الرئيسية / أخبار لبنان /لحظات أحمد الأخيرة في مطعم اسطنبول ... سقط هاتفه أرضاً قبل رؤية صورة ابنه

(الصورة عن النهار)

جريدة صيدونيانيوز.نت / لحظات أحمد الأخيرة في مطعم اسطنبول ... سقط هاتفه أرضاً قبل رؤية صورة ابنه

لحظات أحمد الأخيرة في مطعم اسطنبول ... سقط هاتفه أرضاً قبل رؤية صورة ابنه

 

تناول العشاء في مطعمه مع صديقه محسن فنيش وزوجته تامي شن، قبل أن ينتقلا الى "مطعم اسطنبول" لتدخين النرجيلة. جلسا على الشرفة، لتمضية بعض الوقت، قبل أن يشن ارهابيون هجوماً مسلحاً على المطعم، سقط ومن كان معه أرضاً، بعدما أصيبوا بطلقات عدة. هو أحمد البلي ابن بلدة عجقي- الضنية، الذي فارق الروح في بوركينا فاسو تاركاً ولدين بعمر الزهور.

حلم لن يتحقق

ستة عشر عاماً امضاها أحمد (32 عاماً) في لبنان، قبل أن يتقبض حقيبته ويسافر الى افريقيا للعمل مع والده في معرض للسيارات، ليفتتح بعد سنوات عدة سلسلة مطاعم مع شريك له. أسامة شقيق زوجته مريم قال لـ "النهار": "كانت أموره تسير على ما يرام، ومع ذلك أطلعنا عند زيارته الأخيرة الى بلده حيث امضى نحو اسبوعين مع زوجته التي سبقته قبل اربعة اشهر، انه يريد تصفية أعماله، وتأسيس حياته في لبنان، من خلال فتح مطاعم"، مضيفاً "عاد الى بوركينا فاسو قبل أقل من شهر وكل أمله أن يعود للاستقرار مع عائلته، ولا سيما ان شقيقتي سجلت في الجامعة لانهاء اخر سنة دراسية لها".

رسالة من دون اجابة

يوم الهجوم المريع، "قصد ابن احمد، مصطفى (6 سنوات) صالون الحلاقة، قصّ شعره كوالده، وطلب من والدته ان ترسل الصورة له، كانت الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً بتوقيت لبنان، لحظة دخول الارهابيين المطعم، لم يجب البلي على رسالة زوجته، انتظرت بضع ساعات معتقدة انه في عمله، لكن عندما حددت موقعه عبر خدمة هاتف سبق ان اشتركت بها شكت بوجود امر مريب"، يخبر اسامة، متابعاً "اتصلت مريم بمحمد شقيق زوجها الذي يسكن في بوركينا فاسو، طلبت منه الاطمئنان إليه، قال لها انه سمع بوجود هجوم على مطعم اسطنبول، عندها علمت ان سوءاً اصاب زوجها".

اقرأ أيضاً: 3 لبنانيين بين ضحايا بوركينا فاسو... الارهاب يلاحقنا في الغربة

العناق الأخير

بعد وقوع الهجوم قصد عمال احمد "مطعم اسطنبول"، وفق اسامة "كانت جثته لا تزال على الارض، وهاتفه امامه، وعندما اتصل محمد (21 سنة) بهم للاطمئنان إلى شقيقه لم يبلغوه انه فارق الحياة خوفاً عليه من الصدمة، قالوا له انه مفقود وربما جريح وضعوه في السيارة وانتقلوا به بين مستشفيات عدة قبل ان يطلعوه على الكارثة".

قبل نحو 25 يوماً، ودّع أحمد والديه وزوجته، عانق ابنه مصطفى وابنته داليا (3 سنوات)، للمرة الأخيرة سار خطواته ببطء على أرض مطار رفيق الحريري الدولي، وهو ينظر خلفه كي يشبع عينيه من وطنه، صعد الى الطائرة متوجهاً الى بوركينا فاسو وكل حلمه ان يكتب له مزيد من العمر كي يعود ويبقى الى جانب ولديه، يشاركهما لحظات الفرح، يدعمهما ويقف الى جانبهما، يربيهما ويؤّمن مستقبلهما، لكن يد الغدر أبت الا ان تخطفه منهما، وان تحرمهما من سندهما، بعدما قررت ان تعيده اليهما والى اهله واحبائه جثة"!

2017-08-16