقد وتعزز من شعوره بالأمان النفسي في حال غياب الأم لأي سبب خارج المنزل.
متأقلم ذكي
وقالت الدكتورة سارة: إنه من جانب تخوف الآباء والأمهات من سخرية الآخرين من أبنائهم لحمل مقتنياتهم المحببة لديهم أينما ذهبوا، فالطفل في الحقيقة لديه من الذكاء الذي يقوده لتقدير المواقف والأماكن، مضيفة: ومع نموه العمري وبدء الاهتمام بمكانته الاجتماعية بين أقرانه، سيقدر الوقت المناسب لإظهار مادة التعلق، ولن يعرض نفسه للسخرية، وستتحول المادة التي تجلب له الراحة النفسية إلى الاهتمام بها في بيته بعيدا عن أقرانه، فالطفل متأقلم بشكل ذكي جدا.