https://sidonianews.net/article333126 /بيان واحد أشعل الجنوب! والحزب يُقفل باب التفاوض
صيدونيا نيوز

جريدة صيدونيانيوز.نت / بيان واحد أشعل الجنوب! والحزب يُقفل باب التفاوض

 

Sidonianews.net

------------------------

الجمهورية / مرلين وهبة

ما إن وزّع «حزب الله» بيانه المفاجئ أمس، وغداة انعقاد مؤتمر المصيلح للإعمار رداً على قصف إسرائيل مئات آليات البناء والإعمار هناك، وما حمله من رسائل داخلية حول تثبيت التهدئة واستعادة الدولة لزمام المبادرة، جاءت الغارات الإسرائيلية الكثيفة على الجنوب لتنسف أي إيحاء بوجود هدنة مستقرّة، وتضع لبنان مجدّداً على حافة اختبار أمني ـ سياسي بالغ الحساسية: هل نحن أمام تجدّد الحرب؟ أم أنّ القصف رسالة مباشرة إلى «حزب الله» بعد بيانه الأخير، أو صفعة استباقية لإحباط أي مسار لبناني نحو إعادة بناء ما دمّرته الحرب؟

المفارقة أنّ التصعيد الإسرائيلي تزامن مع تحرّك ديبلوماسي أميركي مكثّف. فبحسب تصريحات لوزير الدفاع الأميركي، تعمل واشنطن على عقد صفقة سياسية ـ أمنية تمنع اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل و«حزب الله». هذه الصفقة، كما تسرّبت ملامحها، تقوم على تثبيت اتفاق لوقف التصعيد، وربط ملف الحدود الجنوبية بمقاربة أوسع تشمل دور الجيش اللبناني وتفعيل صلاحيات «اليونيفيل»، مع إبقاء خيط تواصل أميركي غير مباشر مع «حزب الله» عبر وسطاء.

لكنّ بيان «حزب الله» أمس قلب الإيقاع. فالحزب أعلن بوضوح أنّ لبنان ملتزم بوقف إطلاق النار وفق اتفاق وقف العمليات العدائية، لكنّه يرفض أي تفاوض أو ترتيبات سياسية مع إسرائيل، مؤكّداً أنّ المعادلة العسكرية لم تتبدّل، وأنّ «الردّ على أي اعتداء سيبقى قائماً». هذا التصعيد في النبرة، وإن بدا منضبطاً ضمن سقف «الردع»، أرسل إشارة إلى الداخل والخارج، بأنّ الحزب لن يسمح بتحويل الخسائر العسكرية مساراً سياسياً يفرض تنازلات عليه.

في المقابل، نقلت صحيفة Financial Times عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهديده «المجموعات المدعومة من إيران في لبنان واليمن»، في خطاب أوحى بأنّ إسرائيل لا ترى في المرحلة الراهنة فرصة لتسوية سياسية، بل تعتبر أنّ ميزان القوى ما بعد الحرب يجب أن يستثمر لإحداث تغيير في قواعد الاشتباك.

وهناك مَن ذهب أبعد، فطرح «خريطة طريق محتملة لاتفاق لبناني-إسرائيلي»، يتدرّج من ترتيبات أمنية ميدانية بشروط إسرائيلية حازمة، إلى نقاش حدودي محدود، وهو ما يرفضه الحزب مسبقاً.

في ظلّ هذه التجاذبات، يطرح سؤال بديهي نفسه: لماذا جاءت الغارات الآن؟

القراءات تنقسم إلى اتجاهين:

1- ردّ على مؤتمر المصيلح للإعمار الذي شكّل لأول مرّة منذ أشهر منصة سياسية - إنمائية داخلية، تتحدّث عن إعادة الإعمار لا عن الحرب. بالنسبة إلى إسرائيل، أي إشارة لبنانية إلى «اليوم التالي» تفترض استقراراً، وهذا ما ترفضه تل أبيب قبل فرض شروطها الأمنية. وبالتالي، جاءت الغارات كرسالة: لا إعمار قبل الأمن، ولا أمن قبل «تحجيم حزب الله».

2- ردّ على بيان «حزب الله»: أوساط ديبلوماسية غربية رأت أنّ إسرائيل رأت في بيان الحزب «تحدّياً» لمسار التهدئة الذي تعمل واشنطن على تحضيره. فالإصرار على رفض أي تفاوض، بالتوازي مع تأكيد حق الردّ، اعتُبر لدى تل أبيب «إقفالاً للنافذة الديبلوماسية»، فاستُخدم التصعيد لتعديل قواعد النقاش بالقوّة.

عملياً، لا يمكن فصل الرسالتَين عن بعضهما: إسرائيل تريد منع تثبيت أي مسار لبناني داخلي يُعيد إنتاج قرار الدولة، من دون أن يسبق ذلك تغيير في موازين الجنوب، وتريد في الوقت نفسه القول إنّ «الردع لا يزال بيَدها».

في الخلاصة، يقف لبنان أمام لحظة دقيقة. واشنطن تحاول هندسة «تسوية مانعة للانفجار»، إسرائيل تعمل على فرض الشروط بالنار، و«حزب الله» يتمسّك بمعادلته العسكرية من دون انزلاق إلى الحرب الشاملة. أمّا الدولة، فما زالت تبحث عن موطئ قدم بين العاصفتَين.

--------------------------

جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / بيان واحد أشعل الجنوب! والحزب يُقفل باب التفاوض

 

 

 





www.Sidonianews.Net

Owner & Administrator & Editor-in-Chief: Ghassan Zaatari

Saida- Lebanon – Barbeer Bldg-4th floor - P.O.Box: 406 Saida

Mobile: +961 3 226013 – Phone Office: +961 7 726007

Email: zaatari.ghassan@gmail.com - zaataripress@yahoo.com

https://sidonianews.net/article333126 /بيان واحد أشعل الجنوب! والحزب يُقفل باب التفاوض