الشهيد معروف سعد / صيدونيانيوز.نت
جريدة صيدونيانيوز.نت / معروف سعد في الذكرى 45 لاستشهاده ( بقلم توفيق عسيران رفيق درب الشهيد معروف سعد)
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار مدينة صيدا / معروف سعد في الذكرى 45 لاستشهاده ( بقلم توفيق عسيران رفيق درب الشهيد معروف سعد)
بقلم توفيق عسيران رفيق درب الشهيد معروف سعد
بين 26 شباط و6 اذار2020 تحل الذكرى 45 لاستشهاد المناضل الوطني معروف سعد والذي صمد اسبوعا كاملا قبل أن يسلم الروح ، شهيدا قومياَ وطنياَ، ومناضلاً شريفاً، وزعيماً شعبياً، حملته الجماهير على أكتافها والصيادون في مراكبهم تقديراً لدوره وإنجازاته وانحيازه الكامل لمطالبهم الحقة، ومواصلة حياته البسيطة كما كان قبل أن يصبح نائباً من نواب الأمة .
معروف سعد ، كان يحظى بتقدير خاص لدى الرئيس جمال عبد الناصر، وعلى امتداد الدول العربية ، التي كانت تؤمن بعبد الناصر زعيماً منقذا للأمة لوقوفه كالطود الشامخ في وجه مؤمرات الغرب على ثورة عبد الناصر وعلى انجازاته الشعبية والوطنية والدولية ...
كما كان معروف يحظى بتقدير خاص لدى الرئيس فؤاد شهاب الذي أكبر فيه تضحياته من أجل الناس، محترما مواقفه التي لم تتضمن في أي يوم من الأيام خدمة شخصية، أو توسل منصب وزاري، أو محاولة تحقيق أي مكسب غير قانوني... كانت قوته بأنه لم يطلب يوما شيئا لنفسه بل لمدينته ولمواطنيه، خصوصاً أولئك الذين لحق بهم ظلماً وحقوقهم مهضومة ، غير قابل بأن يكون هناك مظلوم معتدى عليه سواء في أموره الشخصية أو اموره الحياتية...
رحلة عمره السياسية القصيرة ( 18 سنة)، مسبوقة أيضا بفترة أمضاها في العمل العام في سلك الشرطة ، كانت حافلة بانجازات ضخمة على صعيد المدينة وعلى صعيد النضال الوطني والقومي... ركز كثيرا على قضية التعليم لأنه المفتاح الأساسي للتقدم، وأول شيئ فعله عندما انتخب رئيساً لبلدية صيدا، انشاء مكتبة بالقصر البلدي وقاعة كبيرة مضاءة ومشرعة الأبواب للطلاب من اجل مراجعة دروسهم واعداد فروضهم ... وكانت الكهرباء محدودة في منازل الفقراء قبل أن يعممها في المدينة...
أما بطولاته في فلسطين ، قبل اعتقاله ، وبعد أن أمضى 5 سنوات في سجن القلعة ببيروت وفي معتقل المية ومية قرب صيدا، فقد كانت علامة مميزة على طريق القراءة الواعية والمبكرة لمخاطر الصهيونية وضياع فلسطين فحمل البندقية وأنضم الى المقاومين الأبطال في فلسطين...
وشكل مقاومة متقدمة في صيدا ضد قوافل التموين الى يهود فلسطين وعصاباتهم المسلحة...
لم يساوم يوما على قضية وطنية أو قومية، لم يضعف، لم يتراجع، بل واجه كل التحديات ، وكان مصيره النجاح فيما نذر نفسه له...
ولأنه كذلك فقد تم أغتياله تمهيداً لحرب فرضت على لبنان واستمرت طويلاَ...
واليوم يواجه لبنان حالة انعدام ثقة غير مسبوقة على صعيد الوطن ، نفتقد معروف سعد، الذي حافظ على نهجه، و تماهى مع كل التطلعات الوطنية والقومية بغض النظر عن من بادر اليها فالمهم هو حركة فعالة تصب بالنتيجة في مكافحة المؤمرات على الوطن...
نعم لبنان اليوم على فوهة البركان ، نتيجة تشابك المفاهيم وتداخل المصالح وانعدام الرؤى وتراجع القيم والمسؤوليات العامة والوطنية ، ونجاح التعبئة الاعلامية والضغط الدولي في خلق شكوك لدى بعض النفوس الضعيفة حول الدور الكبير الذي نستطيع وحدتهم ومواقفهم الوطنية من صنع المعجزات ليعود الوطن ، ساحة للحرية والتلاقي والعبور الى المستقبل الواعد ، الذي لا فساد فيه ولا رشوة ولا طائفية ولا مذهبيه خال من تعدد الولاءات
في ذكرى استشهاد المناضل الوطني معروف سعد ال45 ، نجدد العهد بالمحافظة على عروبة صيدا لتبقى بوابة المقاومة وعلى نهجه الوطني الوطني المترفع وشفافيته في ممارسة الشأن العام، وستبقى مقولة عبد الناصر :" لا صلح، لا تفاوض، لا أعتراف بأسرائيل و ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير بالقوة ". منارة نضالنا على هذا الطريق لإسقاط كل الصفقات المشبوهة حول فلسطين، وفي مقدمتها " صفقة القرن".