الصورة عن جريدة نداء الوطن اللبنانيه / اف ب
جريدة صيدونيانيوز.نت / النار تلتهم غزة مع سقوط الهدنة
Sidonianews.net
---------------------
نداء الوطن
عادت «نيران» الآلة العسكرية الإسرائيلية لتلتهم قطاع غزة من جديد مع سقوط الهدنة الإنسانية الموَقتة بضربات الصواريخ القاضية، حيث تعرّض القطاع المحاصَر أمس لقصف عنيف حصد في يوم واحد عشرات القتلى، وعمّق مآسي الغزّاويين. وتوعّدت إسرائيل مجدّداً بالقضاء على حركة «حماس»، بينما تواصلت الدعوات الدولية لإعادة إحياء الهدنة، محذّرةً من تداعيات استئناف القتال على المدنيين في غزة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية.
وأشعلت القنابل والصواريخ بعد هطول المساء سماء غزة، فيما ارتفعت طيلة النهار سحب كثيفة من الدخان الأسود من مناطق عدّة استُهدفت في القطاع. في المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ في اتجاه إسرائيل، في حين أشارت وزارة الصحة التابعة لـ»حماس» إلى سقوط 178 قتيلاً و589 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء.
ومع بدء الضربات الوحشية، باشر آلاف سكان القطاع العودة إلى المستشفيات والمدارس التي أصبحت ملجأ للنازحين، بينما كشف الجيش الإسرائيلي عن قصف «أكثر من 200 هدف إرهابي» في شمال القطاع وجنوبه، بما في ذلك في خان يونس ورفح. وبحسب وكالة «فرانس برس»، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات عنيفة في محيط «المستشفى الأوروبي» ومحيط «مستشفى ناصر» في خان يونس.
وتبادلت إسرائيل و»حماس» الاتهامات باستئناف الأعمال الحربية. وتوعّد المتحدّث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الحركة بـ»ضربة قاضية»، متّهماً «حماس» بعدم تسليم لائحة رهائن تعتزم إطلاق سراحهم لقاء معتقلين فلسطينيين في حال تمديد الهدنة عملاً بالاتفاق الذي كان سارياً، وبإطلاق صاروخ على الأراضي الإسرائيلية قبل انتهاء الهدنة، بينما حمّلت الحركة الدولة العبرية مسؤولية تفجّر الأوضاع، مؤكدةً أنها لم تستجب لعروض للإفراج عن المزيد من الرهائن خلال الليل.
ونشر الجيش الإسرائيلي خريطة لما أسماها «مناطق الإخلاء» في القطاع التي يُفترض بالغزّاويين إخلاؤها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة، وطلب أميركي بتجنّب قتل المدنيين. وتُقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية القطاع إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
وزعم الجيش أن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من «إخلاء أماكن محدّدة حفاظاً على سلامتهم إذا لزم الأمر». وأُرسلت تحذيرات عبر رسائل نصّية قصيرة إلى سكان في مناطق متعدّدة من القطاع، تُحذّر من أن الجيش سيبدأ «هجوماً عسكريّاً ساحقاً على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة «حماس» الإرهابية».
وحضّت الرسالة الناس على التحرّك الفوري، وجاء فيها: «من أجل سلامتك... تحرّك بشكل فوري إلى المآوي المعروفة. ابتعد عن كلّ نشاط عسكري من أيّ نوع. لا تنتظر... وتحرّك فوراً حتّى لا يكون الوقت متأخّراً أو مستحيلاً! أعذر من أنذر!».
وشمل التحذير مناطق جباليا والشجاعية وزيتون والبلدة القديمة في غزة، وخربة خزاعة، وعبسان، وبني سهيلا ومعن، وغيرها من الأماكن، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تأكد من وفاة 5 من الرهائن الذين كانوا محتجزين في غزة، وأبلغ عائلاتهم، وأن الدولة العبرية استعادت جثة أحدهم.
ديبلوماسيّاً، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن تركيز واشنطن «لا يزال منصباً» على إطلاق سراح الرهائن، رغم انتهاء مفاعيل الهدنة واستئناف القتال. وبعد لقائه عدداً من نظرائه العرب في دبي على هامش مؤتمر المناخ «كوب28»، قال بلينكن: «نحن مصمّمون على بذل كلّ ما في وسعنا لإعادة الجميع إلى عائلاتهم، بما في ذلك مواصلة العملية التي استمرّت 7 أيام»، مؤكداً أن العمل مستمرّ «على مدار الساعة تقريباً».
توازياً، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنّ «استمرار الحرب التي تشنّها واشنطن وتل أبيب، يعني إبادة جماعية جديدة في غزة والضفة الغربية»، مضيفاً: «يبدو أنهم لا يُفكّرون في العواقب الوخيمة للعودة إلى الحرب». كما حذّر من أنّه «أبلغنا قادة المقاومة الفلسطينية سابقاً أن ردّ المقاومة سيكون ساحقاً إذا استؤنفت الحرب».
وكان لافتاً بالأمس إعلان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تستعدّ لفرض قيود على منح تأشيرات دخول للمستوطنين الإسرائيليين المتورّطين في أعمال العنف ضدّ الفلسطينيين في الضفة الغربية، موضحاً أن بلينكن أبلغ بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما في القدس الخميس الفائت. وكشف أن هذه العقوبات يُمكن أن تُعلن في مستهلّ الأسبوع المقبل، من دون أن يتمكّن من تحديد عدد الأشخاص الذين يُمكن أن يتأثّروا بها.
------------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / النار تلتهم غزة مع سقوط الهدنة