https://sidonianews.net/article330539 /لهذه الأسباب لم يتدخّل الحزب في الحرب بعد!
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / لهذه الأسباب لم يتدخّل الحزب في الحرب بعد!

 

Sidonianews.net

-----------------------

الجمهورية / عماد مرمل

أظهر «حزب الله» منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران انضباطاً تاماً على المستوى العسكري، مخالفاً تقديرات البعض بأنّه سينخرط «حتماً» في أي حرب واسعة تتعرّض لها إيران انطلاقاً من الروابط التي تجمعهما. فما هي مقاربة الحزب لما يجري؟ وهل يمكن أن يلجأ إلى خيار آخر إذا طالت أو تطوّرت المواجهة الحالية؟

من المعروف أنّ السيناريوهات التي سبق أن تمّ تداولها حول أي مواجهة بين طهران وتل أبيب، كانت تلحظ في استمرار إمكان مشاركة الحزب فيها لدعم حليفته الاستراتيجية، على قاعدة أنّ وجوده في لبنان على تماسٍ مع الكيان الإسرائيلي، يسمح له بأن يكون صاحب دور مؤثر وفاعل في أي حرب إيرانية - إسرائيلية. لكن عندما وقعت الواقعة كان قرار الحزب هو ضبط النفس خلافاً لما ذهبت إليه الحسابات النظرية.

ربما هناك مَن يفترض أنّ الضرر الذي لحق بـ«حزب الله» جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان هو السبب في امتناعه عن دعم طهران عسكرياً، لكنّ التدقيق في دوافع موقف «الحزب» يُبيِّن أنّه يعود بالدرجة الأولى إلى الاعتبارات الآتية:

- عدم حاجة طهران إلى أي مساعدة عسكرية من «الحزب»، كونها لا تزال قادرة حتى الآن على التعامل لوحدها مع مقتضيات الحرب ومتطلباتها من دون الاستعانة بأي «صديق».

- اعتبار إيران أنّ هذه الحرب هي حربها أولاً وأخيراً، بعدما تعرّضت إلى عدوان موصوف استهدف قياداتها العسكرية وعلماءها النوويِّين ومنشآتها العسكرية والنووية، والأخطر أنّه استهدف كرامتها وعنفوانها، وبالتالي فإنّ الكبرياء الإيراني المعروف يمنع طهران من انتظار أو طلب أي مساعدة خارجية للأخذ بالثأر وحماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتصرّف على أساس أنّها هي المعنية حصراً بالدفاع عن نفسها وبتحصيل حقّها في مواجهة يحضر فيها كل إرثها التاريخي.

- حِرص الحزب على الاستمرار في احترام اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وبالتالي سعيه إلى تفادي منح تل أبيب أي ذريعة لاستئناف العدوان الواسع على لبنان في هذه اللحظة التي يجد فيها الكيان الإسرائيلي فرصة ثمينة لشن الحرب تلو الأخرى.

- مراعاة الحزب للواقع اللبناني الذي لا يتحمّل أكلاف معركة جديدة، خصوصاً بعد العدوان الأخير الذي أوقع شهداء كثر وتسبّب بدمار كبير، من دون أن تنطلق حتى الآن ورشة إعادة الإعمار نتيجة ربطها بتسليم السلاح.

- شعور «الحزب»، على رغم من عدم انخراطه في المواجهة الحالية، بأنّه متصالح مع نفسه وشعاراته ولا يحتاج إلى إثبات صدقيّته ومبدئيّته، بعدما أدّى واجبه كاملاً في قتال العدو الإسرائيلي والدفاع عن غزة ومحور المقاومة خلال الحرب الأخيرة التي قدّم فيها تضحيات كبيرة اشتملت على استشهاد أمينَين عامَّين له ونخبة قياداته العسكرية والميدانية، إلى جانب الثمن الباهظ الذي دفعته بيئته الحاضنة.

مع ذلك، هناك مَن يلفت إلى أنّ الهدوء الراهن لـ «حزب الله» لن يستمر في الحالتَين الآتيتَين:

- الأولى، أن تعاود تل أبيب شنّ عدوان واسع عليه وعلى لبنان، الأمر الذي سيدفع «الحزب» إلى استخدام الحق المشروع في الدفاع عن وجوده وعن البلد، وهو يتهيّأ لمثل هذا الاحتمال ويضعه ضمن حساباته.

- الثاني، أن يُخفق الخيار الديبلوماسي وتحرُّك الدولة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية واستعادة الأجزاء الجنوبية التي لا تزال تحت الاحتلال، الأمر الذي قد يدفع «الحزب» مستقبلاً إلى اتخاذ قرار بالردّ على الاعتداءات وبتحرير الأرض، عبر العودة إلى اعتماد نمط عمليات المقاومة بين 1982 و2000.

يبقى هناك تساؤل «معلّق» ومحاط بالغموض، ويتحمّل أكثر من اجتهاد وإجابة، وهو الآتي: كيف سيتصرّف «الحزب» إن قرّرت واشنطن الانضمام إلى الحرب دعماً لحليفتها «إسرائيل»؟ هل سيتدخّل عندها عسكرياً لمؤازرة طهران بدوره ومنع الاستفراد بها، أم سيظل «صابراً»، خصوصاً أنّه قد يكون من الصعب عليه إقناع شريحة من اللبنانيِّين بمبرّر المشاركة في حرب بعيدة، خلافاً لحيثيات خوضه تجربة إسناد قطاع غزة القريب في الجغرافيا الطبيعية والسياسية من لبنان، والمؤثر عليه بشكل أو بآخر؟

على أنّ اللافت في هذا السياق، تأكيد الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أنّ الحزب ليس على الحياد «وسنتصرّف وفق ما نراه مناسباً في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي الغاشم». كذلك، لفت تنبيه الحزب في بيان من أنّ التهديد بقتل مرشد الجمهورية الإسلامية الإمام علي الخامنئي ستكون له عواقب وخيمة. فما الذي تخفيه هذه الرسائل التحذيرية المتلاحقة؟

--------------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / لهذه الأسباب لم يتدخّل الحزب في الحرب بعد!

 

 

 

 





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article330539 /لهذه الأسباب لم يتدخّل الحزب في الحرب بعد!