جريدة صيدونيانيوز.نت / عذراً، الإعلام لا يحتاج دروساً في تغطية كورونا من حكومة مقصّرة بحماية الناس!
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / عذراً، الإعلام لا يحتاج دروساً في تغطية كورونا من حكومة مقصّرة بحماية الناس!
المصدر : النهار
بشيء من الصدمة، تلقّينا بيان اجتماع خليّة الأزمة الحكومية الذي كان يفترض أن يخرج الى اللبنانيين بإعلان يخفف من هلعهم حيال وصول الوباء العالمي الى بلدهم الغارق في الأزمات والمنهك بأنظمة رقابية هشّة تتيح للمخيّلة تصوّر الأسوأ دائماً.
بدل أن تخرج الخليّة باجراءات حاسمة تعلن تعليق وصول الرحلات من مناطق انتشار المرض، ذهبت الى اعلان تخفيف الرحلات مع ما يضمره الأمر من غموض واستلشاء بصحة الناس. وكأن وصول طائرة بدل اثنتين يمنع نقل راكب مصاب بالفيروس! ولم تكلَّف الحكومة نفسها عبء النظر في قرارات دول مجاورة لايران، على سبيل المثال، كالعراق علقت الرحلات، من والى ايران، وقاية من نقل "الكورونا" الى أراضيها. صحيح أن توصية منظمة الصحة العالمية لا تتحدث عن اقفال المعابر لكنها في الوقت نفسه تترك للدول ومسؤوليها تقدير المخاطر. وأي مخاطر أكثر من وصول طائرات تقل مئات الركاب من مدن انتشر فيها الوباء باعتراف مفاجئ من المسؤولين الايرانيين. ومن قال أن أعراض الفيروس تظهر مباشرة وألا يدرك المسؤولون أن فترة حضانة الفيروس هي 14 يوماً، أي أن من لا تظهر عليه أعراض السعال والحرارة وغيرهما على متن الطائرة، لا يعني الأمر أنه معافى ولا يحتاج حجراً احترازياً.
هل تعرف الحكومة مسؤولياتها حقاً؟ وهل لديها الضمانة حول تقيّد ركاب الطائرة الايرانية بالحجر الاحترازي في منازلهم؟ وهل معايير الحجر المنزلي تطبق كما يجب فلا يتم الاختلاط بأفراد العائلة والأقارب والجيران؟ وهل قامت الوزارة باجراء الفحص للآتين من الصين من تلقاء نفسها؟ وهل نسينا قصة الشابة التي لم يجرَ لها الفحص الا بعد أن أثارت فضيحة على مواقع التواصل؟ وهل استدركت الحكومة حجم الوباء في الأيام الماضية فجهزت المستشفيات بما يلزم من غرف حجر أم أنها اليوم تسابق الوقت لتخصيص طابق في مستشفيات حكومية ولا نعرف بأي معايير؟ وهل راقبت الوزارة جشع التجار وصفقات الكمامات التي أعيد تصديرها من المرفأ وهل أوقف المسؤولون عن الأمر وهل تم منعه أم التفرج عليه؟ وهل تتأكد الوزارة كما يجب من الاجراءات الوقائية في المدارس ومن الأدوات المستخدمة كميزان الحرارة وصحة مؤشره؟ هل تجيب خليّة الأزمة عن كل تلك الأسئلة قبل أن تعطي الاعلام دروساً في كيفية التعاطي مع أخبار الفيروس؟ هل المطلوب التعمية على التقصير؟ هل المطلوب السكوت على عدم تشغيل الكاميرات الحرارية في المطار كما يجب منذ أيام وعدم تخصيص كادر بعديد بشري مناسب لتغطية الدوامات على مدار الساعة؟
فجأة بات الاعلام المتهم أمام التقصير الفاضح! وتناسى من سمحوا لأنفسهم بتناول الاعلام من دون تمييز في المعايير، أن وسائل الاعلام الجادة تلعب منذ أسابيع دوراً أساسياً في التوعية حول الفيروس وطرق انتشاره والوقاية منه، وأنها تتعقب ركاب الطائرة منذ الأمس للقيام بواجبها المهني والتأكد من صحتهم وخضوعهم للفحوص حماية للمصلحة العامة ومساندة لهم وشعوراً مع ما يمرون به، وهي بذلك تلعب دور الحريص الفعلي وتغطي ثغر المعنيين! فعن أي تضخيم تتحدثون يا سادة وألا تخجلون من تناول الاعلام الذي راكم خبرات سنوات في تغطية الأزمات والتعامل معها، فتبادرون الى الدعوة الى مؤتمر صحافي عبر بيانكم لإرشاد الإعلام! في الواقع، إن مؤتمراً مماثلاً لا يستحق سوى المقاطعة من وسائل الاعلام، والأجدى أن تركزوا على مهامكم وتسدّوا ثغركم الكثيرة وتتخّذوا الاجراءات اللازمة المنتظرة من شعب فقد الثقة بمؤسسات تمثلونها!