جريدة صيدونيانيوز.نت / الغزو يهدف إلى إطاحة حكومة كييف... والقوّات الروسيّة تُسيطر على تشيرنوبيل
Sidonianews.net
------------
وكالات / نداء الوطن
تحت حجّة الدفاع عن دونباس، أعلن بوتين خلال كلمة متلفزة غير معلنة مسبقاً قُبيل الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش، قرار "شنّ عملية عسكرية"، متحدّثاً مجدّداً عن "إبادة" مزعومة يتعرّض لها الناطقون بالروسية في شرق أوكرانيا. وتوجّه مباشرة إلى العسكريين الأوكرانيين قائلاً: "أدعوكم إلى إلقاء السلاح!"، فيما أكد أنّه لا يُريد احتلال أوكرانيا، بل "نزع سلاحها".
وفي وقت لاحق، أوضح بوتين خلال اجتماع عقده في الكرملين مع رجال أعمال وبثّه التلفزيون أنّ بلاده "لم يكن أمامها أي سبيل آخر" للدفاع عن نفسها سوى شنّ هجوم عسكري على جارتها أوكرانيا، ملقياً باللوم على تعنّت كييف والغرب في شأن المطالب الأمنية الروسية في شرق أوروبا. وأشار إلى أنّ بلاده "استعدّت" لعقوبات جديدة ضدّ اقتصادها، داعياً رجال الأعمال إلى إظهار التضامن مع الحكومة الروسية.
ميدانيّاً، ذكرت روسيا أنها حققت بنجاح كلّ الأهداف المحدّدة في اليوم الأوّل من غزوها لأوكرانيا، حيث أسفرت عمليات قصف ومواجهات عن سقوط عشرات القتلى وربّما المئات، في حين كشف الجيش الروسي أنه دمّر 74 منشأة عسكرية، بينها 11 مهبط طائرات. كما أعلن تدمير 3 مقار قيادة وقاعدة بحرية أوكرانية و18 محطة رادار لأنظمة الدفاع الصاروخي الأوكرانية من طرازي "أس 300" و"بي يو كاي أم 1"، وكذلك "مروحية هجومية" و"4 طائرات مسيّرة "بيرقدار تي بي 2" تركية الصنع، فيما يُنفّذ الجيش الروسي انزالات مظليّة في مواقع حسّاسة عدّة في سعيه إلى السيطرة على مدن رئيسية.
من جهتها، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن القوات الروسية سيطرت على محطة تشيرنوبيل، التي شهدت العام 1986 أسوأ حادث نووي في التاريخ، بعد معارك شرسة، موضحةً كذلك أن معارك تدور على بُعد 5 كيلومترات فقط عن محيط مدينة خاركوف (شرق أوكرانيا)، حيث أعلن الجيش تدمير 4 دبابات روسية. وكانت أوكرانيا قد أعلنت مقتل 50 عنصراً روسيّاً وإسقاط 7 طائرات.
وفي سياق متّصل، كشف مسؤول استخباراتي غربي رفيع أنّ روسيا باتت تتمتّع بـ"تفوّق جوّي كامل" في أوكرانيا، وتُريد حشد "قوّة ساحقة" حول العاصمة كييف، معتبراً أن "الدفاع سيُصبح في أيدي القوات البرية والمقاومة الشعبية"، في حين اعتبر مسؤول عسكري أميركي أن روسيا تهدف إلى إسقاط الحكومة الأوكرانية واستبدالها بنظام مؤيّد لموسكو، مشيراً إلى أن "ما نشهده هو المراحل الأوليّة لغزو واسع النطاق"، في وقت كشف فيه رئيس وزراء سلوفينيا يانيز يانسا لدى وصوله للمشاركة في قمة أوروبّية طارئة في بروكسل أنّ "الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال لي هذا الصباح إنّ روسيا تُريد إسقاط حكومة كييف واستبدالها بحكومة دمية".
وتتوغل روسيا على طول 3 محاور: الجنوب من شبه جزيرة القرم حتى مدينة خيرسون على نهر دنيبر، ومن الشمال من بيلاروسيا في اتجاه كييف على طول طريقَيْن إلى الشمال الشرقي والشمال الغربي للعاصمة الأوكرانية، ومن الشرق انطلاقاً من مدينة بيلغورود الروسية إلى مدينة خاركوف الأوكرانية الصناعية الكبيرة، وفق تقديرات البنتاغون. وأوضح المسؤول العسكري الأميركي أن أعنف قتال يحصل في خاركوف.
وبدأ الجيش الروسي الأعمال القتالية بحوالى 75 طلعة لطائرات قاذفة، ونحو 100 عملية إطلاق صواريخ مختلفة، بينها صواريخ بحر - أرض أطلقت من البحر الأسود. وركّزت الهجمات على أهداف عسكرية، بينها قواعد جوّية وقيادة الجيش الأوكراني، لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقول إنّ الهدف هو السيطرة على المدن الرئيسية، بينها كييف.
توازياً، شبّه الرئيس الأوكراني الغزو الروسي بأفعال "ألمانيا النازية" خلال الحرب العالمية الثانية، وحضّ الأوكرانيين على الإنضمام إلى وحدات الدفاع عن الأراضي، داعياً الروس إلى "الخروج" إلى الشوارع "للاحتجاج على هذه الحرب". كما كتب زيلينسكي على "تويتر" بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون: "نُطالب باستبعاد روسيا من نظام "سويفت" وفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا"، في حين حذّر المستشار الألماني أولاف شولتز من أن بوتين يُحاول "شطب أوكرانيا من الخريطة"، معتبراً أنّنا "نعيش بداية حرب لم نعهد مثيلاً لها في أوروبا منذ أكثر من 75 عاماً".
وفي الغضون، أعلن الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ أن الحلف سيعقد قمة عبر الفيديو مخصّصة للهجوم الروسي على أوكرانيا اليوم، لافتاً الى أن الناتو فعّل "خططه الدفاعية" لنشر قوات إضافية في الدول الأعضاء. وتحدّث عن "إرسال عناصر" من قوّة الردّ التابعة للناتو والتي تضمّ 40 ألف جندي ولديها قوّة عمل مشتركة عالية الجهوزية مؤلّفة من 8 آلاف عسكري، بينهم 7 آلاف فرنسي، مع وحدة جوّية موضوعة حاليّاً تحت القيادة الفرنسية.
كذلك، كشف مسؤول أميركي كبير في واشنطن أنّ وزارة الدفاع ستُرسل نحو 7 آلاف عسكري إضافي إلى ألمانيا، موضحاً أن الهدف من هذا الإنتشار الجديد الذي سيحصل في الأيام المقبلة هو "طمأنة الحلفاء في "حلف شمال الأطلسي" وردع هجوم روسي والإستعداد لدعم الحاجات في المنطقة"، بينما ندّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة بثتها قنوات التلفزة بالغزو الروسي لأوكرانيا، معتبراً أنه "ضربة قاسية للسلام والإستقرار الإقليميَّيْن".
فعلها "القيصر الروسي" فلاديمير بوتين وقرّر غزو أوكرانيا غير آبه بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي والعقوبات الغربيّة القاسية، ضارباً عرض الحائط القواعد والمعايير الدوليّة التي تحكم العلاقات بين الدول ذات السيادة. فهاجم الجيش الروسي أوكرانيا من ثلاث جبهات رئيسيّة، الشرق والجنوب والشمال، مستخدماً الأراضي البيلاروسية من الجبهة الشمالية لقصف العاصمة كييف في مسعى لاحتلالها بأسرع وقت ممكن وقلب نظام الحكم فيها عبر تنصيب مسؤولين أوكرانيين يدورون في فلك موسكو.
---------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم / الغزو يهدف إلى إطاحة حكومة كييف... والقوّات الروسيّة تُسيطر على تشيرنوبيل