
جريدة صيدونيانيوز.نت / هذا ما يقوله نتنياهو للبنان وسوريا وغزة والقمة العربية؟!
Sidonianews.net
-----------------------
الجمهورية / مرلين وهبة
تأكّد بالوقائع أنّ زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للمملكة العربية السعودية لم تكن زيارة عمل بل كانت زيارة تقدير لرئيس لبنان، ولتقول له المملكة إنّها تقدِّر وجود الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، وتحديداً هو، كونها تعرفه وساهمت في إزالة العقبات من أمام انتخابه.
تأتي هذه الزيارة لتدلّ إلى تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة، وتقدّم حضور المملكة العربية السعودية، ليس فقط على مساحة العالم العربي، بل على مساحة المشهد العالمي، بدليل أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تمكن من جمع الجانبَين الروسي والأميركي على طاولة سعودية قبل حادثة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي في الولايات المتحدة.
فيما تؤكّد المعلومات أنّ هذه الزيارة ستتبعها زيارة عمل يقوم بها رئيسا الجمهورية والحكومة مع مجموعة من الوزراء، من أجل توقيع اتفاقيات عدة، تكمن أهميتها أنّها تعطي إشارات لوقف حالة البرودة التي كانت تسود العلاقات بين السعودية ولبنان، وأنّ الأمور ستذهب في اتجاه إطلاق حرارة هذه العلاقات، إن كان على مستوى التجاري، المالي، او على المستويين السياسي والسياحي.
عون في القمة: هنا مقام لبنان
أمّا حضور عون في القاهرة بعد الرياض، وخصوصاً بعد كلمته أمام القمة العربية الطارئة، فقد ثَبّتَ موقع لبنان في نظام المصلحة العربية، وكأنّ لبنان الرسمي برئاسته لا يبحث عن ضمانات على مستوى محاور المنطقة إن كان تركياً أو إيرانياً أو إسرائيلياً، بل هو قصد المملكة أولاً والقاهرة ثانياً، ليقول: هنا مقام لبنان، هنا علاقات لبنان، هنا مصلحة لبنان.
عون - الشرع
من جهة أخرى، علمت «الجمهورية» أنّ عون هو مَن بادر إلى طلب اللقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع في القاهرة. وفيما انتقد البعض هذا اللقاء، اعتبرت أوساط سياسية مطلعة أنّ عون حسناً فعل في لقاء الشرع على رغم من عدم استكمال الرئيس السوري حتى الآن شرعيّته المحلية مع الشرعية الدولية، فيما دوائر القرار في الخارج تنظر إليه بعَينٍ اختبارية إلى أن يقوم بإصلاحات معيّنة تهدف إلى بناء الثقة. إلّا أنّ الرئيس اللبناني بحسب الأوساط عينها، لا يمكنه التعامل مع الشرع كما يتعامل معه الخارج، لِما للبنان وسوريا من مصالح مشتركة تتطلّب التنسيق بين البلدَين، على رغم من الحروب التي خاضها الرجلان في زمن غابر ترك أثراً لا يمكن إغفاله. إلّا أنّ الأوساط نفسها لفتت إلى أنّ لكل مرحلة خيارات سياسية، وفي هذه المرحلة، وبعد أن انتقل قائد الجيش جوزاف عون إلى رئاسة الجمهورية وانتقل الشرع من موقع الميليشيا إلى موقع رجل دولة، فالأمر لا يفتح الباب أمام التعاون فحسب بل يفرضه.
دفتر الشروط
عن ترجمة هذه الزيارة يقول المراقبون، إنّه لا يُمكن للبنانيِّين تقديرها إلّا من باب الأمل، لأنّ بين السعودية ولبنان مرحلة طويلة من التعاون والتنسيق والمحبة الوطنية. إلّا أنّ الخوف في نظر الأوساط السياسية المتابعة، هو من إسرائيل التي خاضت أشرس حرب وأكبرها منذ العام 1943، وهي لن ترضى أن تنتهي هذه الحرب على قاعدة business as usual، بمعنى أن تنتهي من دون ضمان تبدّلات كبيرة في المنطقة، لأنّ نتنياهو يبحث عن بوليصة تأمين لشعبه قد تدوم 70 عاماً، لذلك تكون صناعة بوليصة التأمين من خلال شروط إسرائيل أو تكاملها مع الشروط المضادة لمَن يؤثر على أمن إسرائيل. وتعتقد تلك الأوساط أنّ إسرائيل قد وضعت جدولاً أو دفتر شروط، بدءاً بما يخصّها مع لبنان. وبناءً عليه، يؤكّد نتنياهو للبنان: نريد التنفيذ الكامل للقرار 1701، بالتالي إذا لم تتمكن الدولة اللبنانية من ذلك تكون قد فوّتت عليها فرصة الإعمار العملية، ويدخل موضوع المساعدات، وإعادة الإعمار ودعم مسيرة بناء الدولة، في نفقٍ قد يكون مضطرباً.
ويقول نتنياهو لسوريا: عملية بناء أو صناعة بوليصة التأمين تتطلّب اتفاقاً مع الشرع شبيهاً بالاتفاق مع سلفه «الأسد العلوي» الذي ضبط الحدود مع إسرائيل منذ العام 1973 حتى اليوم! وخلال 50 عاماً لم تقم سوريا الرسمية بأي عمل فدائي أو عسكري في الجولان. بالتالي يؤكّد نتنياهو للشرع أيضاً بعد أن ذهب الأسد: مرحباً بك إذا جئت إلى التفاهم معنا، فإنّك بذلك تأخذ سوريا إلى الاتجاه الصحيح، أمّا إذا اخترت الخروج عن التفاهم معنا ففي كل يوم سيكون «جرمانا»!
ويقول نتنياهو لغزة: ليس هناك من إمكانية لعودة «حماس» إلى طبيعتها السابقة، أي «حماس» المسلحة. لكنّ العرب في القمة طرحوا نموذج كامب ديفيد، أي السلام مع إسرائيل مقابل «حل الدولتَين»، إلّا أنّ إسرائيل أجابت: كامب ديفيد بلا مقابل.
----------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / هذا ما يقوله نتنياهو للبنان وسوريا وغزة والقمة العربية؟!