جريدة صيدونيانيوز.نت / النهار: قوانين نارية دفعة واحدة في مطلع السنة… قاسم يخوّن الدولة واركبوا أقصى خيلكم
Sidonianews.net
----------
النهار
في توقيت شديد السلبية ويحمل دلالات متعمّدة للتشويش على الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية، وكما كأنه رد مباشر على كلام رئيس الجمهورية جوزف عون في يوم عيد الميلاد في بكركي، وقبله كلام رئيس الحكومة نواف سلام حيال اتّباع خيار المفاوضات وإبعاد لبنان عن الحرب وانتقال خطة حصرية السلاح من جنوب الليطاني إلى شماله، انبرى الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قبيل الأيام الأخيرة من السنة إلى اكمال اشتباك حزبه مع الدولة بديلاً لمواجهة إسرائيل، فحوّل آخر خطبه إلى منصة تخوين للدولة وخطة الجيش في حصرية السلاح سواء بسواء. ولعلّه من أسف أن جاءت المواقف التصعيدية للشيخ نعيم قاسم على خلفية رهاناته على ضعضعة صفوف الحكومة بعدما شهدت "موقعة" إقرار قانون الانتظام المالي واسترداد الودائع انقساماً وزارياً مؤذياً، لا من منطلق التعددية المفيدة للنقاش وتحصين القانون بأقصى قدر عال من العدالة للمودعين وتوزيع الخسائر، بل لظهور الحكومة في صورة غير منسجمة حيال قانون استثنائي كان يفترض التعمق في عدم استسهال تحويل الانقسام إلى مبارزات إعلامية متبادلة وتصيّد الشعبوية في مسالة بهذه الاهمية المفصلية. ومع تحوّل مشروع القانون الصادر وسط خلافات واسعة، سيضاف هذا المشروع الخلافي إلى روزنامة مجلس النواب في السنة الجديدة الوشيكة مع مشروعي الموازنة الجديدة ورزمة مشاريع تعديل قانون الانتخاب العالق بين فكي مواجهة حادة، ستتصاعد تباعاً كلما اقترب الموعد القانوني للانتخابات النيابية من الضغط على السلطتين التنفيذية والتشريعية لمعالجة مسالة المهل وانتهاكها المرجح.
وأما في ما يتصل بالمسألة الأشدّ إلحاحاً المتعلقة بالتساؤلات التي يثيرها الاقتراب من نهاية السنة كمهلة لنهاية حصر السلاح في جنوب الليطاني، فتفيد المعطيات المتوافرة أن رئيس الجمهورية لم يطلق تطمينات ارتجالية من بكركي حيال ابتعاد خطر حرب واسعة على لبنان، وأن المناخ العام في اللحظة الحالية يشير إلى أن حرباً كهذه لا تزال مستبعدة بدفع أميركي واضح في مقابل ازدياد الضغوط على السلطات اللبنانية للمضي قدماً في تسريع وتفعيل خطة حصر السلاح بأقصى الوسائل قدرة على اجتذاب الثقة الدولية بالسلطة اللبنانية والجيش. ومعلوم أن كل الأنظار اتجهت إلى لقاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يزور الولايات المتحدة في محادثات مفصلية حول المناطق المتفجرة والساخنة التي تخوض فيها إسرائيل حروباً دائرية ومن بينها لبنان. ويستبعد أن يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود حيال الاحتمالات التي تتربّص بلبنان قبل أن تتضح نتائج هذه المحادثات في الأسبوع الأول من كانون الثاني المقبل.
بالعودة إلى خطاب الشيخ نعيم قاسم، فهو أقفل خطب السنة (مبدئياً) على إيقاع سردية الإنكار من جهة تخوين السلطة الشرعية والدولة وحتى الجيش ضمناً من جهة أخرى، ويرصد المراقبون ما إذا كان أحد من أركان السلطة سيصدر رداً على قاسم بعدما تجاوز علناً كل الخطوط الحمراء إعلامياً. وقد أشار قاسم إلى أن "لبنان أمام مفصل تاريخي، إما أن يُعطى للولايات المتحدة والكيان الصهيوني الوصاية الكاملة، أو أن تنهض البلاد لاستعادة السيادة والأرض والوطن". وحذّر من مشروع "نزع السلاح"، معتبراً أنه "مشروع أميركي – إسرائيلي حتى لو سمي بحصرية السلاح، وأن الهدف منه إنهاء قدرة لبنان العسكرية وضرب القدرة المالية والاجتماعية لفئة وازنة من اللبنانيين". وأكد أن "المقاومة التزمت مع لبنان بمضمون اتفاق وقف النار، فيما تستمر إسرائيل بالقتل والدخول الأمني إلى لبنان مستخدمة جنسيات مختلفة". وتساءل عن "سيادة الدولة من حادثة اختطاف النقيب المتقاعد أحمد شكر من قلب الأراضي اللبنانية"، معتبراً أن "محاولة إلزام الجيش اللبناني بتنفيذ نزع السلاح جنوب نهر الليطاني كانت تهدف إلى خلق مشهد أسود من الفتنة والقتال، لإظهار الجيش وكأنه ضعيف". وقال "إن ما أنجزه الجيش اللبناني من انتشار في جنوب لبنان كان مطلوباً في حال التزم العدو الإسرائيلي بوقف العدوان، وإطلاق الأسرى، وإعادة الإعمار، وأن لبنان لم يعد مطالباً باتخاذ أي إجراءات قبل تنفيذ إسرائيل لكل التزاماتها، وأن تقديم إجراءات إضافية للعدو من لبنان هو تصرف غير مسؤول وخطير ويمس المصالح الوطنية الكبرى". واعتبر أن "إسرائيل قد تهدّد بالحرب لكنها لن تحقق أهدافها، مشدداً على "أن المقاومة ستدافع وتصمد وستحقق أهدافها ولو بعد حين"، مضيفاً: "اركبوا أقصى خيلكم، ونحن لن نتراجع ولن نستسلم وسندافع عن أرضنا". وشدّد على أن "أي حل للأوضاع الأمنية في لبنان مرتبط بتنفيذ العدو الإسرائيلي للاتفاق، وانسحابه، ووقف خروقاته، ليتم بعدها مناقشة استراتيجية الأمن الوطني بما يخدم مصلحة لبنان وقوته". ووجّه رسالة إلى اللبنانيين قائلاً: "لن يبقى لبنان إذا ذهب جنوبه، وكلكم معنيون بوحدة الكلمة لإنقاذ الوطن، إن لبنان في مركب واحد، وإذا لم ينج السباحون من العاصفة فلن يبقى أحد أو أي شيء".
وفي التحركات الديبلوماسية اللافتة المتصلة بالوضع في لبنان، أفيد أمس أن وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، اجتمع مع مستشار وزير الخارجية السعودي للشأن اللبناني الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، الذي يزور قطر حالياً، و"جرى خلال الاجتماع، استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، وتطورات الأوضاع في لبنان، وجهود التنسيق المشترك بين البلدين بشأن الملف اللبناني".
وأضافت المعلومات أن وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، "جدد خلال الاجتماع، موقف دولة قطر الداعم للبنان، ووقوفها باستمرار إلى جانب الشعب اللبناني".
يشار في هذا السياق إلى أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اعتبر في عظته أمس، أن "لبنان اليوم بحاجة إلى كلمة تتجسّد: كلمة حقّ تتحوّل فعلًا، كلمة مصالحة تتحوّل قرارًا، وكلمة وعد تتحوّل التزامًا". وقال: "وطننا لا يحتاج فقط إلى خطابات، بل إلى كلمات تُعاش، تُترجم سياسات عادلة، وخيارات وطنيّة صادقة. إنجيل التجسّد يمكن أن يُقرأ كدعوة وطنيّة إلى أن نُنزِل المبادئ إلى أرض الواقع، وأن تتحوّل القيم إلى مؤسّسات، وأن يصبح الكلام مسؤولية. بكلمة صادقة يمكن أن يبدأ خلاص وطن، وبكلمة جامعة يمكن أن يُبنى وطن يجمع الكل، لا يُقصي أحدًا، بل يحمي كرامة الجميع".
على الصعيد الميداني، أفاد مراسل "النهار" في الجنوب أمس، بأن الجيش اللبناني تفقّد 4 منازل في مدينة بنت جبيل، مهدمةً جراء الحرب، بناءً على طلب لجنة الميكانيزم.
وقام الجيش اللبناني بعملية تفتيش أيضاً في عيناتا، ولم يتم العثور على أسلحة.
ويوم السبت، طلبت لجنة "الميكانيزم" من الجيش اللبناني الكشف على أحد المنازل في بلدة بيت ياحون قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، بعد موافقة صاحبه.
وأكّد صاحب المنزل علي بزي الذي عاد مؤخراً من فنزويلا، أن الجيش اللبناني تفقّد منزله عند مدخل البلدة، وأشار إلى أن قيادة الجيش تواصلت معه ليلة الجمعة – السبت وطلبت منه السماح بالكشف على المنزل، وقد وافق مباشرة وأرسل مفتاحه.
في السياق، قام الجيش اللبناني أيضاً بتفتيش 4 منازل في بيت ليف.
وتعرضت بلدة كفرشوبا صباح أمس لرشقات رشاشة ثقيلة من موقعين إسرائيليين في رويسة العلم والسماقة، ما أدى إلى أضرار بعدة منازل. كما نجت إحدى العائلات بأعجوبة بعدما ضربت الرشقات وسط المنزل وحطّمت زجاج النوافذ.
---------
جريدة صيدونيانيوز.نت
النهار: قوانين نارية دفعة واحدة في مطلع السنة… قاسم يخوّن الدولة واركبوا أقصى خيلكم