جريدة صيدونيانيوز.نت / كيف تعدل مزاجك وتسعد نفسك ؟
صيدونيانيوز.نت/ أقلام ومقالات / كيف تعدل مزاجك وتسعد نفسك ؟
كثيرا ما نقرأ أفكار لتغيير المزاج وإسعاد النفس وهي كثيرة مثل : القراءة من كتاب وممارسة الرياضة بين فترة وأخرى وتغيير ديكور الغرفة وتعلم شيئ جديد في حياتك وأن تقضي وقتا مع الأطفال ويكون لديك هواية تمارسها دائما وأن تستيقظ في الصباح وتكتب أهدافك اليومية وأن تقوم بمغامرة ترفيهية ويكون لديك أصدقاء مرحين وتتابع حسابات فكاهية بالشبكات الإجتماعية وتخرج في رحلة برية أو بحرية وتجلس جلسة تأمل أو تفكر وتخطط لرحلة سياحية أو ثقافية وتهتم بصحتك وتأكل طعاما صحيا وتبتعد عن الهواتف والشاشات مؤقتا وتجلس مع كبار السن لتسمع أحاديثهم وتنام جيدا وتأخذ إجازة من عملك وتقدم خدمة لشخص محتاج.
كل ما ذكرته يساهم في تعديل المزاج وليس في تحقيق السعادة حتى ولو كانت بعض الأفكار تسعدك ، لأن هناك فرق بين تعديل المزاج والسعادة ، فتعديل المزاج شعور مؤقت يشعر به الإنسان، ثم يعود مزاجه لطبيعته بعد انتهاء النشاط أو البرنامج الجديد، كما أن هناك بعض الأطعمة تعدل المزاج مثل الشوكولاته والفراولة والمكسرات ويقال أنها تفرز هرمون السعادة ، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن التلبينة تذهب ببعض الحزن.
ولكن للسعادة معنى أكبر من تعديل المزاج، فالسعادة شعور داخلي يحسه الإنسان ويتمثل في سكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير ، وهو شعور دائم وليس مؤقت مثل تعديل المزاج ، وأكثر ما يجعل الإنسان سعيدا أن يعيش حياة طيبة وذلك من خلال الإيمان والعمل الصالح فقد قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة ) والحياة الطيبة هي سعادة الدنيا والآخرة، ولهذا فإن كل برامج التدريب والكتب المؤلفة التي تتحدث عن السعادة فإن حقيقتها تتحدث عن تعديل المزاج ما لم يكن بالورشة التدريبية أو الكتاب إضافة تتحدث عن كيفية تقوية الإيمان وزيادته .
ولهذا الذكي من يجمع بين الإثنين ، فيقوم ببرامج وأنشطعة تعدل مزاجه ويكون حريص علي تقوية إيمانه حتي يعيش سعيدا ، ولعل البرامج والأطعمة التي تعدل المزاج كثيرة فبعضها حقيقي وبعضها وهمي مثل التدخين وشرب المحرمات ، أما برامج تقوية الإيمان وزيادته فكلها حقيقية وتساهم في سعادة الإنسان.
ولعل السؤال المهم الآن هو كيف أزيد ايماني حتى أشعر بسعادة دائمة ؟
والجواب علي هذا السؤال سهل وبسيط ولكن يحتاج لعمل دائم ، فمن وسائل زيادة الإيمان رؤية الصالحين وزيارتهم ومصادقتهم لأن القرب منهم يشجع الإنسان للعمل الصالح، وحديثهم يذكرك بالله فيجددوا إيمانك ويزيدوا من قربك بالله . كما أن تذكر الموت بين حين وآخر يساهم في زيادة الإيمان ويجعل الإنسان يعمل الطاعات حتى يقابل ربه ورصيده من الصالحات كبير . وذكر الله تعالى من الأسباب التي تزيد الإيمان وتقويه ولهذا لابد أن يكون لك وردا يوميا من أذكار الصباح أو المساء أو قراءة القرآن حتى يكون الإنسان متصل مع الله في كل حين . ومتابعة البرامج الإيمانية في الشبكات الإجتماعية كذلك تشجعك للعمل الصالح.
فزيادة الإيمان يكون بالعلم والعمل وكلما ازداد الإيمان قويت السعادة، فطلب الهداية ليس مقتصرا علينا فقط بل حتى الأنبياء طلبوها، فموسى عليه السلام لما رأي النار (قال لأهله أمكثوا إني أنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد علي النار هدى) ، وسافر مع العبد الصالح من أجل أن يتعلم ثلاثة مسائل تزيد من معرفته بربه كل ذلك من أجل السعادة الحقيقية.
(مقال /الدكتور جاسم المطوع )