https://sidonianews.net/article328112 /تفاصيل تكشف للمرة الأولى عن مخطط اغتيال الشهيد رفيق الحريري
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / تفاصيل تكشف للمرة الأولى عن مخطط اغتيال الشهيد رفيق الحريري

 

Sidonianews.net

---------------------

النهار

قبل بضعة أشهر من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عقد اجتماع سرّي في منزل دمشقي ضمّ مجموعة من الضباط السوريين ومعهم شخصيات سورية من صلب تركيبة نظام الأسد، وتقرّر إنهاء دور الحريري. أين التقوا؟ ولماذا تقرّر ذلك؟ معلومات خاصة حصلت عليها “النهار”، كموقع المنزل والنقاط الثلاث التي بحثها المجتمعون…

 

بين السعي إلى تحقيق سيادة لبنان وتجنّب نتائج العداء السوري له والذي قد يفجّر الاستقرار، سعى الرئيس رفيق الحريري في مسيرته السياسية إلى الإمساك بخيوط التوازن اللبناني-السوري في ظروف وتبدّلات إقليمية لم يملك كامل مفاتيحها. صمد مرحلياً في العمران والبناء وواجه في علاقاته الدولية وهادن في الترتيبات الداخلية التي نسجها مع اللبنانيين الآخرين، منهم المؤيد والمؤمن بمسيرته ومنهم المعارض لنهجه ومشروعه البنّاء. ثقله الإقليمي والدوليّ وحجم تأثيراته الكبيرة في الداخل اللبناني منعته من إكمال مشوار “البناء” في كل أبعاده. فأرادوا شطبه من المعادلة لإحكام سيطرتهم على لبنان… كل لبنان.

*جذور الصراع*

منتصف تسعينيات القرن الماضي، وبعد موت نجل الرئيس السوري الأكبر باسل الأسد، بدأت القيادة السوريّة تبحث في سُبل تحضير بشار الأسد لوراثة سياسية أكيدة. أجواء توريثه كان هناك من يعارضها ويرفضها، وتحديداً شخصيات من صلب البيروقراطيّة السوريّة التي تؤثر في قضايا سوريا ولبنان معاً. فقرّر بشار الأسد مواجهة هذه المجموعة وضربها في الصميم.

اتخذت مواجهة بشار الأسد لخصومه السوريين أشكالاً عديدة، وكانت لها عناوينها الخاصة مثل مكافحة الفساد والإصلاحات الإدارية وغيرها من الأفكار الرنّانة التي حملها “فريق بشار” بوجه البيروقراطية السوريّة التي كانت بجزء كبير منها ترفض وراثته السياسية لاعتبارات كثيرة، منها عدم كفايته وغياب قدرته على إدراة الحكم بتوازناته الإقليمية. فبالنسبة إلى هذه المجموعة، بشار الأسد لن يقدر على ضبط النفوذ الإيراني الذي كانت ملامحه بدأت تظهر أكثر فأكثر في السياسة السورية.

كانت للحريري صداقات عميقة وعلاقات عمل وخطوط سياسية مهمّة مع بعض شخصيات هذه البيروقراطية، فتحوّل الحريري بعد تولي بشار الأسد الرئاسة السورية إلى مرجع سياسي ومعنويّ لبعضها بعد الإقصاء التدريجيّ لهؤلاء وإنهاء أدوار البعض منهم. كما أن ثقل الحريري الإقليمي والدولي مكّنه من أداء أدوارٍ متقدّمة في السياسة المحليّة والإقليمية، سمحت له مع الوقت بنسج علاقات متينة مع المعارضة اللبنانية، ومع رعاة هذه المعارضة، وعلى رأسهم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وغيره من قياداتها، بعدما لمس العدائية حيال شخصه ومشاريعه وأفكاره، من جانب الرئيس اللبناني إميل لحود وفريق نظام الأسد في الحكم اللبناني. فأدرك الحريري مع الوقت أن نهضة لبنان الفعلية لا يمكن تحقيقها في ظل القبضة السورية على لبنان، فلا بد من العمل مع الآخرين لتحقيق استقلاله. فعمل دولياً ومحلياً لتحقيق ذلك، لكنه لم يشهد على الاستقلال الثاني بسبب اغتياله في 14 شباط / فبراير 2005.

*الغضب السوريّ على الحريري*

اشتدّ الغضب السوريّ على الحريري في المراحل الأخيرة من عهد الرئيس اللبناني إميل لحود، وكانت للحريري لقاءات عاصفة مع الرئيس السوري في السنة الأخيرة. ففي أواخر 2003 زار الحريري سوريا والتقى بشار الأسد، وقد حضر إلى جانب الأسد اللواء غازي كنعان واللواء رستم غزالة والعميد محمد خلوف، واتفق السوريون على الضغط على الحريري وإهانته في هذا اللقاء، وسمع آنذاك كلاماً عنيفاً من الأسد وضباطه محوره التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود في الرئاسة الأولى، الأمر الذي كان يعارضه الحريري. كانت الرسالة السورية واضحة: “التمديد للحود رغماً عن الجميع”. وفي 26 آب/أغسطس 2004، وفي اجتماع آخر لم يدم أكثر من عشر دقائق، سمع الحريري من بشار الأسد الكلام نفسه وبعدائية غير مسبوقة.

*اجتماع سرّي وقرار إنهاء*

في معلومات خاصة حصلت عليها “النهار”، أن منزلاً يقع في محلّة الشعلان في دمشق قرب مدرسة الفرنسيسكان، استضاف قبل بضعة أشهر من اغتيال الحريري، اجتماعاً ترأسه محمد سعيد بخيتان الذي شغل مناصب عديدة في تركيبة البعث، فكان الأمين القطري المساعد لحزب البعث ورئيس فرع أمن الدولة في حلب وغيرها من المناصب الأمنية. ضمّ هذا الاجتماع، إلى بخيتان شخصيات سوريّة وضباطاً في المخابرات السوريّة.

تشارك المجتمعون آنذاك في تفاصيل تقرير أعدّه فريق من المقرّبين من بشار الأسد. جدول أعمال هذا الاجتماع تضمّن ثلاث نقاط أساسية: القرار الدولي 1559، كيفية قطع الارتباط العضوي بين الحريري والبيروقراطية السورية، وعلاقة الحريري مع المملكة العربية السعوديّة. تقرّر إنهاء دور الحريري من خلال منعه من الترشح للانتخابات النيابية اللبنانية إلى جانب المعارضة، وبكل الوسائل. كانت الترجيحات توحي باكتساح الحريري ومعه المعارضة اللبنانية للأكثرية النيابية، الأمر الذي قد يشكّل تهديداً جدياً لمصير سوريا في لبنان، بحيث أن هذه الاكثرية كانت لتنتج حكومة برئاسة الحريري. حكومة مشرفة على تحرير لبنان من القبضة السورية، تسعى إلى تطبيق القرار الدولي 1559.

التوصية الأخيرة لذاك لإجتماع التي أتت على شكل ورقة من 16 صفحة رُفعت إلى آصف شوكت ثم إلى الرئيس بشار الأسد، وسلكت طريقها إلى لبنان، فكان “الزلزال في 14 شباط/فبراير 2005 وما تبعه من اعتراض لبناني واسع حمله اللبنانيون بتظاهرة تاريخية مليونية أسقطت عرش الأسد في لبنان، قبل أن يسقط في سوريا أواخر العام المنصرم.

-------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت/ اخبار مدينة لبنان/ تفاصيل تكشف للمرة الأولى عن مخطط اغتيال الشهيد رفيق الحريري

 





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article328112 /تفاصيل تكشف للمرة الأولى عن مخطط اغتيال الشهيد رفيق الحريري