https://sidonianews.net/article327944 /خطة ترامب لغزة غير قابلة للتطبيق... ومحرجة لمصر والأردن
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / خطة ترامب لغزة غير قابلة للتطبيق... ومحرجة لمصر والأردن

 

Sidonianews.net

---------------------

الجمهورية

باتريك كينغسلي وفيفيان يي- نيويورك تايمز

يُعزى عدم نشاط ليفربول في سوق الانتقالات الشتوية إلى الرضا عن عمق تشكيلة المدرب أرني سلوت الحالية. كان المدرب الهولندي واضحاً في أنّه سعيد بالخيارات المتاحة له لبقية الموسم، بينما يواصل الفريق المنافسة على 4 جبهات.

أثارت خطة الرئيس ترامب لوضع غزة تحت الاحتلال الأميركي ونقل سكانها الفلسطينيّين البالغ عددهم مليونَي نسمة فرح اليمين الإسرائيلي، ورُعب الفلسطينيِّين، وصدمة لحلفاء أميركا العرب، وحيرة المحلّلين الإقليميّين الذين رأوا أنّها غير قابلة للتطبيق.

بالنسبة إلى بعض الخبراء، بدت الفكرة غير مرجّحة إلى حدٍ بعيد - فهل يخاطر ترامب فعلاً بإقحام القوات الأميركية في معركة أخرى ضدّ الإسلاميِّين المتشدّدين في الشرق الأوسط؟ - إلى درجة أنّهم تساءلوا عمّا إذا كانت مجرّد عرض افتتاحي في جولة جديدة من المفاوضات حول مستقبل غزة.

بالنسبة إلى اليمين الإسرائيلي، ألغت خطة ترامب عقوداً من العقيدة غير المرغوبة بشأن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وفتحت الباب أمام القضاء على التهديد المسلح في غزة من دون الحاجة إلى إنشاء دولة فلسطينية. وأشاد قادة المستوطنين بها، تحديداً، باعتبارها طريقاً قد تمكّنهم في النهاية من إعادة توطين غزة بالمدنيِّين اليهود - وهو حلم طالما راودهم.

أمّا بالنسبة إلى الفلسطينيِّين، فإنّ الاقتراح يشكّل تطهيراً عرقياً على نطاق أكثر رعباً من أي تهجير تعرّضوا له منذ عام 1948، عندما طُرِد أو اضطرّ حوالي 800,000 عربي إلى الفرار خلال الحروب التي أعقبت إنشاء الدولة اليهودية.

وأوضح البروفيسور مخَيمر أبو سعدة، المحلّل السياسي الغزاوي الفلسطيني الذي نزح من منزله خلال الحرب: «هذا أمرٌ شائن. يُفضّل الفلسطينيّون العَيش في خيام بجانب منازلهم المدمّرة على أن يُنقلوا إلى مكان آخر».

أمّا إيتمار بن غفير، النائب الإسرائيلي اليميني المتطرّف وزعيم المستوطنين، فكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: «مهمّ جداً. الحَلّ الوحيد لغزة هو تشجيع هجرة الغزيّين».

من جانبه، وصف ألون بينكاس، المعلّق السياسي والسفير الإسرائيلي السابق، الخطة بأنّها «مثيرة للسخرية. هذا يجعل ضَمّ كندا أو شراء غرينلاند يبدو أكثر واقعية بالمقارنة». لكن بالنسبة إلى البعض، فإنّ غرابة الخطة ذاتها أشارت إلى أنّها لم تكن مقصودة حرفياً.

تماماً كما أطلق ترامب في كثير من الأحيان تهديدات جريئة في أماكن أخرى من دون تنفيذها في النهاية، فرأى بعض المحلّلين أنّ تحرّكه في غزة قد يكون مجرّد تكتيك تفاوضي يهدف إلى إجبار كلٍّ من «حماس» والقادة العرب على تقديم تنازلات.

في غزة، لم توافق «حماس» بعد على التنازل الكامل عن السلطة، وهو موقف يجعل الحكومة الإسرائيلية أقل مَيلاً لتمديد وقف إطلاق النار. أمّا في أماكن أخرى من المنطقة، فإنّ السعودية ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل أو المساعدة في إدارة غزة بعد الحرب ما لم توافق إسرائيل على إنشاء دولة فلسطينية. وقد تكون خطط ترامب المتشدّدة محاولة لدفع كلا الجانبَين إلى تغيير مواقفهما، وفقاً لمحلّلين إسرائيليِّين وفلسطينيِّين.

فعلى سبيل المثال، إذا وُضِعَت «حماس» أمام خيار بين الحفاظ على سيطرتها على غزة أو السماح باستمرار الوجود الفلسطيني هناك، فقد تختار في النهاية الخيار الأخير، وفقاً لمايكل ميلشتاين، المحلّل الإسرائيلي المختص بالشؤون الفلسطينية.

أمّا السعودية، فيُضغَط عليها للتخلّي عن إصرارها على إقامة دولة فلسطينية وقبول اتفاق يضمَن بقاء الفلسطينيِّين في غزة لكن من دون سيادة، وفقاً للبروفيسور أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني.

وقد سارعت السعودية إلى رفض خطة ترامب الأربعاء، وأصدرت بياناً أكّدت فيه دعمها لإقامة دولة فلسطينية. لكنّ البعض لا يزال يعتقد أنّ الموقف السعودي قد يتغيّر. فخلال الولاية السابقة لترامب، عام 2020، قدّمت الإمارات العربية المتحدة تنازلاً مماثلاً عندما وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل تأجيل ضمّ الضفة الغربية.

ويشرح البروفيسور أبو سعدة: «ترامب يمارس أقصى ضغط على «حماس» لتخويفها حتى تقدّم تنازلات حقيقية. أعتقد أيضاً أنّه يُمارس أقصى ضغط على المنطقة حتى تقبل بتسوية أقل مقابل التطبيع مع إسرائيل، تماماً كما فعلت الإمارات».

في المقابل، منح ترامب اليمين الإسرائيلي سبباً لدعم تمديد وقف إطلاق النار، وفقاً للمحلّلين الإسرائيليِّين. فعلى مدار أكثر من عام، هدّد حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من اليمين المتطرّف بإسقاط حكومته إذا انتهت الحرب من دون الإطاحة بـ»حماس». لكن الآن، أصبح لدى هؤلاء المتشدّدين مخرج: وَعدٌ من أكبر حليف لإسرائيل بتفريغ غزة من الفلسطينيِّين في مرحلة ما في المستقبل.

ورأى نداف شتراوشلر، المستشار السابق لنتنياهو، في إشارة إلى تلك العناصر اليمينية المتشدّدة: «في الوقت المناسب، سيحتاجون إلى رؤية بعض الأدلة على أنّ هذا يحدث بالفعل. لكن حالياً، سيكونون أكثر صبراً».

موقف مستحيل

تُعدّ مصر والأردن من أكبر المستفيدين من المساعدات العسكرية الأميركية، لكنّ إجبار الفلسطينيِّين على مغادرة أراضيهم المتبقية قد يزعزع استقرار المنطقة بأكملها.

على مدى عقود، ظلّ السؤال حول ما إذا كان الفلسطينيّون سيتمكنون من بناء دولة في وطنهم، وكيف يمكن تحقيق ذلك، في صميم السياسة في الشرق الأوسط، ليس فقط بالنسبة إلى الفلسطينيِّين أنفسهم، لكن أيضاً للعرب في جميع أنحاء المنطقة، حيث يعتبر كثيرون القضية الفلسطينية قضيّتهم الخاصة تقريباً. ويعتقد العرب أنّ إجبار الفلسطينيِّين على مغادرة أراضيهم المتبقية من شأنه أن يقضي على هذا الطموح المشترك في قيام دولة فلسطينية ويزعزع استقرار المنطقة برمّتها.

لذلك، شكّل اقتراح ترامب بنقل جميع سكان قطاع غزة إلى الأراضي المصرية والأردنية كابوساً لأقرب جارَين عربيَّين للفلسطينيِّين، فيما تعتبره الحكومة الإسرائيلية التي يُهيمن عليها اليمين المتطرّف، حلماً يتحقّق.

بالنسبة إلى الحكومتَين العربيّتَين، لا يتعلّق الأمر بمجرّد عقارات أو مخيّمات لاجئين، بل بمسألة تتجاوز ذلك، إلى التضحية بالمبادئ الراسخة التي تبنّتاها منذ زمن طويل، إثارة غضب شعبي، تعريض أمنهما واستقرارهما إلى الخطر، وربما تمهيد الطريق أمام الفلسطينيِّين في الضفة الغربية لملاقاة المصير عينه. فجاء ردّهما برفض قاطع.

ودعمت هذا الرفض شخصيات سياسية مستقلة ومعارضة في مصر إلى جانب وسائل الإعلام الناطقة باسم الحكومة الاستبدادية في البلاد، ممّا يُبرز كيف أنّ القضية الفلسطينية توحّد حتى أكثر الخصوم السياسيِّين مرارةً في مصر.

لكنّ ترامب أبدى القليل من الاهتمام بمخاوف البلدَين، أو بسيادتهما، أو بفكرة قيام دولة فلسطينية، مؤكّداً عن مصر والأردن خلال اجتماع سابق مع نتنياهو في المكتب البيضاوي: «يقولون إنّهم لن يَقبلوا. وأنا أقول إنّهم سيفعلون».

قد يكون لدى ترامب وسائل لإجبارهما على الخضوع لإرادته، لأنّ مصر والأردن من بين أكبر متلقّي المساعدات العسكرية الأميركية على مستوى العالم. وفي الأسابيع الأخيرة، أشار ترامب إلى هذه المساعدات، على رغم من أنّه لم يُهدّد علناً بقطعها بسبب قضية غزة.

مع ذلك، يرى المحلّلون أنّ الدوافع المالية للإبقاء على هذه المساعدات، التي تمثل جزءاً محدوداً من ميزانية كل دولة، تُعتبَر ثانوية مقارنةً بمخاوف الحكومتَين من إثارة غضب شعبي من خلال الظهور بمظهر المتواطئ في التطهير العرقي للفلسطينيِّين. وعلى رغم من أنّ حكّام البلدَين غالباً ما يقمعون أي معارضة داخلية في قضايا أخرى، فإنّ المحلّلين يؤكّدون أنّهم يُدركون أنّهم لا يستطيعون تجاهل الرأي العام في مثل هذه القضية المحوَرية.

ويشرح بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط لشؤون العلاقات الدولية: «ليس من السهل مواجهة ترامب، خصوصاً بالنسبة إلى مصر والأردن. مع ذلك، فإنّ هذا الأمر يتجاوز كل الحدود بالنسبة إلى الرأي العام. لا يوجد خيار آخر أمام أي زعيم عربي. لا أرى ما يمكنهم فعله غير ذلك».

بالنسبة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فإنّ هذه المسألة حساسة بشكل خاص، إذ يسعى إلى حشد التأييد الشعبي لنفسه في وقت تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية طويلة الأمد، من خلال تصوير نفسه على أنّه مدافع عن القضية الفلسطينية.

كما ترى مصر احتمال نزوح جماعي للفلسطينيِّين إلى أراضيها كتهديد أمني خطير، وفقاً لمسؤولين حكوميِّين وديبلوماسيِّين ومحلّلين، إذ يخشى المسؤولون من أنّ بعض أعضاء الجماعات المسلّحة بين الفلسطينيِّين المهجّرين قسراً قد يشنّون هجمات ضدّ إسرائيل انطلاقاً من الأراضي المصرية، ممّا قد يؤدّي إلى ردّ عسكري إسرائيلي.

أمّا الأردن، الذي يتمتع بعدد سكان أصغر بكثير - معظمهم من أصول فلسطينية - ويعتمد بشكل كبير على الدعم الأميركي، فقد يكون أكثر عرضةً إلى الخطر. لطالما تحدّث الإسرائيليّون اليمينيّون عن الأردن كمكان يجب أن يستقرّ فيه الفلسطينيّون الذين يُطردون من غزة والضفة الغربية، ممّا أثار مخاوف في الأردن من أنّه إذا هُجِّر سكان غزة، فقد تكون الخطوة التالية لإسرائيل هي طرد الفلسطينيِّين من الضفة الغربية وضمّها إليها.

ويرى المحلّلون أنّ كثيراً، إن لم يكن جميع هؤلاء الفلسطينيِّين، سيجدون أنفسهم مضطرّين للانتقال إلى الأردن المجاور، ممّا قد يؤدّي إلى زعزعة استقرار البلاد، التي تعاني أصلاً من توترات بين المواطنين من أصول فلسطينية وغير فلسطينية.

------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار العالم العربي / خطة ترامب لغزة غير قابلة للتطبيق... ومحرجة لمصر والأردن

 





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article327944 /خطة ترامب لغزة غير قابلة للتطبيق... ومحرجة لمصر والأردن