https://sidonianews.net/article323519 /الأخبار : واشنطن لا تريد الحرب : المقـ اومة تمطر شمال فلسطين بالصواريخ؟ جندي التحرير: من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي إلى فلسطين؟
صيدونيا نيوز

الشهيد الحاج طالب عبدالله (أبوطالب) - عن جريدة الأخبار - صيدونيانيوز.نت

جريدة صيدونيانيوز.نت / الأخبار : واشنطن لا تريد الحرب : المقـ اومة تمطر شمال فلسطين بالصواريخ؟ جندي التحرير: من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي إلى فلسطين؟

Sidonianews.net

------------

الأخبار

أعربت الإدارة الأميركية عن قلقها من «تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله»، وأكّدت أنها «تسعى جاهدة لمنع حرب شاملة». ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين أن «واشنطن قلقة من اندفاع إسرائيل نحو حرب مع حزب الله من دون استراتيجية واضحة»، و«تعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه تخفيف التصعيد الإسرائيلي - اللبناني».ورداً على اغتيال القائد طالب سامي عبدالله، أمطر حزب الله أمس شمال فلسطين المحتلة بالصواريخ وصولاً إلى صفد وطبريا، وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق أكثر من 215 صاروخاً، فيما دوّت صفارات الإنذار في أكثر من 32 مستوطنة، وسُمعت أصداء الانفجارات في طبريا وصفد ومحيطها وفي عدد كبير من مستوطنات الجليل، وفي حيفا وعكا و«هكريوت».
وأكّدت وسائل إعلام العدو أن كل الصواريخ التي أطلقها حزب الله أصابت أهدافها مباشرة. وتحدّثت عن انقطاع الكهرباء في أماكن كثيرة في الشمال، وعن اشتعال حرائق في عدد من المناطق. وقال قائد لواء الشمال في الإطفاء يئير ألكايم إنّ «الحرائق عرّضت مستوطنات ومنشآت استراتيجية للخطر»،
واستهدف حزب الله بصواريخ موجّهة مصنع ‌«بلاسان» للصناعات العسكرية في ‏مستوطنة سعسع، وقصف مقر قيادة الفيلق ‏الشمالي في قاعدة عين زيتيم، والمقر الاحتياطي ‏للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد»، ومقر وحدة المراقبة ‏الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف ‏المدفعية. وقصف بصواريخ كاتيوشا وبركان ثكنة زرعيت ومرابض مدفعية العدو في ‏خربة ماعر وانتشاراً لجنوده في محيطها، وموقعي حدب يارين وبركة ريشا، وشنّ هجوماً جوياً ‌‏بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على ثكنة حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810)، استهدف أماكن ‌‏تموضع واستقرار ضبّاط الثكنة وجنودها. ‏ واستهدفت المقاومة قوّات ‏العدو في موقع المالكية ومواقع رويسة القرن في مزارع شبعا والرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا وراميا والراهب وحانيتا وجل العلام، والتجهيزات التجسسيّة في موقع رويسات العلم في تلال ‏كفرشوبا. وتصدّت وحدات الدفاع الجوي ‏في المقاومة لطائرة صهيونية ‏فأطلقت باتجاهها صاروخ أرض - جو، وأجبرتها على مغادرة الأجواء ‏اللبنانية.‏
ونعى حزب الله الشهيد بهيج محمد حجازي من بلدة حاريص.
وسائل إعلام العدو: كل الصواريخ التي أطلقها حزب الله أصابت أهدافها مباشرة

وحضرت الجبهة الجنوبية بقوة في الاجتماعات الأميركية - الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والمسؤولين الإسرائيليين، وكذلك بين قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي مايكل كوريلا ورئيس أركان جيش العدو هرتسي هاليفي في إسرائيل الأسبوع الفائت، بالتزامن مع توجّه قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الولايات المتحدة. وأكّدت مصادر متابعة أن «جبهة الجنوب ومخاطر التصعيد فيها، كانت الموضوع الأبرز في لقاءات القائد في واشنطن». وأشارت إلى أن «الولايات المتحدة لا تزال تبدي تمنّعها عن دعم عمل عسكري إسرائيلي كبير ضدّ لبنان، لإدراكها حجم المخاطر التي ستترتّب على إسرائيل وعلى المنطقة»، لافتة إلى أن «ثمّة في حكومة العدو من يدعم توجّهاً تصعيدياً ضدّ لبنان، بينما يتسم موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالحذر الشديد».

----------

من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي إلى فلسطين

الأخبار
ليس امراً عادياً ان يبقى اسم قائد كبير عرفه عشرات الآلاف من المقاتلين غير معروف لغالبيتهم حتى لحظة استشهاده. طالب عبد الله (ابو طالب) واحد من ابناء الجيل الاول، بدأ مسيرته مقاتلاً بخبرات محدودة، وتلقّى «أصول الميدان» مع مجموعة تعلّمت الكثير في مسيرة أمضى فيها كل حياته (من السادسة عشرة حتى استشهاده)، مقاتلاً ومخططاً ومدرباً ومعلماً وقائداً. لم يكن في حياته حدث خارج عالم المقاومة وميادينها. هو واحد من حفنة حفظت ذاكرة اربعة عقود من العمل المقاوم بكل اشكاله، من استخدام مسدس فردي، الى ادارة شبكة من احدث الاسلحة والصواريخ، وتعلمت الجمع بين التفكير الامني والعمل العسكري، وتمكنت من قراءة العدو وحفظه عن ظهر قلب. ابو طالب الذي قاد نصف الجبهة اللبنانية المفتوحة مع العدو منذ عملية طوفان الاقصى، لم يكن لحظة بعيداً عن الميدان، وكان ممن يعرفون بأن كل مهمة في هذه المعركة هي عملية استشهادية، ولم يغب عن باله لحظة احتمال القتل على يد العدو ، اغتيالاً او قصفاً او قتلاً في نزال. وهو واحد ممن فرضت ظروف المقاومة عليهم الانتقال بين ميادين كثيرة في مسيرة بدأها منتصف ثمانينات القرن الماضي، قادته من بيروت المدينة الى قرى الجنوب المهملة، ثم الى اوروبا نصيرا للمقهورين في البوسنة قبل العودة الى مطاردة العدو حتى طرده من لبنان، وقيادة معركة منعه من العودة عام 2006، ومدافعا عن ظهر المقاومة وعمقها في الحرب ضد التكفيريين على حدود سوريا، ثم العودة الى المكان الاقرب الى قلبه وعقله، حيث تابع مسيرةً قادته الى استشهاد يحسده عليه جلّ رفاقه الاحياء>

-------------

من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي إلى فلسطين
الأخبار-   عباس فنيش  

بعد دقائق من إسقاط المقاومة مُسيّرة «هيرميس 900»، أوّل من أمس، كان الحاج أبو طالب أوّل المتصلين بالمسؤولين عن عملية الإسقاط للتهنئة والسؤال عن طبيعة العمل. ورغم أن العملية تقع خارج نطاق مسؤوليته، إلا أنه «مجبول بالدقة والاستفسار عن التفاصيل»، كما يقول رفاق درب القائد الشهيد طالب سامي عبدالله .منذ حضر إلى «محور صدّيقين» في جنوب لبنان عام 1987، برزت استثنائيّته. كان المحور قد تعرّض لضربة قاسية بعد فقدان المقاومة عدداً من قادتها على رأسهم القائد رضا حريري. لكن «أبو طالب» ورفاقه سرعان ما أعادوا للمحور زخمه، ففُعّلت الدوريات والكمائن وزرع العبوات، وتحوّل محور صدّيقين من «مصدر قلق» على قشرة الحزام الأمني إلى مصدر خطر تنطلق منه العمليات إلى داخل الشريط.
بعد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي، عام 1992، وانتخاب السيد حسن نصرالله أميناً عاماً للحزب، دخلت المقاومة ورشة هيكلة، شكّلت المحاور فيها عصب العمل المقاوم. تسلم أبو طالب محور صدّيقين. وخلال أيام قليلة، قرّر ورفاقه رفع مستوى التحدّي، وزادوا من جرعة «الإبداع» وصولاً إلى داخل فلسطين المحتلة، فخطّط لـ«عملية بحرية»، بقيت طيّ أسرار المقاومة.
انتدبته قيادة المقاومة مع عدد من رفاقه لمهمّة في البوسنة. ومع أن أفراد المجموعة كانوا قد خضعوا لدورة «القوة الخاصة» التي لم يكن قد خضع لها، إلا أن القرار كان أن يكون معهم نظراً إلى مهاراته، وشخصيّته التي تجعله يتكيّف مع المهمة قبل غيره. وهو، بالفعل، جذب في الأيام الأولى انتباه المتدرّبين في مهارات استخدام المسدس والأسلحة الخفيفة، فضلاً عن قدرته على الاندماج مع المجموعات التي كانت في طور التشكّل. بعد العودة إلى لبنان، أصبح أساسياً في «القوة الخاصة» التي أصبحت تشكيلاً رسمياً، وأوكلت إليها مهام اقتحام المواقع، ولا تكاد تخلو عملية اقتحام من مشاركته فيها بشكل أو بآخر.

جندي التحرير
مع دخول عام 2000، بدأت تلوح في الأفق بشائر اندحار إسرائيلي. كانت العمليات قد تكثّفت، وقُتل قائد قوات الاحتلال في الجنوب إيرز غيرزشتاين. قرّر «المعاون الجهادي» آنذاك، الحاج عماد مغنية، تسليم أبو طالب محور بنت جبيل. وبعد أسابيع، قُتل العميل عقل هاشم، الرجل الأول في «جيش لحد».. بعد أسابيع، أخلى الاحتلال موقع بيت ياحون، وأمرت قيادة المقاومة بنسفه، فتولّى هو المهمّة. كانت تلك مقدّمةً لما سيحصل في أيار من ذلك العام. وعندما وُضعت الخطط للقادم من الأيام، وكيف ستندحر إسرائيل تحت النار، حفظ أبو طالب المهمة، ولم يكن ينتظر سوى لحظة التنفيذ.
مع المسير العفوي للأهالي في 21 أيار 2000 عند بعض بوابات القرى المحتلة، لم تفاجأ المقاومة، ووضعت سريعاً الخطط موضع التنفيذ. كان محور بنت جبيل في قلب ما يحصل نظراً إلى حساسية المواقع فيه، ولا سيما «مركز الـ17»، عند مدخل المدينة. ركّز أبو طالب، حينها، على تنظيم حركة دخول الأهالي الى القرى، ورفع الجهوزية للردّ على أي اعتداء،، وعدم وقوع عمليات ثأر من العملاء، ومواكبة التحضيرات لاحتفال النصر الذي سيقام بعد أيام في المدينة ويلقي فيه الأمين العام لحزب الله خطاب «بيت العنكبوت».
أيام بعد التحرير، دخلت المقاومة ورشة جديدة، مع قناعة قيادة المقاومة بأن إسرائيل لن تسكت عن الهزيمة وستعود لشن حرب جديدة. كان حزب الله قد أصبح على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة مباشرة، واندلعت «انتفاضة الأقصى». طرح الحاج عماد مغنية سؤاله المركزي حينها: كيف سنواجه إسرائيل وندافع عن لبنان؟
عقب عملية الأسر في 12 تموز 2006 عاين ميدانياً كل ما تم تجهيزه خلال سنوات وقال إن العدو سيرتكب حماقة يندم عليها

بدأ الجسم العسكري لحزب الله التحضير دفاعياً، وكانت بنت جبيل في قلب هذا الدفاع، ما ألقى عبئاً كبيراً على كاهل المحور الذي أدخله أبو طالب في ورشة من نوع آخر: عزّز التموضع على الحافة الأمامية، وتابع كل تفاصيل الهيكلة والتنظيم، وانتقى كوادره، وبقي كل الوقت في الميدان، درس تفاصيله، وحفظ الجغرافيا بدقة، وبدفتر لم يفارقه، كان يدوّن الأفكار بعد كل جولة، ويجيب كل من يسأله: «بدنا نشدّ الهمة جاي الحرب».
صبيحة 12 تموز 2006، بعد دقائق من عملية الأسر قام بجولة اتصالات لتفقد الجهوزية، وعاين ميدانياً كل ما تم تجهيزه خلال السنوات الماضية، سائلاً عن أدق التفاصيل بما فيها عدد الطلقات في أسلحة المقاومين. في نهاية ذلك النهار، أسرّ إلى من كان معه بأن العدو سيرتكب حماقة يندم عليها.
في الأيام الأولى للعدوان، بقي في بنت جبيل يدير مواجهات قرى الحافة مع فلسطين، ومع اشتداد المعارك في مربع التحرير (مارون الرأس، بنت جبيل، عيناثا، عيترون) تعهّد بأن العدو لن يدخل المدينة. ورغم سقوط عدد من رفاق دربه المقربين إلا أنه لم ينصرف عن المهمة، كان يعلم أن رفع الراية في الملعب سيشكل نصراً معنوياً للاحتلال، وكان همه الأكبر «ما رح تنزل كلمة السيد حسن عالأرض».
نقل غرفة العمليات إلى بلدة أخرى في القضاء، لكن العدو لاحقه بغارات عنيفة، لكنه لم يخل الموقع ولم يتوقف عن جولاته الميدانية لتفقد نقاط الاشتباك. في خضمّ المواجهات، اتصل به الحاج عماد مطمئناً فلخّص له المشهد، واقترح عليه أفكاراً تتعلق ببعض التكتيكات التي يستحيل نظرياً تنفيذها. ولثقة الحاج عماد به ترك القرار له، فكانت هذه التكتيكات هي الأساس في إنزال خسائر في القوات التي حاولت التقدم إلى الملعب، ما أدى الى انسحابها بعد قتل وجرح عدد كبير من ضباطها وجنودها.

من المحور إلى «نصر»
مع انتهاء العدوان في 14 آب 2006، بدأت الورشة الكبرى التي نقلت حزب الله إلى مستوى مختلف. أُعيدت هيكلة الجسم العسكري بشكل جذري، وانتقلت عملية البناء والتطوير والهيكلة من بناء محور إلى بناء منطقة عمليات، وأصبحت لدى المقاومة مناطق عسكرية تقسّمت بين منطقة نصر، ومنطقة بدر، ومنطقة عزيز، وتولّى هو مهام نائب مسؤول منطقة نصر، قبل أن يتولى مسؤوليتها منتصف عام 2016.
رغم كل التحديات التي عصفت بالمنطقة بعد عام 2011، بقي أبو طالب ينظر تجاه فلسطين المحتلة، ضاعف الجهد وكثّف من تطوير القدرات البشرية والعسكرية، وعند كل استحقاق كانت منطقة نصر هي التي تهدد الاحتلال وتوقفه على «إجر ونص»، إذ تولت عمليات الردود على كل عدوان من اغتيال مجموعة القنيطرة عام 2015 إلى عملية أفيفيم 2019 وصولاً إلى عملية شويا عام 2021 وليس انتهاء برفع الجهوزية عند تهديد حزب الله بالحرب في حال لم يحصل الترسيم البحري عام 2022.
بين كل ذلك تضاعف الحضور الميداني للحاج أبو طالب أكثر من كل سنوات خدمته السابقة، وربما لم يمر يوم من دون أن يتفقد الشريط الحدودي ويعمّق معرفته بكل تفاصيل الاحتلال من التشكيلات إلى القدرات إلى المواقع وتجهيزاتها.
صبيحة الثامن من تشرين الأول 2023 جاء أمر الأمين العام لحزب الله بفتح الجبهة، فتولى أبو طالب المهمة شخصياً. كان واضحاً لديه بأن الأمور لن تقف عند هذا النسق، فقسّم ساعات يومه بين جولات تفقدية على امتداد نطاقه الجغرافي، واتصالات مكثّفة يتابع فيها تفاصيل كل العمليات ويتفقد كل من شارك من التخطيط إلى التنفيذ ويحدّد أعمال اليوم التالي.
سكنت فلسطين وجدانه، وحضرت على امتداد عمله، ولا سيما في ذروة التنسيق بين حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى. وكان حاضراً في زيارات الكوادر والوفود التي نظّم لها الحاج عماد مغنية جولات ميدانية، مساعداً وناقلاً للتجربة. ومع حلول عام 2022، كان شريكاً في برنامج عمل مشترك بين المقاومة في لبنان ومجموعات تابعة لكتائب عز الدين القسام وسرايا القدس، وقد عملت بعض هذه المجموعات ضمن نطاق مسؤوليته في الأسابيع التالية، بعدما افتتحت مجموعة من الجهاد الإسلامي في الثامن من تشرين الأول العمليات بتسلل مجموعة منها إلى داخل فلسطين المحتلة. ومع انطلاقة الطوفان وفتح جبهة الإسناد بلغ التنسيق والعمل الذروة وكان يتابع شخصياً الوضع مع قادة المقاومة الفلسطينية.

----------------

ردود المقاومة على الإغتيال ستعمّق مأزق العدو

الأخبار:   علي حيدر

أجمل حزب الله على لسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين، قراءته لعملية الاغتيال التي استهدفت القائد الكبير «أبو طالب»، ورفاقه، بأن العدو «لم يتعلم من كل التجارب التي مضت حين يعتقد بأن شهادة القادة ستُضعف المقاومة»، في إشارة إلى رهانات العدو وآماله بأن تؤدي هذه الضربة النوعية إلى إضعاف معنويات مقاومي حزب الله وزعزعة بنيتها على الجبهة. ورداً على هذا الرهان أكّد السيد صفي الدين أنه «كلما استشهد منّا قائد ازدادت المقاومة قوّة وعزماً في الميدان». في تعبير دقيق عن أن المعيار الذي يكشف عن مفاعيل هذه العملية سيظهر في ميدان القتال. وهو ما فصّل المقصود به في كلامه اللاحق.وفي البعد الإقليمي لهذا العدوان الإسرائيلي المدروس والهادف، تابع السيد صفي الدين قراءة حزب الله بالقول: «إنه في حال كانت رسالة العدو النيل من عزيمتنا في إسناد غزة، فإنّ جوابنا القطعي والحتمي بعد هذه الدماء الزكية أننا سنزيد من عملياتنا شدّة وبأساً وكمّاً ونوعاً»، في إعلان صريح ومباشر أصبح من الضروري إعادة التأكيد عليه في ضوء المتغيّرات السياسية والرسالة الدموية الإسرائيلية، بأن الجواب سيكون تصاعدياً. وبلغة التحدي الذي ارتقى به حزب الله إلى حد القول: «سيرى هذا العدو من هم أبناء المقاومة الإسلامية في لبنان». في موقف صريح وواضح بأن على العدو أن ينتظر مستوى جديداً من العمليات، في مقابل ارتقاء اعتداءاته.

في البعد الإسرائيلي، جسَّد استهداف القائد الكبير في حزب الله، الشهيد «أبو طالب»، حقيقة أن العدو ارتقى بمستوى نوعي في المواجهة والاعتداءات التي ينفّذها. وبالتأكيد أن استهدافاً بهذا المستوى لا يتم إلا بناءً على قرار من أعلى المستويات القيادية السياسية والأمنية، لما ينطوي عليه من رسائل ومخاطر وتداعيات محتملة.

بتعبير آخر، نجح جيش العدو في قتل أرفع رتبة تنظيمية لقائد عسكري على الجبهة، منذ بداية الحرب. وتمّ ذلك بطريقة الاغتيال وخارج النطاق الجغرافي للمواجهة العسكرية المباشرة. وهو تجسيد لإرادة العدو بالارتقاء عن السقوف السابقة، ولكنه ارتقاء لا يزال – من منظور إسرائيلي – أقل من التدحرج نحو مواجهة عسكرية مفتوحة.

تبلور قرار الاغتيال بعد سلسلة خيارات ميدانية وسياسية فاشلة، في ردع حزب الله ودفعه لفكّ الارتباط عن غزة، وفي أعقاب سلسلة هجمات نوعية لحزب الله فاقمت الضغوط على الواقع الإسرائيلي، أمنياً وسياسياً وجمهوراً. ونتيجة ذلك، ارتفعت في الأسابيع الأخيرة، الأصوات الداعية في إسرائيل إلى توسيع المعركة في الشمال، مع تزايُد التقدير وسط الجمهور أنه من دون حرب واسعة لا يمكن تحقيق الاستقرار والأمن على الحدود مع لبنان. اقترن ذلك بتقديرات إسرائيلية أن ما يمنح حزب الله هامشاً أوسع في المبادرة والرد إدراكه لمردوعية إسرائيل عن المبادرة إلى خوض مواجهة عسكرية واسعة ضد حزب الله وصولاً إلى الحرب المفتوحة.
لن يطول الوقت حتى يكتشف العدو أنه أمام معضلة أكثر إحكاماً

في الوقت نفسه يرى العدو أيضاً أن حزب الله يمتنع حتى الآن عن رفع مستوى عملياته وردوده انطلاقاً من أن هذا المستوى يحقّق المطلوب في إسناد غزة والدفاع عن لبنان، ولأنه لا يريد حشر إسرائيل نحو خيارات دراماتيكية.

في هذه الأجواء نفسها، توالت مواقف عديدة من أعلى المستويات السياسية والأمنية تؤكد على أن إسرائيل ماضية نحو اتخاذ قرارات عملياتية أشد مما سبق، وإن كان التقدير أنها مضبوطة. وأتت هذه المواقف في الوقت الذي باتت فيه إسرائيل أمام مروحة خيارات أساسية:

الأول، الاستمرار في تبادُل الضربات وفق السقف القائم، بهدف منع التدحرج نحو حرب، ومحاولة توجيه أكبر قدر ممكن من الضربات وذلك إلى حين التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والذي سيؤدي إلى وقف القتال في الشمال والسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم.

الثاني، المبادرة إلى عملية عسكرية تؤدي إلى حرب واسعة في الشمال. لكن دون ذلك العديد من المخاطر والقيود. وثبت أن إسرائيل لا تزال تتجنبها حتى الآن.

الثالث، وهو الخيار الذي يبدو أن إسرائيل انتهجته الآن وترجمته باغتيال الشهيد «أبو طالب»، عبر الارتقاء عن السقف السابق، وملامسة المرحلة التي تلي، بهدف رفع منسوب الضغوط على قيادة حزب الله وقاعدته. والأمل بأن يساهم ذلك، باعتباره محطة في مسار، في كبح حزب الله عن خياراته في إسناد المقاومة في غزة ودعم أهلها. مع أرجحية لدى العدو بأن ذلك لن يؤدي إلى حرب شاملة، خاصة أن المُستهدَف هو قائد في الجبهة التي تقاتل إسرائيل بشكل مباشر.

ويبدو أن هذا الاستهداف يندرج أيضاً، ضمن محاولة الخروج من المعضلة التي تواجه كيان العدو في مواجهة حزب الله. فمن جهة لا أمل بتراجع حزب الله عن خياراته ولا ردعه. والتكيّف مع الواقع الذي فرضه حزب الله في شمال فلسطين المحتلة يشكّل عاملَ ضغطٍ كبيرٍ انعكس ذلك أيضاً في مواقف الإدارة الأميركية. والحرب الشاملة هي المحظور الذي تتجنب إسرائيل طرق بابه حتى الآن.

في المقابل، أتى جواب حزب الله أيضاً على لسان السيد صفي الدين، الذي من الواضح أنه سيُبدِّد الرهانات والآمال الإسرائيلية، فأكّد أن «جوابنا الحتمي بعد استشهاد أبو طالب أننا سنزيد من عملياتنا شدة وبأساً وكمّاً ونوعاً ولينتظرنا في الميدان». ويعني ذلك أن الجبهة ستكون أمام مرحلة جديدة من العمليات تتجاوز السقوف السابقة. وستكتشف إسرائيل أن نتيجة هذه العملية ليست فقط عدم تحقيق المؤمّل منها، على مستوى حزب الله وعلى مستوى إسناد غزة ودعمها، وإنما ستُعزز الضغوط الميدانية على إسرائيل بما لم تشهده سابقاً، وهو ما ألمح إليه السيد صفي الدين بالقول: «إذا كان العدو يصرخ ويئنّ مما أصابه في شمال فلسطين فليجهّز نفسه للبكاء والعويل». ولذلك لن يطول الوقت حتى يكتشف العدو أنه أمام معضلة أكثر إحكاماً، وستتحول على وقع ضربات المقاومة الإسلامية إلى مأزق ميداني وسياسي واستراتيجي، وسيكتشف أن محاولة اجتراح خيار عملياتي بديل ستُعمّق مأزقه، وتقيّد خياراته، وتجعلها أكثر خطورة على أمنه، وستُضعف منطق المراهنين على إمكانية تسقيف ردود حزب الله بما يُمكّن إسرائيل من التكيّف معها، ويُعزّز منطق الذين يطالبون بوقف حرب غزة كمدخل لوقف الحرب على جبهة جنوب لبنان.

-----------------

جريدة صيدونيانيوز.نت

الأخبار : واشنطن لا تريد الحرب :  المقـ اومة تمطر شمال فلسطين بالصواريخ؟ جندي التحرير: من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي   إلى فلسطين؟

 





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article323519 /الأخبار : واشنطن لا تريد الحرب : المقـ اومة تمطر شمال فلسطين بالصواريخ؟ جندي التحرير: من البوسنة إلى بنت جبيل: كل الميادين تؤدي إلى فلسطين؟