
جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: الحزب في ذكرى زعيمه يثبت التعنت: رفض تسليم السلاح برعاية لاريجاني؟ | الرئيس عون: حماية تضحيات أبناء هذا الوطن لا تكون إلا بوحدة الموقف| باسيل: السلطة عاجزة في ملف السيادة؟
Sidonianews.net
--------
النهار
لم يتبدل شيء يذكر في مشهد الأزمة التي افتعلها "حزب الله " في تظاهرة الروشة وما نشأ عنها من تداعيات في يوم احياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله . بل ان الشيء الوحيد الجديد الذي برز من خلال كلمة الأمين العام الحالي للحزب الشيخ نعيم قاسم بدأ بمثابة تكرار للتعنت في موقف التمسك بالسلاح ومهاجمة الحكومة تحت رعاية مباشرة من ممثل ايران في ذكرى اغتيال زعيمه الكبير وسط احتشاد الآلاف حول ضريحه في حارة حريك عصر امس.
واما في الجانب السياسي والأمني الداخلي المتصل بترددات ما بات يصطلح على تسميته في بعض الكواليس بأزمة التقصير حيال ما جرى في الروشة مساء الخميس الماضي ، فان جمودا ساد المشهد امس فيما يستبعد ان يطرأ أي جديد قبل مطلع الأسبوع اذ ان الاثنين ثمة جلسة تشريعية لمجلس النواب وبعدها ينتظر ان يكون اجتماع تقويمي لكل مجريات ما حصل بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي عاد امس من نيويورك ورئيس الحكومة نواف سلام ما لم يعقد هذا الاجتماع اليوم الأحد وفق بعض التقديرات للبحث في آلية معالجة الترددات السلبية التي تركتها على صورة السلطة كلا . ولا تخفي أوساط معنية ان هذه الترددات نالت من صورة السلطة في توقيت حرج للغاية بما يوجب المسارعة إلى تدارك الامر خصوصا ان السلطة كانت تواجه قبل حادث الروشة تداعيات موقف أميركي بدأ يكثف اطلاق الإشارات السلبية في اتجاه المسؤولين فكيف بعد المؤشرات السلبية الإضافية والمؤذية التي تراكمت بفعل انتكاسة السلطة الأمنية في الروشة.
واما خطاب "حزب الله" في ذكرى اغتيال زعيمه فلم يختلف عما دأب عليه يوميا في الأشهر الأخيرة ومنذ قرارات الحكومة المتصلة بحصرية السلاح . وفي الاحتفال الحاشد الذي أقيم امس اعتبر الشيخ نعيم قاسم في كلمته أنّه "منذ انتهاء الحرب ونحن في حالة تسابق بين العدو الذي يعمل لإنهاء المقاومة وبين المقاومة وجيشها وشعبها التي تسير لمنع تحقيق أهداف إسرائيل"، وقال: "استمرت إسرائيل بعدوانها بعد اتفاق وقف إطلاق النار ودعمتها الولايات المتحدة لتحقّق في السياسة ما لم تحقّقه في الميدان". وتوجه قاسم للحكومة: "ارتكبتم خطيئة عندما قررتم نزع سلاح المقاومة فصححوا هذه الخطيئة". واعتبر أنّ الخطر الإسرائيليّ الأميركيّ على لبنان خطر وجوديّ ونزع السلاح يعني نزع القوة تلبية لمطلب إسرائيل ولتحقيق أهدافها ولن نسمح بنزع السلاح وسنواجه بمعرة كربلائية”.
وقال: "حاضرون في أيّ دفاع في مواجهة إسرائيل وإنجازاتنا كانت في حالة تسابق مع المشروع الإسرائيليّ إذ إنّنا استطعنا أن نبقى في الميدان". وأضاف: “يريدون من الجيش اللبنانيّ مقاتلة أهله لكننا نشد على أيدي الجيش في مواجهة العدو”. وطالب بتطبيق اتفاق الطائف "الذي يدعو إلى تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيليّ إذًا المطلوب أوّلًا التحرير بالاستعانة بالمقاومة.
كما دعا الحكومة إلى "القيام بواجبها بدل التلهي بأمور جانبية ولتتحمل مسؤوليتها في إعادة الإعمار فعليها أن تضع بند السيادة الوطنية على جدول أعمالها”.
واصدر "حزب الله" بيانا منفصلا في الذكرى قال فيه "إنّ قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف.
وإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار".
ولم تشأ إيران إلا اثبات حضورها المباشر في الذكرى فحط امين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني في بيروت وتقدم المشاركين في الاحتفال بعدما جال نهارا على عين التينة والسرايا. وبدا لافتا انه تعمد التأكيد علنا ان طهران تقف وراء محاولة "حزب الله " التقارب مع السعودية اذ قال بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري : "أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وادعمها، السعودية دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا وبينها ومثلما قلت اليوم هو يوم التعاون، إذ نحن بمواجهة عدو واحد لذلك فإن موقف قاسم موقف صائب تماماً، أعتقد أن هذه الخطوة هي خطوة في الإتجاه الصحيح لدعم واراحة الشعب اللبناني، حزب الله حركة أصيلة في لبنان والعالم الإسلامي وما يهمه هو رفاهية الشعب اللبناني، وهو يمثل سداً منيعاً أمام الكيان الإسرائيلي، ويضحي بنفسه من أجل راحة الناس، لذلك فإن أي تطور سياسي يأتي في سياق دعم الشعب اللبناني ورفاهيته وتقدمه فنحن نرحب به" . ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه ايران في تقريب وجهات النظر بين السعودية و"حزب الله" وعما قاله الموفد الاميركي توم باراك عن تدفق الأموال للحزب، أجاب لاريجاني "أعتقد أن هذا الموقف صدر عن السيد توم باراك بسبب الغضب ربما ولا تنسوا أنه غضب في لبنان مرة سابقاً، لكن في ما يتعلق بالتقارب بين حزب الله والسعودية إننا نعتبر ان كان هناك تعاونا وتقاربا بين الجانبين فهذا موقف صحيح، وذلك بسبب وجود عدو مشترك، فضلاً عن ذلك فإن السعودية دولة مسلمة وحزب الله هو حركة اسلامية اصيلة، ولذلك يجب أن لا تكون هناك خلافات بين الجانبين تصل الى مرحلة فجوة أو الشرخ بين الطرفين".
وفي السرايا حيث التقى والوفد المرافق، رئيس الحكومة نواف سلام شدّد سلام على أنّ "استقامة العلاقات اللبنانية – الإيرانية ينبغي أن تقوم على أسس الاحترام المتبادل لسيادة كل من الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
في الاثناء، بقيت ترددات تظاهرة الروشة تتفاعل سياسيا، وحضرت ضمنا، في المواقف الرئاسية، من ذكرى اغتيال نصرالله وصفي الدين. فقد دعا رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، الذي عاد امس الى بيروت من نيويورك، إلى ان تكون الذكرى، مناسبة للتأكيد على أن "حماية التضحيات التي يقدمها أبناء هذا الوطن، على اختلاف انتماءاتهم والوفاء لها ، لا تكون إلا بوحدة الموقف، والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة، القوية، العادلة. ذلك إن الأخطار التي تتهدد لبنان اليوم، من أمنية وسياسية واقتصادية، لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التكاتف الوطني، والابتعاد عن الانقسام، والتأكيد أن لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة اللبنانية، التي وحدها تمتلك الشرعية، ووحدها تضمن الأمان لجميع اللبنانيين، من دون تمييز أو تفرقة". وأعرب الرئيس عون عن أمله في "أن تكون هذه الذكرى الأليمة محطة للتلاقي، ولترسيخ الإيمان بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة واحدة، وجيش واحد، ومؤسسات دستورية تحمي السيادة وتصون الكرامة. حمى الله وطننا من كل شر".
من جانبه، قال الرئيس نبيه بري في كلمة وجدانية، متوجها لنصرالله والشهداء: "لا نهايات أنتم البدايات، معنا ستبقون حتى آخر النهايات من اجل حفظ لبنان ودرء الفتن عنه وصون كرامة الإنسان فيه وحماية السلم الأهلي هو أفضل وجوه الحرب مع الشر المطلق إسرائيل".
ولكن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لم يفوت فرصة التصويب على الحكومة قائلا " نحن أمام سلطة عاجزة في ملف السيادة وأكبر برهان ما حصل في الروشة، فكان بالحري بكم إما أن تقبلوا بأن هذه الصخرة لكل اللبنانيين ولهم الحق أن يعكسوا أي صورة يريدونها عليها ويضعون صور كل شهداء لبنان أو أن تكونوا عند كلمتكم. وأضاف: وضعتم أنفسكم في موقف حرج وتريدون أن ترموا فشلكم على الجيش بوضعه بمواجهة شعبه، عالجوا المشكلة ولا ترموا فشلكم على الجيش. طالبنا بورقة حكومية لبنانية لكنهم خضعوا لورقة خارجية واتخذوا قرارا غير قادرين على تنفيذه".
---------
جريدة صيدونيانيوز.نت
النهار: الحزب في ذكرى زعيمه يثبت التعنت: رفض تسليم السلاح برعاية لاريجاني؟ | الرئيس عون: حماية تضحيات أبناء هذا الوطن لا تكون إلا بوحدة الموقف| باسيل: السلطة عاجزة في ملف السيادة؟