https://sidonianews.net/article308309 /على هامش الغربة والأدب..
صيدونيا نيوز

من حسنات الغربة أنها تفتح آفاق إدراك جديد لكثير من الأمور وتعيدك للتفكير بعمق في أخرى بصورة مختلفة (مواقع التواصل الاجتماعي)

جريدة صيدونيانيوز.نت / على هامش الغربة والأدب..

صيدونيانيوز.نت / أقلام ومقالات / على هامش الغربة والأدب..

 

"من طول الغيبات.. جاب الغنائم" مثل يتردد كثيرا ...هو ما يعني لدى غالبيتهم تلك المكاسب التي يعود بها المغترب، في نظرة مجتمعية....

غير أن موضوع الغربة لكثيرين، ومنهم كاتب هذه التدوينة، بات مختلفا تماما بالنظر إلى حسابات الربح والخسارة هذه، ذلك أن الواقع اليوم أسهم في تغيير كثير مما كان سائدا، وبات يصعب معه التفريق بين المغترب طلبا للزرق والعمل أو الدراسة أو اللجوء، فضلا عن بواعث وأسباب الاغتراب.

غادرت [ وطني ]منذ نحو 7 سنوات ....ولا أزال، ولا أذكر من حسنات للغربة سوى أنها تفتح آفاق إدراك جديد لكثير من الأمور وتعيدك للتفكير بعمق في أخرى بصورة مختلفة، وكأنها مرحلة يتكثف نضج العمر فيها خلال سنوات قليلة، إضافة إلى مساحة العلاقات والتعرف على أصدقاء هذا المنفى الاختياري ورفاق العمل وزملاء المهنة، ولعمري تلك أكبر المكاسب!

ولعل هذا المعنى يلامس في بعضه فوائد الشافعي الخمس بقوله:  

تغرب عن الأوطان في طلب العلا

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرج هم، واكتساب معيشة

وعلم، وآداب، وصحبة ماجد

ولعل هذا ما أسهم في تعزيز معنى السفر والاغتراب بالمعنى الإيجابي، وقبل ذلك ما ذهب إليه مفسرون لما أشار إليه القرآن الكريم في آيات، منها الآية الكريمة:

وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً (النساء: 100)

بأن هذا في الحث على الهجرة والترغيب، وبيان ما فيها من المصالح، فوعد الصادق في وعده أن من هاجر في سبيله ابتغاء مرضاته، أنه يجد مراغما في الأرض وسعة، فالمراغم مشتمل على مصالح الدين، والسعة على مصالح الدنيا، وإن كان المراغم اسم للمهاجر إذا أسلم وعادى قومه وهجرهم، فسمي خروجه مراغما، غير أن بعضهم يرى أن المراغم هو المبتغي للمعيشة....

وعلى مستوى الغربة الشخصية التي عبر عنها شعراء العربية على مدار تاريخ الشعر العربي، .... نجد أبيات المتنبي التي يشكو فيها غربته بمصر بعد أن ترك بلاط سيف الدولة الحمداني، الذي كان بالنسبة إلى المتنبي بمثابة البطل الذي يقتحم الملمات، وينكل بالأعداء، ثم ها هو ذا المتنبي يلم به المرض مع غربته وانفراده بمصر من دون صديق أو أنيس أو سمير يواسيه ويخفف بعضا من هذه الغربة، يقول المتنبي مخاطبا الحمى:

أبنت الدهر عندي كل بنت

فكيف وصلت أنت من الزحام

جرحت مجرحا لم يبق فيه

مكان للسيوف ولا السهام

وفي أبياته التي هجا فيها كافورا الإخشيدي،.... يبدأ المتنبي القصيدة بذكر غربته وبعده عن أحبته -في دولة الحمدانيين- ويمر العيد وهو كاسف البال حزين:

عيد، بأية حال عدت يا عيد

بما مضى؟ أم لأمر فيك تجديد؟

أما الأحبة فالبيداء دونهم

فليت دونك بيدا دونها بيد

الكاتب : (عبد الصمد درويش)/ مدونات الجزيرة 





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article308309 /على هامش الغربة والأدب..