https://sidonianews.net/article331741 /كلمتان أسقطتا ورقة برّاك
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / كلمتان أسقطتا ورقة برّاك

 

Sidonianews.net

-----------------------

الجمهورية  / جورج سولاج

يعود الموفد الأميركي توم برّاك إلى بيروت، ولا أحد يتوقع أن يحمل معه جواباً إسرائيلياً يفتح باب الخلاص للبنان.

الورقة الأميركية خرجت من رماد الحرب، كُتبت بالدم ويُخشى أن تُنفَّذ بالدم. يُراد منها انسحاب إسرائيل، وتسليم سلاح «حزب الله» إلى الدولة، وإعادة إعمار ما دمّرته المعارك. لكنّها ورقة تفوح برائحة المستحيل في بلد صغير تُدار على أرضه معارك تفوق حجمه وقدرته، وتُرسم فيه خطوط حمر لا أحد يجرؤ على تخطّيها.

ورقة «الخطوة مقابل الخطوة» قد تبدو عنواناً أنيقاً، لكنّها في جوهرها معادلة مستحيلة: انسحاب إسرائيلي مشروط بما لا يمكن تحقيقه، وحصرية سلاح معلّقة بفيتو إيراني. فالقرار لم يَعُد في بيروت ولا حتى في تل أبيب، بل في طهران، حيث تُكتب الحدود وتُرسم المعادلات بالدم والنار.

كلمتان قالهما علي لاريجاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كانتا كافيتَين لإغلاق النقاش: «سلاح «حزب الله» هو رصيد استراتيجي ثابت» و«جزء من الأمن القومي لإيران». كلمتان حسمتا الجدل: السلاح ليس مسألة لبنانية داخلية، بل ورقة إيرانية صريحة في منظومة الردع الممتدة من الخليج إلى المتوسط.

إسرائيل من جهتها تقرأ المشهد من زاوية الإنتصار. تعتبر نفسها خرجت متفوّقة من الحرب الأخيرة، وتريد ترجمة ذلك بفرض شروطها: تسليم السلاح أولاً، ثم الانسحاب. تراهن على إنهاك الحزب عسكرياً وسياسياً، وتستخدم الاغتيالات والضغط بالمنطقة العازلة كأدوات لفرض الأمر الواقع.

أمّا «حزب الله»، فلا يعترف بالهزيمة ولا يقبل حصرية السلاح، ولن يسلّم سلاحه مهما كان الثمن. يُرمّم صفوفه، يُعيد بناء قدراته العسكرية، ويتهيأ لجولة جديدة يعتبرها حتمية. معادلته «انسحبوا أولاً ثم نناقش» ليست سوى غطاء سياسي لقرار استراتيجي ثابت: السلاح باقٍ حتى تغيّر المعادلات الإقليمية.

وفي المقابل، تبقى الدولة اللبنانية الحلقة الأضعف. ترفع شعارات الالتزام بالقرارات الدولية، وتلاقي الضغط الدولي والعربي لإعادة بسط سلطة الدولة وحصرية السلاح بيدها، عبر قرارات تعلم أنّ تنفيذها مستحيل. تفضّل الحوار لتفادي الانفجار الداخلي، لكن في الواقع، عينها بصيرة ويدها قصيرة: تُرضي الخارج بالتصريحات والقرارات، وتترك الداخل حائراً في دوامة الانتظار.

من هنا، يفتح المشهد على ثلاثة سيناريوهات:

جمود طويل: بقاء الوضع كما هو، مع ورقة أميركية مؤجّلة وسلاح محمي بالفيتو الإيراني، واستمرار العدوان الإسرائيلي بالاغتيالات.

تصعيد عسكري: إسرائيل قد تجرّ الساحة إلى مواجهة جديدة إذا رأت أنّ الوقت مناسب لتصفية الحساب.

صفقة إقليمية: أيّ حلّ جدّي مرهون بمفاوضات أوسع بين واشنطن وطهران، حيث يصبح السلاح بنداً في سلّة تفاوضية تشمل النووي والنفوذ الإقليمي.

في الخلاصة، لن تتحوّل الورقة الأميركية إلى واقع قريباً. سلاح «حزب الله» سيبقى «رصيداً استراتيجياً» في يد إيران، وقرارات الدولة اللبنانية ستبقى شيكاً بلا رصيد، فيما سلاح إسرائيل سيظلّ مسلّطاً فوق أهداف الحزب. اللبنانيّون معلّقون بين صفقة لم تُحسم وحروب لم تنتهِ. والزمن يعمل ضدّهم: الجمود هنا ليس استقراراً، بل انفجار مؤجَّل.

-------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / كلمتان أسقطتا ورقة برّاك

 

 





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article331741 /كلمتان أسقطتا ورقة برّاك