جريدة صيدونيانيوز.نت / الجمهورية: عون: التحريض لن يثني الجيش عن القيام بدوره... إسرائيل ترفع وتيرة التصعيد .. وبري لتقديم شكوى
Sidonianews.net
--------------------
"الجمهورية":
كانت المؤسسة العسكرية ولا تزال وستبقى الملاذ لكلّ اللبنانيين، والحاضنة لهم من دون تفريق او تمييز، والدرع الواقية لبلدٍ ظروفه بالغة الصعوبة ويعاني الأمرّين من أزمات الداخل والخارج في آن معاً. وتبعاً لذلك، فإنّ استهدافها، سواء ببخّ السموم على قيادتها وأفرادها، أو بالتشكيك بعقيدتها وبدورها وبمهامها، أو المسّ الخبيث بهيبتها ومعنويات وحداتها، أو بمحاولة تصويرها لفئة دون أخرى من اللبنانيين، جريمة كبرى لا يمكن أن تُغتفر. وأقلّ الواجب من اللبنانيين بكل مستوياتهم وفئاتهم ومناطقهم وانتماءاتهم، مبادلة ما تكابده من مصاعب، وما تواجهه من تحدّيات وأخطار، وما تقدّمه من تضحيات، بالانتصار لها والالتفاف حولها.
«أي لبناني وطني شريف لا يمكن ان يقبل باستهداف الجيش اللبناني والانتقاص من هيبته وإحباط معنوياته، فكلّ شيء مسموح، إلّا استهداف الجيش ممنوع وأمر مرفوض بل خطيئة لا تُغتفر»، وفق ما يقول مرجع كبير لـ«الجمهورية»، رافضاً ما سمّاها «الإثارة الإعلاميّة غير المبرّرة، التي ربطت عدم زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقبل اتضاح سبب تأجيلها أو إلغائها، باختلاقات وروايات رُوِّجت بخبث موصوف عبر بعض المقالات والتحليلات ومواقع التواصل الإجتماعي، وتؤكّد بما لا يقبل أدنى شك، انّ الجانب الأساسي من هذه الإثارة، هو من صناعة وتأليف وإخراج جوقة الوشاة وبخّاخي السّموم».
ويؤكّد المرجع، أنّه «في هذا البلد لا يوجد سرّ مخبأ. فما يقوله، مَن هم خلف الإثارة الإعلامية المشبوهة، يصل إلينا. فهم يفاخرون بأنّ لديهم آذاناً صاغية في الولايات المتحدة، ويروّجون لاستياء أميركي من بعض كبار المسؤولين، وخصوصاً من قيادة الجيش، ومن عدم قيام الجيش بمهمّته كما يجب في ما خصّ قرار سحب سلاح «حزب الله». حتى انّهم لم يوفّروا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من اختلاقاتهم، بحيث انّهم يصفون اللقاء القصير بينه وبين السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، كرسالة تعكس أنّ مستوى الإستياء الأميركي مرتفع».
على أنّ «الأسوأ من كل ذلك»، على ما يقول المرجع عينه، هو «انّ بعض الأصوات في هذه الجوقة ترجّح أن يُترجم هذا الاستياء الأميركي بضغوط على المسؤولين في لبنان سياسيين كانوا أو غير سياسيين، مقرونة بإعادة النظر في برنامج الدعم الأميركي للجيش اللبناني».
جنبلاط يتضامن
وكان لافتاً للانتباه في هذا السياق، موقف التضامن مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل، الذي عبّر عنه الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، حيث قال في تصريح: «إننا نتمسك باتفاق الهدنة، ومدركون خطورة التراجع عنه، ونؤكّد على ضرورة بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود وإزالة التعديات وتحرير الأسرى. وفي هذا السياق، نحيي الموقف الوطني لقائد الجيش العماد رودولف هيكل». وقد أُفيد أمس بأنّ العماد هيكل قد تلقّى العديد من اتصالات التضامن.
عون: لا للحملات المشبوهة
وفي سياق متصل، برز اتصال رئيس الجمهورية بقائد الجيش معزياً باستشهاد العسكريين بلال البرادي وعلي حيدر، اللذين استُشهدا خلال ملاحقة تجار المخدرات في حي الشراونة في بعلبك ليل أمس الاول، وتمّ تشييعهما في مأتم مهيب أمس، وتمنّى الشفاء العاجل للعسكريين الجرحى. وقال عون: «مرّة جديدة يدفع الجيش من دم رجاله ثمن حماية المجتمع اللبناني من آفة المخدرات من جهة، وتطبيق القانون من جهة اخرى». أضاف: «لقد انضمّ شهيدا الأمس إلى قافلة طويلة من رفاقهما الذين ضحوا بأغلى ما عندهم وفاءً لقَسَمهم، وتأكيداً على تصميم المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوى الأمنية الأخرى، على المضي في تطبيق القوانين وملاحقة المرتكبين والحدّ من الجريمة على مختلف أنواعها، بالتزامن مع حماية الحدود وبسط سلطة الدولة، ولن يثني الجيش شيئاً عن القيام بدوره الوطني، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكيك من أي جهة أتى، سواء من الداخل او الخارج».
مشهد ملبّد
على أنّ هذا المشهد على ضفته الأولى، يتزامن مع جوّ داخلي ملبّد بالانقسامات والترويجات والاختلاقات والاصطفافات المتصادمة، ولاسيما على الحلبة الانتخابية، حيث فتيل الاشتباك الكبير بدأ بالاشتعال مع وصول مشروع الحكومة لتعديل قانون الانتخابات الحالي، بما يسمح للمغتربين بالتصويت لكل أعضاء المجلس النيابي. وفيما يفترض أن يسلك مشروع الحكومة مساره وفق الأصول المحدّدة في الدستور والنظام الداخلي لمجلس النواب، وكذلك وفق صلاحيات رئيس المجلس النيابي، الذي له حق التصرف مع هذا المشروع وفق الأصول، بدأ فريق من النواب الذين يعتبرون أنفسهم سياديين وتغييرين، حملة تجييش لتصويت المغتربين خلافاً لمنطوق القانون الانتخابي النافذ، والضغط على رئاسة المجلس لإدراج هذا المشروع في جدول اعمال أول جلسة تشريعية لدراسته والتصويت عليه. وفيما لاحظت مصادر نيابية مسؤولة «انّ هؤلاء النواب الذين ينتمون إلى مثلث «القوات اللبنانية» و«الكتائب» ومستقلي السيادة والتغيير، يسعون إلى فتح معركة قبل أوانها، حتى لا نقول مع طواحين الهواء، ظنّاً منهم أنّهم من خلال الضغط يتمكنون من أن يفرضوا مشيئتهم على سائر الكتل والتوجّهات السياسية والنيابية. لا نقول إنّه ليس من حقهم أن يقوموا بما يقومون به، بل العكس، لديهم الحق في أن يفعلوا ما يريدون، ويقولوا ما يشاؤون، ولكن هناك قولاً قديماً نريدهم أن يقرأوه جيداً: مَن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
وأما على الضفة الثانية من المشهد الداخلي، فيتزامن مع جمود واضح على خط المساعي والمبادرات لبلوغ حل ينهي العدوان الإسرائيلي ويوفّر الأمن والاستقرار على جانبي الحدود الجنوبية، وتصعيد إسرائيلي بلغ ذروته في المجزرة التي ارتكبها العدوان في مخيم عين الحلوة، وفي الاعتداءات التي طالت عمق المناطق السكنية في القرى والبلدات الجنوبية، ولاسيما في بلدات شحور ودير كيفا، وعيناثا وطيرفلسيه، والاغتيالات التي تواصلت بالأمس، وكادت تتسبب بمجزرة بطلاب مدرسة في بلدة الطيري، حيث سقط شهيد و11 جريحاً.
وفي تهديد غير مسبوق باتساعه، زعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، بأنّ «حزب الله يعمل على إعادة ترميم قدراته في قرية بيت ليف. وشمل التهديد عدداً كبيراً من منازل البلدة. واستنكر اهالي البلدة التهديد المزعوم، وناشدوا الجيش حمايتهم، وافيد بأن لجنة «الميكانيزم» طلبت من الجيش تفتيش النقاط التي حددها الجيش الاسرائيلي.
مرحلة ضغوط
هذه الأجواء التصعيدية، تعزّز المخاوف التي يُعبّر عنها من مصادر متعدّدة من «إخضاع لبنان لمرحلة من الضغوط الصعبة، سواء الأمنية او السياسية». وضمن هذا السياق، يندرج تأكيد مسؤول لبناني رفيع لـ«الجمهورية»، على «صعوبة المرحلة، التي تتبدّى من جهة في إحجام القوى الدولية الكبرى عن إخراج لبنان من دائرة الاحتمالات المفتوحة، ومن جهة ثانية، في الضوء الأخضر الدولي المعطى لإسرائيل بإبقاء لبنان مستباحاً لعدوانيتها، ومن جهة ثالثة، في المحاولة الإسرائيلية الحثيثة لجرّ لبنان إلى مفاوضات مباشرة تفرض عليه وقائع سياسية وأمنية تمسّ كرامته وسيادته وجغرافيته، أسوأ من التطبيع، بل تتجاوز هذا التطبيع إلى الاخضاع الكامل».
ويرزت في هذا السياق، قراءة في الوضع اللبناني، عبّر عنها مسؤول أممي أمام مستويات رسمية، أشار فيها إلى صعوبة التأثير على الموقف الإسرائيلي في ما خصّ خفض التصعيد مع لبنان، معتبراً ذلك عاملاً على إبقاء الوضع في لبنان محاطاً بالقلق. ولافتاً إلى انّ ثمّة فرصة كانت متاحة لبلوغ تسوية لحل سياسي على جبهة لبنان، في اشارة واضحة إلى المسعى المصري الذي قاده رئيس المخابرات العامة في مصر اللواء حسن رشاد)، الّا انّ الأطراف المعنية بها بدّدتها وأفشلتها. لافتاً في خلاصة كلامه، انّه يتوقع أن تبادر الولايات المتحدة إلى التركيز على الملف اللبناني، بعد الانتهاء من المرحلة الثانية من اتفاق غزة، الذي تدفع واشنطن إلى الانتقال اليها قريباً جداً».
بري: لتقديم شكوى
وعلّق رئيس مجلس النواب نبيه بري على العدوان الإسرائيلي الذي طال صباح أمس بلدة الطيري، وأسفر عن إصابة عدد من طلاب الجامعات والمدارس. وقال: «مرّة جديدة يكرّر العدو الإسرائيلي جريمته باستهداف المدنيين والأطفال وطلاب المدارس والجامعات، وآخرها اليوم (امس) في بلدة الطيري، مطمئناً انّه فوق الحساب والمحاسبة والإدانة، لا بل للأسف بات لبنان الملتزم القرار 1701 واتفاق وقف العمليات الحربية في تشرين الثاني 2024، محط إدانة وانتقاد».
وأضاف بري: «لا بدّ للبنان من مواصلة تقديم الشكاوى لمجلس الأمن. وهو اليوم مطالب بالدعوة إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، لتكريس الحق اللبناني والإدانة للخروقات الإسرائيلية، سواء باستهداف المدنيين أو ضمّ الأراضي».
«حزب الله» يدين
وفي بيان له، أدان «حزب الله» العدوان على مخيم عين الحلوة، معتبراً انّه اعتداء على لبنان وسيادته، وانتهاك صارخ لاتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701. ورأى انّه «بات على أركان الدولة اللبنانية ان يدركوا انّ إظهار اي ليونة او ضعف او خضوع لهذا العدوان لا يزيده الّا شراسة وتوحشاً وتمادياً، إن الواجب الوطني يقتضي اتخاذ موقف حازم وموحّد في التصدّي لإجرام العدو وردع عدوانه بكل الوسائل الممكنة، والتمسك بكل عناصر القوة التي يمتلكها لبنان، باعتبارها الضامن الوحيد لإسقاط مشاريع العدو وحماية سيادة لبنان وأمنه».
سلام
من جهته، قال رئيس الحكومة نواف سلام في مؤتمر «بيروت 1» أمس: «إنّ خطة الجيش تلحظ احتواء السلاح في شمال الليطاني أيضًا، وهذا يعني منع استخدام ونقل السلاح».
ولفت إلى «انّ لبنان لا يزال بلد الفرص الواعدة، وليكون على قدر الطموحات هو بحاجة إلى مزيد من الإصلاحات، والمسيرة بدأت، لكن أمامنا الكثير، إن كان في الإصلاح المالي، بدأنا برفع السرّية المصرفية، وأمامنا إنجاز قانون الانتظام المالي والفجوة المالية، ولا تزال امامنا مجموعة من الإصلاحات في المؤسسات بعدما شكّلنا الهيئات الناظمة».
وقال: «من دون الأمن والاستقرار سنفوّت الفرصة أمام لبنان، ولن تأتي الاستثمارات. وهذا لن يتحقق الّا ببسط سلطة الدولة بقواها الشرعية على كافة الأراضي اللبنانية. وهذه المسألة يجب التعامل معها بكل جدّية». ولفت في هذا السياق، إلى انّ «رفع الحظر السعودي عن الصادرات اللبنانية قريب جداً وسنقوم بتدشين أجهزة «سكانر» في مرفأ بيروت». وأشار إلى انّ «لدينا أزمات ثقة في لبنان. والناس تتطلّع إلى الأفعال كجدّية عمل الوزارات والتزامنا بالبيان الوزاري وتطبيقه، والحكومة فيها ما يكفي لاستعادة ثقة المواطنين والدول العربية».
تقدير أميركي
من جهة ثانية، ذكر موقع «The American Conservative» الأميركي، أنّ «التطورات الأخيرة أوضحت أنّ سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه لبنان مدفوعة بشكل حصري تقريبًا بهوس الحدّ من نفوذ إيران الإقليمي. وضمن هذا السياق زار وفد أميركي رفيع المستوى بيروت مؤخّرًا، وأجرى محادثات مع قيادات سياسية لبنانية، ركّزت على وقف التمويل الإيراني لـ«حزب الله».
وأشار الموقع إلى انّ «حزب الله» لا يزال يتمتع بدعم واسع بين الشيعة اللبنانيين، ومن الخطأ افتراض أنّ هذا الدعم ينبع فقط، من الخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي يقدّمها الحزب، بل إنّ المخاوف الأمنية، حيث أنّ شريحة كبيرة من الشيعة في لبنان تجد نفسها الآن في مواجهة تهديد مزدوج: الأول من الحدود الجنوبية مع إسرائيل، والثاني من الحدود الشرقية مع سوريا».
واشار التقرير إلى انّ «الشيعة في لبنان يعتبرون نظام احمد الشرع تهديداً أعظم حتى من إسرائيل. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنّ مسؤولي ترامب أعلنوا أنّ نظام الشرع سيكون شريكاً فعّالاً ضدّ «حزب الله»، من بين الجماعات الإرهابية الأخرى التي صنّفتها واشنطن».
وحذّر الموقع من أنّ أي محاولات متسرّعة لنزع سلاحه بالقوة قد تؤدي إلى إشعال فتيل صراع طائفي. معتبراً «لبنان، كدولة، لم يكن حليفًا وثيقًا أبدًا لمنافسي الولايات المتحدة، بل لطالما كان ولا يزال، قريبًا من الولايات المتحدة، التي لديها الكثير لتخسره إذا انحدر لبنان إلى الفوضى الطائفية نتيجة للتحرّك المتسرّع لإنهاء النفوذ الإيراني في البلاد من خلال تهميش «حزب الله».
---------------------------
جريدة صيدونيانيوز.نت / اخبار لبنان / الجمهورية: عون: التحريض لن يثني الجيش عن القيام بدوره... إسرائيل ترفع وتيرة التصعيد .. وبري لتقديم شكوى